إعدام الأسرى.. هزيمةٌ أخلاقية
وسام الكبسي
شاهد الملايين حول العالم مقاطع فيديو نشرها مرتزِقة التحالف (الأمريك سعو إماراتي) في الساحل الغربي وهم ينفدون إعدام عشرة أسرى والتمثيل بجثثهم بطريقةٍ بشعةٍ ووحشية، وليس بغريبٍ على من لم يكتفِ ببيع دينه ووطنه وكرامته وتحوّل إلى عبدٍ مطيعٍ وأدَاة لقتال أبناء وطنه في يد غازٍ محتلّ أن يرتكب أبشع صور التعذيب وأصناف التنكيل والقتل بحق أسرى حربٍ لا يجوزُ بأي حال من الأحوال المسّ بهم بأذى حسب الأعراف الإنسانية والتشريعات الدولية المتفق عليها.
ولأن هذهِ الجريمة ليست الأولى -وبالتالي لن تكون الأخيرة- فقد سبقها العشرات من الجرائم بحق أسرى الجيش واللجان الشعبيّة في طول وعرض الجبهات الممتدة بطول جغرافيا الجمهورية اليمنية طيلة سبعة أعوام من عمر عدوان التحالف الأمريكي وأدواته على اليمن عِوضاً عن التعذيب البشع في سجون مرتزِقة إخوان الشيطان (الإصلاح) في سجونها السَّريّة المُتعدّدة في محافظة مأرب، ما أَدَّى بالكثير من الأسرى إلى الوفاة.
وارتكاب هذه الجريمة اللاإنسانية بالتزامن مع ظهور زعيم ما يسمى بتنظيم القاعدة الإرهابي الذي كرّر اعترافه بأنهم يشاركون التحالف في أكثر من (11) جبهة منذ بداية العدوان مع تباهي منفذي الجريمة بالتصوير في مشهدٍ وقح يدلُّ على سابق إصرار وترصّد ومدروس يجانس ما تقوم به عناصر الاستخبارات الأمريكية (داعش والقاعدة) في التباهي بالإجرام، وهو سلوك وأخلاق من يقوم بتوجيههم وإن اختلفت الطرق والأساليب، وهذا يدل بأن جميع أدوات الارتزاق لا يجيدون إلَّا الخِسَّة والإجرام الدموي اللاأخلاقي تماماً كما يقوم به أربابهم بقصف منازل المواطنين وقتل ساكنيها كمنهجية يتحلَّونَ بها، وكلٌّ يقوم بالمهمة حسب مستواه وكما يريدُ المُشغلّ الرئيسي للجميع وهو القتل ثم القتل بدمٍ بارد في حالة وقحة من التباهي في مشهدٍ هوليودي مقزز.
هذه الجريمة المتنافية مع كُـلّ القيم والأعراف الإنسانية والتشريعات الدولية تنبئ عن انحلال في الأخلاق وسقوط مدو في وحل الرذيلة والعبودية لعبيد الشيطان الأكبر، إذ أن التصوير والنشر والاحتفال والإجرام لا يمكن أن يندرج إلا تحت مسمى الخسة والدناءة والذلة والانحطاط والسقوط الأخلاقي والتجرد من كُـلّ القيم الإنسانية وينافي روح الإسلام وتعاليمه السمحة، بما يعني أن هذه الجريمة الكبيرة والوحشية مشتركة اشترك فيها الأمريكي بتعليماته والإماراتي بأوامره والسعوديّ بفتواه التكفيرية وأدوات الارتزاق بالتنفيذ، وهم شركاء في المسؤولية وجميعهم سيدفع الضريبة والشعب اليمني الحر بقيادته الربانية يعرف متى وأين وكيف يكون الرد؟!.