العاصمة صنعاء تحتضن مسيرةً كبرى تنديداً بالتصعيد الأمريكي وتحذر من استمراره..
الحوثي:
لولا أمريكا لما كان هناك عدوان أو حصار على اليمن.. والسعوديّة والإمارات لا تستطع صناعة حتى طلقة
خضنا حوارات واكتشفنا أن الطرف الآخر لا ينوي السلام واتجه لتصعيد الحصار وتفجير جبهات آمنة ساكنة
بيانُ المسيرة:
على أمريكا وأدواتها أن تتحمل تداعيات تصعيدهم وجرائمهم وحصارهم بحق الشعب
القادم اندفاعٌ للجبهات والتفافٌ حول كُـلّ خيارات القيادة للرد على العدوان وأدواته
حجّـة على العدوان ورعاته وأدواته قبل الرد
المسيرة: صنعاء
تنديداً بالتصعيد الأمريكي السعوديّ الإماراتي، خرج عشراتُ الآلاف من أبناء الشعب اليمني، أمس الاثنين، إلى ساحة باب اليمن بالعاصمة صنعاء، في مسيرة جماهيرية حاشدة، تحت عنوانِ “أمريكا وراء التصعيد العسكري والاقتصادي واستمرار العدوان والحصار”.
واحتشد عشراتُ الآلاف من أحرار اليمن يتقدمهم شخصياتٌ سياسيةٌ وقياداتٌ عسكرية وأمنية ومشايخُ ووجهاء وشخصيات اجتماعية إلى ساحة التظاهرات، في تجمع بشري اعتبره مراقبون أنه حُجَّـةٌ على تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ ليتحمل تداعياتِ تصعيده وتفجيرِ الأوضاع في المناطق الآمنة.
وفي المسيرة، ألقى عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، كلمةً أكّـد فيها أن أمريكا هي أَسَاسُ العدوان على بلدنا والشريكُ الأكبرُ في العدوان والحصار لبلدنا.
وقال عضو المجلس السياسي الأعلى: إن “أمريكا وراءَ الشر في بلدنا، وهي التي تقتُلُ وتدمِّـرُ في اليمن”، مُضيفاً “لا يستطيع النظامان السعوديُّ والإماراتي القيامَ بهذا العدوان من دون أمريكا”، مُشيراً إلى أن السعوديّة لا تستطيع أن تصنعَ حتى الطائراتِ الورقيةَ فضلاً عن صناعة طيران إف 15 وَإف 16، مؤكّـداً أن أمريكا هي عدوُّنا وستبقى عدوَّنا باستمرار ونحن لا نراها إلا قشةً.
وتابع عضو السياسي الأعلى: إن أمريكا التي تدّعي الحريةَ والديمقراطيةَ تعمَدُ إلى حجبِ المواقع الإخبارية للمسيرة وغيرها، مخاطباً قوى العدوان ورُعاتَه وأدواتِه بالقول: “لماذا تمنعون سُفُنَنا من الوصول إلى ميناء الحديدة وتغلقون مطارَ صنعاء؟! ولماذا توقفون التحويلات النقدية؟!”.
كما خاطب الحوثي أمريكا بالتأكيد بالقول: إن “أيةَ عقوبات تفرضونها لا تؤثر علينا ولا قيمة لها”.
وأردف: “لولا أمريكا لما كان هناك عدوانٌ على بلدنا، فهي مَن أعلنت منذ اليوم الأول سحبَ سفارتها، ودعت الدولَ لسحب السفراء من صنعاء”، واستطرد “أمريكا هي التي تقتُلُ الشعب اليمني وتدمِّر البُنية التحتية منذ سبع سنوات ولولا الدعمُ الأمريكي لما استطاعت دولُ العدوان فعلَ شيء”.
ونوّه الحوثي إلى أن الحصارَ على بلدنا تفرضُه الفرقاطات والسفن الأمريكية، مؤكّـداً أن الشعبَ اليمني لا يبالي بالصراخ الأمريكي وهو ثابتٌ في مواقفه”، موضحاً أن الطرف الوطني خاض حوارات واكتشف أن قوى العدوان وأدواتها ليسوا جادين، فحواراتهم فقط استشكافية.
وأشَارَ إلى أن الحظرَ الجوي والبحري يستهدفُ المواطن اليمني، أما نحن فلا نخرُجُ أصلاً إلى خارج اليمن، ولا يوجد لدينا أي شيء خارج البلد ولا نملك شيئاً حتى في صنعاء.
الحوثي أوضح كذلك: “لسنا أصحابَ شركات ولا أرصدة وإيقاف الحوالات فقط يضر بالمواطن اليمني، لا توجد لدينا شقق في تركيا ولا في القاهرة ولا في أي بلد آخر”.
وقال رئيسُ لجنة الدفاع والأمن بمجلس الشورى، يحيى المهدي: إن خروجَ الشعب اليمني بهذا الزخم هو مؤازرةٌ للقوة الصاروخية والطيران المسيَّر في الرد على تصعيد العدوان الأمريكي على اليمن، مؤكداً أنه لا يمكنُ مواجهة التصعيد إلا بالتصعيد وأن يكون الشعب اليمني على استعداد كبير على مواجهة التحديات، وأن الشعب اليمني لا يمكن أن يقبل بمحتلّ أَو غازٍ على الإطلاق.
الكاتب والباحث السياسي محمد العابد من جانبه قال: إن الخروجَ الشعبي هو لرفض العدوان الأمريكي بكل أشكاله.
بدوره، قال عضو الجالية السودانية في اليمن، حسن عثمان: إن الخروج والتضامُنَ مع اليمنيين هو للتنديد بما قامت به أمريكا على التحريض وزيادة العدوان على اليمن.
وتحدث عددٌ من المواطنين شاركوا في هذه المسيرة، مؤكّـدين أن التحشيدَ المُستمرَّ للجبهات هو العامل الوحيد الذي سيوقف العدوان والحصار الأمريكي، لافتين إلى أن الشعبَ اليمني أوصل رسالةً للعالم بأن العدوان عليه هو أمريكي، من خلالِ تقديم السلاح وغيره، وأن اليمنيين سيواجهون هذا التصعيد بكل السبل.
وقال المشاركون في المسيرة: إن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي قتلت الأطفال والنساء في اليمن، وهي التي قتلت المدنيين في اليمن عن طريق القصف المباشر أَو عن طريق الحصار، مؤكّـدين أن اليمنيين لن يستسلموا وسيثبتون للعالم بأن عدوهم الأول هي أمريكا وإسرائيل وكل من تعاون معهم سواء في الداخل أَو الخارج.
وفي ختام المسيرة أصدر أحرارُ الشعب اليمني في ساحة باب اليمن بياناً قالوا فيه: إن “المسؤولين أمريكيين يتبجحون في تصريحاتهم بمواصلة حربهم العدوانية على بلدنا، وكانت ترجمة ذلك بعقد مزيد من صفقات الأسلحة لقوى العدوان، وتكثيف الغارات على أكثر من محافظة ومحاولة فتح جبهات جديدة، وفرض ما يسمونها بعقوباتٍ على شخصيات وطنية، وُصُـولاً إلى ارتكاب جريمة التصفية لعشرة أسرى من أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في جبهة الساحل الغربي”.
وأكّـد بيانُ الشعب أن الإمعانَ في استمرار الحصار والعدوان لن يعودَ على المعتدين إلا بمزيد من الخسارة، مردفاً أن رهان دول العدوان على الدعم الأمريكي المفتوح هو رهانٌ فاشل، وما لم يتحقّق لهم أي مكسب طيلة سنوات العدوان الماضية فلن يتحقّق لهم أي إنجاز في تصعيدهم المستجد.
ونوه بيانُ المسيرة إلى أن شعبَنا اليمني بتوكله على الله والاستعانة به لن يتوانى عن حقه المشروع في الدفاع عن النفس، وأنه ماضٍ بعون الله في معركة التحرّر الوطني حتى دحر المعتدين عن كُـلّ شبر محتلّ.
وأشَارَ البيانُ إلى أن خضوعِ دول العدوان للإدارة الأمريكية والتسليم لرغباتها العدوانية سيكلفها كَثيراً، وستكون عواقبُ ذلك خطيرة.
وحَثَّ البيانُ جميعَ أحرار هذا البلد على رفد الجبهات والتصدي بكل قوة لهذا العدوان المتمادي على بلدنا.
وبارك البيانُ “للجيش واللجان الشعبيّة وللقوة الصاروخية والطيران المسيَّر عملياتِهم الرادعة، ودعا لمزيدٍ من الضربات الموجعة التي تطال عُمقَ دول العدوان”، مجدّدًا النداءَ للمغرر بهم المنخرطين مع العدوان في الجبهات العسكرية وغيرها أن يأخذوا عِبَرَ السنين الماضية، وليعلموا أن عودتَهم إلى صف الوطن خيرٌ من البقاء وقوداً لحرب الغزاة المحتلّين وأبواقاً لهم ولسياساتهم الاستعمارية.