ماسونية الإجرام ورسائل إعدام الأسرى

 

ألطاف المناري

منذ أَيَّـام العدوان الأولى إلى اليوم لم نَرَه يحرز تقدماً إلا في سفك الدماء وارتكاب أبشع الجرائم بحق الإنسانية، جرائمُ لن تمُرَّ حتى يرى الظالِمُ عقوبةَ إجرامه في العدالة الإلهية، وسيُحاسَبُ على كُـلّ قطرة دمٍ سفكت، وروحٍ أُزهقت، وشجرةٍ اقتُلعت، ودور دمّـرت، ونساءٍ أُثكلت، وأطفال تيتّمت، وإن غداً لناظره قريب.

إعدامُ الأسرى في محافظة الحُديّدة شاهدٌ حيٌّ على خُبث العدوان ومنهجيته وأخلاقه المنحطة وإفلاسه المنقطع النظير، فلا يقوى إلا على من أصبحوا في يديه لا حول لهم ولا قوة، إعدامُ الأسرى وصمةُ عار في جبين العدوان الصهيوسعوديّ أمريكي، المتشدق بالحرية والإنسانية، الذي وضع قوانينَ لحماية الكلاب، وترك كلابَه البشرية تنهش الإنسانَ وحقوقه المكفولة في شرائع السماء والأرض، وتمتهن كرامته، تخبط أرعن وقصف متواصل في المدن والقرى، وانتكاسات وهزائم هنا وهناك تصيب نحر العداء، تجعلهم يتخبطون في قصف مدنيين وإعدام أسرى، جرائمهم تبلغ ذروتها كلما النصر اعتلى، تنفذها أيادٍ نمت أظفارها على سفك الدماء، فداعش لا تعرف قوانين الأرض ولا شرائع السماء.

تلك الجريمة بحق الأسرى جاءت بعد تصريح لقائد داعش في اليمن الذي قال: (نحن نقاتل مع السعوديّة في أكثر من 11جبهة)، فضحتم أنفسَكم وظهر ما كان أسيادُكم يكتمونه، فهم ينفُون أنّكم أحدُ أذرُعهم أيها الوحُوش البشرية، ذلك التصريح يكشفُ أن للقاعدة صولةً وجولةً في الحرب، بل هي طرف أَسَاسي، وأن لها الحريةَ في التصرف كيف تشاء ومتى تشاء، وإعدام الأسرى خيرُ دليل، وصمتُ الأمم المتحدة على ذلك خير برهان على أن صعاليك الشوارع اشتُروا بالمال البخس ليدمّـروا الأُمَّــة الإسلامية، فهل تظنون أيها السفاحون أن اليمن والعراق سيحلون لكم فيهما السّحل والذبح والتمثيل بالجثث؟!

تعتقدون أنكم سترهبون أبناءَ اليمن وستذلونهم وتركعوهم بتلك الجرائم أليس كذلك؟ كلا والله..

لم يخلق بعدُ من أراد إذلالَنا وإركاعَنا تحت وطأة سيفه، ولن يوجد من يستطيع أن يوقفَ دماءَ النخوة والحمية اليمانية، ولن يعيشَ من يتبختر بجرمه وتجرده من الدين والإنسانية، فلنا رجالٌ يُذاب من شدة بأسها الحديد وتخر لها ساجدةً جباهُ الرجال، الموت تحت إمرتهم بقوة الله كما هي السفوح والجبال، يخطفون النصرَ من غُبار الرمال، المجد لا يُخلد أسماءَهم بل هم من يخلدونه بصولات وجولات تشهد لها رمال صحراء الجوف، وجبال نهم، ووديان مأرب وسواحل الحديدة.

مجاهدونا هم بعون الله المفلحون المنتصرون ولهم كتبت العزة (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) الذين نصروا الله فنصرهم وحقّق وعودَه في كُـلّ شبر من أرضهم، فلا تبحثوا عن جرائمَ تُشفون بها جراحاتكم الغائرة، وتحفظون بسوئها آمالكم البائدة، متوهّمون إن كنتم تعتقدون أن الشعب سيرجع لهول تلك المجازر على أعقابه، هيهاتَ أن يرجعَ إلا بإحدى الحُسنيين لأحبابه.

على الشعب اليمني أن يعيَ أن إعدامَ الأسرى جزءٌ بسيطٌ من منهجية ماسونية الإجرام “داعش” التي تريد أن توصلَ رسالةً لأبناء الشعب أن هذا مصيركم، لا يعلمون أننا لم نُخلق إلا للجهاد ولا نهاب أوقعنا على الموت أَم وقع الموت علينا، لم يستوعبوا بعد أنهم يواجهون أحفاد عمار والأشتر، تلك الشرذمة الإجرامية تريد أن تطبق في كُـلّ يمني يخالفهم القول قبل الفعل إن سنحت لهم الفرصة، تلك الوحوش هم من كان يريد العدوّ أن يحكموا بلدنا بعد أن يتحقّق له حلمه.

ليعرف من لا يزال على عينيه غشاوةٌ أننا نقاتل مصاصي الدماء، لا يهنأهم العيشُ إن لم يروا جُثَثَ الرجال مُمَثَّلاً بها ومرميةً على الأرض، هم من قال الله فيهم (إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأكثرهُمْ فَاسِقُونَ) وقد رأيتم كيف يذبحون الأسرى كذبحهم البهائم، ويرمونهم من أعلى سفوح الجبال، ويدفنونهم في بطون الأرض وهم أحياء، في حين أن المجاهدين يتعاملون مع أسراهم بكل رقي، يطمئنونهم ويشربونهم الماء والعصائر، ويجارحون جراحهم، تعامل إيماني يتجسد بأبهى صورِة، وأخلاق تناطح السحاب في عظمتها، في المقابل يعذبون أسرانا ويذيقونهم الويلات، ويقتلوهم بأبشع الطرق وأشدها وحشية، ولولا الرجال الصادقة مع الله ومع الشعب، لكنا نرى تلك المشاهد تتكرّر أمام أعيننا في كُـلّ ساعة، وفي كُـلّ شارع وحارة، الجرائم بحق الأسرى لن تسقط بالتقادم وسينال الظالمون جزاء ظلمهم وبغيهم وفسادهم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com