ألا يحق لأطفال اليمن أن يعيشوا بسلام؟!
البتول جبران
أشلاء أطفال تناثرت، وَجثث تفحمت، وَحقوق تبعثرت، وَأحلام تحطمت، هكذا تعيش الطفولة المذبوحة في وطني، فحينما أقف متأملة لما يرتكبه العدوان من جرائم ووحشية تزداد أوجاعي، بل وتتضخم أوجاعي حينما أرى الطفولة المذبوحة ظلماً وعدواناً في وطني، في ظل عالمٍ كان موقفه الصمت وَالكتمان أمام ظلم وتشريد وعدوان، أتيت باحثة عن تلك الحقوق التي يدعونها للمرأة والطفل وَالإنسان، فلم أجد مما يدعونهُ شيئاً وإنما وجدت الحرمان والظلم بديل عنها، ولم أرَ منهم سوى العناوين الباهتة التي أخفت بداخلها حقيقة مأساوية!!
بحثت عنها في وطني، فرأيت طفلاٍ فقد إحدى قدميه في مجزرةٍ من مجازر العدوان، يتحدث بحرقة، حَيثُ كان يرى أصدقاءه يلعبون لعبة هي الأحب إلى قلبهِ بينما هو يتمنى أن يقف على قدميه ليلعب معهم، وَأطفال مصابون بأمراض مزمنة بحاجة للسفر للخارج يصرخون ليل نهار من شدة الوجع ولكن لمن لا يسمع فلا حياة لمن تنادي، يأبى العدوان إلا أن يرى تلك الوجوه البريئة في أنين ووجع، وَكَثيراً ما يتكرّر مشهد أب ذهب باحثاً عن طفله فرأه بين ضحايا إحدى غارات الإجرام فسرعان ما ذرفت عيناه الدموع وهو ينادي طفله بصوت مليء بالجراح والألم يناديه: يوسف يوسف.. ولكن لا فائدة فعاصفة الإجرام قد سلبته روحَه.
وطفل كان ينتظر بكل فرح وشوق متى سيأتي الصباح؟!؛ لكي يذهب رحلة للتنزه هو وأصدقاؤه الطلاب، وحينما آن الأوان ذهب مودعاً لوالديه مسرعاً حتى لا يتأخر وما أن وصل وجد أصدقاءه يتسابقون للصعود إلى الحافلة والابتسامة تملأ وجوههم، والفرحة تغمر قلوبهم أثناء رحلتهم وعندما توقفوا وسط السوق ليشتروا بعض حاجاتهم وبينما هم يلعبون ويمرحون فوق الحافلة حتى أتت غارات الإجرام لتسلب أرواحهم وتمحو تلك الابتسامات البريئة ليعم الحزن، أطفال شردوا من منازلهم، وَآخرون محرومون من أبسط حقوقهم، وَآخرون كان العدوان سبباً في إعاقتهم وتحطيم أحلامهم، هكذا وجدت حقوق الطفل في وطني.
بينما الآخرون يحتفلون بيوم الطفل العالمي وأطفالهم يعيشون بأمان، هنا في وطني يحتفل الأطفال وسط الحصار، وبمناسبة ذلك يُهدون غارات هستيرية من دول العدوان، ما هذا الإجرام؟! ألا يحق لأطفال اليمن أن يعيشوا كما يعيش الآخرون بسلام؟! لم كُـلّ تلك القسوة بحقهم؟!
أين هي منظمات حقوق الإنسان؟ أين هي حقوق الطفل التي يتغنى العالم بها؟! كفاكما إجراماً بحقهم، أما ارتويتم من دمائهم؟! متى تصحوا ضمائركم؟!