التخبط السعوديّ في الحرب على اليمن
أمين عبدالله الشريف
بعد 7 سنوات من عدوانها على اليمن وإنفاقها لمليارات الدولارات، وصلت السعوديّة إلى طريق مسدود بعد أن فشلت في تحقيقِ أهدافها سياسيًّا أَو اقتصاديًّا أَو عسكريًّا، المملكة التي اعتقدت أنها سوف تنهي الحرب لصالحها خلال أسابيع وعدم انصياعها في بداية العدوان إلى لغة المنطق والعقل والدعوة إلى كف أذاها والتوقف عن عدوانها، أصبحت اليوم تتجرع الأمرين، فلا هي حقّقت أهدافها ولا هي التي أوقفت عدوانها، ويمكن القول إنها اليوم غير قادرة حتى على إنهاء عدوانها؛ لأَنَّ ذلك يعني خسارَتها لملفاتها في المنطقة بكلها.
وبعد أن ارتكبت الجرائم البشعة بحق الشعب اليمني من قتل وحصار وتجويع، أصبحت السعوديّة اليوم غير قادرة على الخروج من أزمتها في اليمن ولعل تصريح وزير الخارجية السعوديّ قبل أَيَّـام بأن الحرب في اليمن وصلت إلى طريق مسدود سياسيًّا وعسكريًّا يدل وبما لا يدع مجالاً للشك بأن السعوديّة أصبحت تعيش أزمة عدم قدرتها على الخروج من عدونها على اليمن، فهي من بدأت الحرب ولكنها لا تستطيع إنهاءها.
التخبط السعوديّ بات واضحًا خُصُوصاً مع خسارتها هي ومرتزِقتها محافظة الجوف وأجزاء واسعة في محافظتي البيضاء وشبوة، بالإضافة إلى محافظة مأرب التي لم يتبق منها سوى مديريتي الوادي والمدينة مركز المحافظة، الأمر الذي أصاب السعوديّة بالجنون، فما بناه تحالف العدوان خلال 7 سنوات من معسكرات وتدريب أفراد وتغرير بالعشرات من المرتزِقة انتهى وتلاشى خلال فترة وجيزة وهو ما أصاب السعوديّة بالذعر خَاصَّة مع اقتراب الجيش واللجان الشعبيّة من استكمال تحرير محافظة مأرب والتي تعني السيطرة عليها انتهاء ما تسمى بالشرعية التي شنت السعوديّة حربها بحجّـة إعادتها.
السعوديّة التي فقدت سمعتها لم تعد قادرة على الخروج بماء وجهها من عدوانها على اليمن، بل أصبحت في تخبط مُستمرّ وعشوائية في قراراتها، فمن ناحية حاولت أن تتفاوض مع الإيرانيين لكنهم أخبروها أن عليها أن تتفاوض مع أنصار الله حول اليمن ومرة أُخرى تزج بالعشرات من مرتزِقتها لعلهم يستطيعون إيقاف تقدم أنصار الله، ومرة أُخرى تصعد في غاراتها الجوية لعلها تؤتي ما لم تقدر عليه ميدانيًّا، ومؤخّراً أتى تصريح وزير خارجيتها بأن الحرب في اليمن وصل إلى طريق مسدود، ليؤكّـد أن السعوديّة لم تعد قادرة على التصرف في حرب اليمن، وهنا لا بُـدَّ من تذكير السعوديّة بخطابات السيد القائد الذي دعا إلى وقف العدوان في أكثر من خطاب لكن السعوديّة لم تلقَ هذه الدعوة بأي اهتمام وهَـا هي تغرق في وحل اليمن ولم تعد قادرة حتى على الخروج من عنق الزجاجة.