جريمةُ قتل الأسرى وموقفُ المنظمات الدولية
أمين عبدالله الشريف
ارتكب مرتزِقة العدوان في الساحل الغربي جريمة جديدة تدينها الشرائع السماوية والأعراف والقوانين والاتّفاقيات الدولية والحقوق إنسانية.
ليست الأولى من نوعها بل سبقها جرائم كثيرة على نفس الطريقة، حدث ذلك في تعز والحدود والساحل الغربي كما حصل في سجون المرتزِقة في مأرب وعدن والسعوديّة وبطرق مختلفة كالتعذيب حتى الموت والرمي بالرصاص والسحل وقطع الرؤوس وغيرها من الطرق التي تنم عن انحطاط في أخلاق المرتزِقة وبشاعتهم في التعامل مع الأسرى.
الطريقة الداعشية التي ينفذها مرتزِقة العدوان في تعاملهم مع الأسرى تثبت للمرة الألف أنهم ليسوا سواء لفيف من عناصر إجرامية كالقاعدة وداعش وأن مسمى جيش وطني ليس سوى للهروب من تصنيفهم على قوائم الإرهاب، وفضلاً عن أن تلك الجرائم لا تمُتُّ إلى الدين بأية صلة، كما أنها توضّح بشاعة المرتزِقة وسوء أخلاقهم فَـإنَّها أَيْـضاً تعبر عن أخلاق ووحشية الداعمين لهذه الجماعات مثل السعوديّة والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، فالتابع لا يمكن أن يتصرف بدون ضوء أخضر من المتبوع، ولا يمكن أن يتصرف المرتزِقة دون ضوء أخضر من داعميهم.
الملفت للانتباه غياب دور المنظمات الدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان بما فيها الأمم المتحدة التي تتباهى بالاتّفاقيات الدولية بشأن الأسرى؛ ولأن المنظمات الدولية أصبحت تتبع المال وتخدم من يدفع أكثر فَـإنَّ سكوتها عن هذه الجرائم ليس غريباً وهي التي بلعت لسانها ولم تتخذ موقفاً إزاء جرائم العدوان بحق المدنيين من قصف وتدمير واعتقال وَ… إلخ الجرائم التي ارتكبها العدوان ومرتزِقته بحق المدنيين طوال 7 سنوات.
إن إدانة هذه الجريمة وغيرها من الجرائم الأُخرى هو الفعل الصحيح الذي يمكن أن تقوم به الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والحقوقية إن كانت تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف وإن كانت تدافع فعلاً عن حقوق الإنسان، والسكوت عن ذلك تشجيع لمرتكب الجريمة على ارتكاب المزيد، وهذه جريمة أُخرى ليست أقل بشاعة من قيام المرتزِقة بإعدام الأسرى.
من المهم جِـدًّا أن تتحَرّكَ هذه المنظمات لإدانة الجريمة والمطالبة بمحاسبة مرتكبيها وكذلك إدانة الداعمين لهذه الجماعات الإرهابية، أما الجيش واللجان فَـإنَّ محاسبة مرتكبي هذه الجريمة مسألة وقت لا أكثر وسيتم محاسبتهم بطريقه أخلاقية وليس بقتل الأسرى كما يفعل المرتزِقة بل سيكون انتقاماً شريفاً وفي وسط الجبهات.