“ذا إيكونومست”: السعوديّة عاجزةٌ عن إيجاد مخرج من مستنقع اليمن
“الحرب التي تم تسويقها عام 2015 كنزهة سريعة كلفت المملكةَ الكثير”
المسيرة| متابعة خَاصَّة
مع تعاظُمِ انتصارات الجيش واللجان الشعبيّة وزيادة قوة الموقف السياسي لصنعاء، في مقابل تضخُّمِ خسائر وانكسارات وعجز تحالف العدوان، أصبحت هزيمةُ الأخيرة أمرًا واضحًا لجميع المراقبين، وانعكس ذلك بوضوح في تناولات العديد من وسائل الإعلام الأجنبية للملف اليمني خلال الفترة الماضية، والتي تؤكّـد بشكل متكرّر على أن النظام السعوديّ يواجه خسارة مدوية لم يعد بإمْكَانه الهروب منها أَو التغطية عليها.
وفي هذا السياق، عنونت مجلة “ذا إيكونومست” الأمريكية تقريرَها الأخيرَ عن المِلف اليمني بعبارة: “السعوديّة عاجزة عن إيجاد مخرج من اليمن”.
وتطرق التقرير إلى معركة مأرب المُستمرّة، مؤكّـداً أن سيطرةَ قوات الجيش واللجان الشعبيّة على ما تبقى منها سيكون انتصاراً استراتيجياً كَبيراً، وأشَارَ إلى أن صنعاء تمتلك “اليد العليا” في هذه المعركة بصورة مُستمرّة.
وقال التقرير: إن النظام السعوديّ يزدادُ “يأسًا” بشكل مُستمرّ، وهو يحاول الوصول إلى نهاية تحقّق له مصالحه.
وَأَضَـافَ أن: “الصراعَ الذي سوّقته السعوديّة للجمهور في عام 2015 كنُزهة سريعة أصبح مستنقعًا، كلف المملكة مليارات لا حصر لها وألحق الضرر بالعلاقات مع الشركاء الرئيسيين”.
وأشَارَ إلى أن مساعيَ الرياض للحصول على المزيد من الأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية تأتي كمحاولة لتفادي المزيد من تقدم قوات الجيش واللجان الشعبيّة.
وتطرق التقرير إلى محاولة النظام السعوديّ استغلال المفاوضات الجارية بينه وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية للخروج من مأزق اليمن، مُشيراً إلى إنه “حتى لو أرادت إيرانُ المساعدة” فَـإنَّها لا تمتلكُ “سيطرةً” على قرار صنعاء.
واختتم التقرير بالقول: إن “السعوديّة تبدو حريصةً على تقليل خسائرها، لكنها عاجزةٌ عن إيجاد طريقة لفعل ذلك”، في محاولة لتلخيص المأزق الذي تعيشه المملكة في اليمن.
ويشير ما جاء في التقرير بوضوح إلى أن صنعاءَ قد استطاعت فرضَ معادلاتها عسكريًّا وسياسيًّا، وأن “المخرج” الوحيد المتاح أمام النظام السعوديّ هو التعاطي الجدي والعملي مع محدّدات السلام التي أعلنتها صنعاءُ والمتمثلة بإنهاء العدوان والحصار والاحتلال ودفع التعويضات، وأن كُـلَّ محاولات الالتفاف على هذه المحدّدات محكوم عليها بالفشل المؤكّـد.
وخلال الفترة القصيرة الماضية، سلَّطَت العديدُ من وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية الضوءَ على حتمية الهزيمة السعوديّة في اليمن، بعد الانتصارات الكبيرة التي حقّقها أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة في محافظة مأرب والتي تستمر بالتصاعد وسط ترقُّبٍ واسعٍ لاكتمال تحرير ما تبقى من المحافظة واستعادة ثرواتها النفطية والغازية، خُصُوصاً وأن هذه الانتصارات أثبتت عدمَ جدوى الضغوط الدولية التي عوَّلت عليها الرياض بشكل كبير، فيما لا زالت القواتُ المسلحة تثبت بشكل متواصل فشلَ كُـلّ وسائل “الحماية” الأمريكية أَيْـضاً من خلال الضربات الصاروخية والجوية العابرة للحدود.