لبنان.. ابتزازٌ وازدواجية معايير
أمة الملك قوارة
ضغوطات وتهديدات إلى تصريحات ضد لبنان؛ بسَببِ رأي أحد الصحفيين الذي انتقل فيما بعدُ إلى منصب وزير الإعلام، فكان ذلك هو الواجهة لتشن بعدها الحملة الواسعة ضد رأيه بل وضد حكومته، ما القضية؟! لقد أدلى برأيه وكان مخالفاً لقوانين إمبراطورية العالم الإرهابي المملكة السعوديّة، ولم يسعني أن أذكر مصطلح عربية في اسمها؛ لأَنَّ العروبة تستثني نفسها من أن تكون جزء من هُــوِيَّتهم، وتبقى حقيقة تلك الحملة التي تحولت إلى ابتزاز لدولة بأكملها لا يكمن في رأي أَو موقف تمثله جورج قرداحي وزير الإعلام اللبناني حَـاليًّا، وإنما كان السبب هو عدة تراكمات مضى عليها زمناً دون أن تنفجر ويتطاير مكنونها بحرب أَو دعوة إلى حرب أَو دعم حرب داخلية، هذا ما كان المفترض أن تقوم به السعوديّة من قبل ضد لبنان وضد ما تحتويه لبنان “حزب الله”.
كان محرجاً ومؤلماً أن يتكلم شخص مسيحي عن الحرب في اليمن ويصفها بالعبثية، في حين أن المتعربين قد أصبحوا على علاقة حميمية مع المسيحيين واليهود؛ لذا فقد أزعجهم ذلك كَثيراً، ولا عجب فحين يقدمون كُـلّ الحب والوفاء لأصدقائهم فيظهر منهم من يلومهم ويعطي كلمة الحق أمام العالم ويكشف تصرفهم، أن يتخذوا موقفاً ورداً مغايراً، لكن ليس بتلك الدرجة التي قد تخل بعلاقة دولة مع دولة عربية أُخرى، إن الأمر تحكمه سياسة أكثر مما يحكمه رد وموقف، خُصُوصاً وأن لبنان تعيش في ظروف حرجة حَـاليًّا، كما أن الضغوطات والابتزازات التي تمارسُها السعوديّة ضدها قد يثير بعض الجدل في الداخل، ولعله قد يتطور كَثيراً لتصبح السعوديّة داعمة ومحركة لقوى سياسية مرتزِقة في لبنان ضد قوى أُخرى، والجميع يعرف من المستهدف! فحزب الله الذي لم يرضِ أحداً من بياعي العروبة والكرامة والذي اتخذ له مساراً واضحًا في المناهضة لإسرائيل والحفاظ على سيادة لبنان هو المستهدف وإن كثُرت المبرّرات وتعددت صورها.
دخلت في حروب عسكرية وسياسية ودبلوماسية متعددة ضد دول عربية، ولم تدع أيَّ نوع من الأساليب الحربية والدعم إلا ومارسته مملكة الفساد والانحلال، إنها السعوديّة إلى جانب الإمارات اللتان اتخذتا من وفرة المادة سبيلاً للاستعلاء والاستكبار والفساد في الأرض، فلا غرو أن تدخل الآن في ابتزاز وضغوط مع لبنان فالفرصة مُواتية لأن تتدخل فعليا في دعم حرب داخلية أي كان نوعها ولتجذِب أطرافاً سياسية إلى صفها، في صورة ترضي حليفتها إسرائيل، ومن هنا نرسل بعض الكلمات إلى الوعي العام اللبناني: إن السيادة لا تعوض ولن يكون من السهل استرجاعها إذَا ضاعت، وإن المتربصين يتخذون من أية نقطة منفذاً للعبور من خلالها إلى الأوصار الداخلية ليمزقوها؛ ليضربوا بذلك الوحدة الوطنية الداخلية كي يرسوا دعائم التشتت على أوسع نطاق؛ فيتسنى لهم إفلات أيديهم في السيطرة على سيادة الشعوب وحريتها والعبث بمقدراتها، متخذين من أموالهم سبيل الوصول إلى ذلك”، لكن وفي هذا الوقت قد وصلت أغلبية الشعوب إلى الوعي العام والأحداث التاريخية خير شاهد ودليل، فتجدد السياسات الحمقاء المكشوفة جعل الكثير يألفها ويحللها تلقائياً، ويبقى أفضل رد على ذلك هو المناهضة والوقوف بشموخ على مبادئ الحق والحرية والدفاع عن السيادة والحفاظ عليها من أن تلمسها أيد العابثين.