ثلاث ولايات عدوانية ومبعوث أمريكي لتصعيد العدوان على اليمن
صبري الدرواني
أُعلن العدوانُ الأمريكي السعوديّ على اليمن في 26 من مارس 2015 أثناءَ رئاسة أوباما، واستمرت المشاركة الأمريكية في العدوان على اليمن بشكل مباشر سواءً في الجانب العسكري، أَو السياسي، أَو في حربها الاقتصادية على اليمن من خلال الحصار الظالم الذي صنع أكبرَ مأساة إنسانية في العالم.
ومع انتهاء الفترة الرئاسية لأوباما، وتولي الرئيس الأمريكي ترامب مقاليدَ الحكم استمر العدوانُ الأمريكي والحصارُ الظالم على اليمن وبوتيرة أكبرَ من ذي قبل سواء في الدعم العسكري، أَو من خلال حرصه على إفشالِ أي حَـلٍّ سياسي في المفاوضات السياسية، وتشديد الحصار الخانق على الشعب اليمني، وأعطى الضوءَ الأخضرَ للمخابرات الأمريكية بتنفيذ عمليات في مناطقَ خارج المناطق المشتعلة تحت مبرّرِ “الدفاع عن الشركاء”، حَيثُ قامت أمريكا باغتيال واستهداف القيادات اليمنية، وعلى رأسها الشهيد الرئيس الصماد ومرافقيه عبر طائرة إم كيو الأمريكية.
وعندما وصل الرئيسُ جوزيف بايدن جونيور إلى السلطة في يناير، والذي طالما أعلن منذ حملته الانتخابية أنه سيعمل فور توليه السلطة بوقف الحرب على اليمن؛ باعتبَارها “كارثةً استراتيجيةً”، أكّـد في خطاب من وزارة الخارجية الأمريكية في 4 فبراير 2021 أنه وجَّه بإنهاء دور أمريكا في العمليات الهجومية في اليمن، إضافةً إلى صفقات الأسلحة المرتبطة بذلك.
وفي نفس اليوم عيّنت إدارة بايدن، تيموثي ليندركينغ، مبعوثًا خاصًّا للولايات المتحدة إلى اليمن زعمت أمريكا أن الهدف من هذا التعيين هو إيقاف الحرب والوصول إلى السلام، لكن الواقع أن أمريكا عيّنت مبعوثاً خاصاً معنياً بتصعيد العدوان على اليمن وإطالة أمده وتعزيز مرتكزاته السياسية والميدانية، ونستطيعُ باقتضاب أن نلخصَ دورَه منذ توليه في جملة من المفردات وأبرزها: المغالطة، المخادعة، تضليل الرأي العام، ومحاولة ابتزاز صنعاء، ومقايضتها، مع الحرص على استمرار العدوان الأمريكي والحصار الظالم على الشعب اليمني.
وفي تصريحه الأخير، دعا ليندر كينغ فصائلَ المرتزِقة إلى التوحد في قتال أبناء الشعب اليمني والجيش واللجان الشعبيّة، وترافقت تلك التصريحاتُ مع تصعيدٍ كبيرٍ في تعز والحديدة قامت به قوى الارتزاق والخيانة، لتؤكّـدَ خضوعَها المباشرَ والآني والدائم لمقتضى التوجّـهات الأمريكية.
وعليه فقد قال ليندركينج: حان الوقتُ الآن لكي تتحدَ كُـلّ الأطراف اليمنية في مواجهة “الحوثيين”، ليعقبَ تصريحاته تصعيدٌ جوي وبري كبير قامت به قوى العدوان وأدواتُها في المناطق المحتلّة، وتحديدا في تعز والحديدة.
والبدءُ كان من واشنطن، يوم أُعلن العدوان على اليمن، وما زال مُستمرًّا لثلاث ولايات رئاسية تداول خلالها الحِزبان العريقان في أمريكا الجمهوري والديمقراطي إدارةَ جشع المكتب البيضاوي، وهو ما يثبتُ أن العدوانَ على اليمن أمريكي بامتيَاز واستمراره قرارٌ أمريكي خالص، فضلاً عن أن مبعوثَها الخاَّص إلى اليمن هو في الأَسَاس مبعوثُ التصعيد العدواني المعني باستمراره وإطالة أمده المرير، ولله الأمر من قبل ومن بعد.