أبجديات عملية توازن الردع الـ 8
وسام الكبسي
أهمُّ ما في قواميس اللغة أبجدياتها التي منها تتكون أية لغة في العالم، وفي قواميس الحياة كُـلّ فعلٍ يُؤدي إلى ردة فعل، وفي أبجديات الجيش واللجان الشعبيّة كانت القاعدة العسكرية والشرعية (العين بالعين) وفي الميدان العملي لمواجهة المعتدين لردعهم عن ظلمهم استراتيجية (التصعيد بالتصعيد).
ولأن تحالف العدوان بقيادة السعوديّة لا يجيدون إلا درَّ الحليب للأمريكي لقاء صفقات الأسلحة لتنفيذُ أوامره في تكثيف الغارات باعتراف ناعقهم الرسمي في إحاطاته لعمليات الإجرام التي يرتكبونها بشكل يومي، فالسعوديّة تسعى جاهدةً لإسناد أدواتها المنهارين في جبهات الداخل، وبالذات في جبهة مأرب ورفع معنوياتهم التي أصبحت تحت الحضيض جراء التنكيل الذي يتلقونه على أيدي رجال الله وأنصاره على تخوم المدينة.
وأمام الحِراك الأمريكي المتصاعد والداعم بشكلٍ مباشر وعلني للنظام السعوديّ، بالاستمرار في عقد صفقات السلاح لصالح النظام السعوديّ المجرم والعدواني، بل والتلويحُ الأمريكي بالتدخل المباشر، كان الوفاء بالرد بعد يومين فقط من تحذير ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع، لتنفيذ العملية المعلنة بأربع عَشرة مُسيّرة على أهداف معظمها عسكرية وأُخرى حساسة توزعت على نطاقٍ جغرافيٍّ واسع في وقت واحد ما يدل على التفوق الاستخباراتي والعملياتي للقوات المسلحة اليمنية.
العملية توزَّعت على تشكيلة من الأهداف أهمها قاعدة خالد العسكرية في الرياض، ومصافي شركة (أرامكو) في جده، وضرب أهداف في أبها وجيزان ونجران وخميس مشيط، وليست إلا تأكيداً على أن مسار (توازن الردع) الاستراتيجية ثابتٌ وَمُستمرٌّ ما استمر العدوان.
وقد اقتصرت عملية (توازن الردع الثامنة) على الطيران المسيّر فقط كرسالة تحدٍّ، خَاصَّة أمام الموقف الأمريكي المتعجرف والمتعالي عن دعمه للسعوديّة بأنظمة دفاعية جديدة لمواجهة مثل هذا النوع من الأسلحة ليفتضح مجدّدًا عجز الدفاعات الجوية الأمريكية، خَاصَّة وأن العملية كانت على أهم القواعد العسكرية والاقتصادية في السعوديّة.
إجمالاً لقد كشفت أبجديات الطيران المسيّر في عملية توازن الردع الثامنة هشاشة وضعف التدابير الأمنية الدفاعية الأمريكية الجديدة كسابقاتها، وانكشاف سوأة القواعد العسكرية والاقتصادية السعوديّة بعدم جدوائية نظام الدفاعات الأمريكية. هذا ينذر بأن قادم الأيّام ستكون هي الأسوأ على كُـلّ النطاق الجغرافي العسكري لنظام مملكة بني سعود، وأن إسنادها المكثّـف لمرتزِقتها هشٌّ وضعيف أمام السواعد السُّمر التي شمّرت لتطهير كُـلّ شبرٍ في اليمن السعيد من دنس المحتلّ، كفشل منظومات الدفاع الجوي الذي سوّقَ لهُ وزير الدفاع الأمريكي، وإن لم ولن يفهم السعوديّ الدرس التأديبي والتحذيري في عملية توازن الردع الثامنة فقادم الأيّام حُبلى بالمبكيات.