أزمات “غاز” و “خبز” و “وقود” خانقة في عدن ومدينة تعز
فساد المرتزقة يتكامل مع سياسة التجويع الممنهج لمضاعفة معاناة المواطنين:
المسيرة | خاص
تتضاعَفُ معاناةُ المواطنين في المناطق المحتلّة بشكل متواصل؛ بسَببِ الفساد الذي تمارسه عصابات المرتزِقة، إلى جانب التدهور المتواصل للعُملة المحلية هناك؛ بسَببِ استمرار تلاعب سلطة الفارّ هادي للاقتصاد اليمني، وسحب العُملة الأجنبية من الأسواق، بإيعاز من تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ لتجويع الشعب اليمني.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر محلية بأن مدينة تعز وبقية المديريات الواقعة تحت سيطرة مرتزِقة العدوان في المحافظة تعيش أزمة خانقة في مادة الغاز المنزلي، نتيجة إجراءات تعسفية تفرضها سلطة المرتزِقة، على خلفية صراع بين الفصائل المسلحة التابعة لها.
وقالت المصادر: إن محافظ المحافظة المعيَّن من قبل تحالف العدوان، المرتزِق نبيل شمسان، وجّه باحتجاز شاحنات محملة بالغاز المنزلي في منطقة “بني غازي” بمديرية التربة، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم الأزمة التي تعيشها المحافظة منذ مدة.
ويشتكي المواطنون في مدينة تعز وبقية المديريات الواقعة تحت سيطرة المرتزِقة من انقطاع كامل لمادة الغاز المنزلي، فيما تقوم عصابات المرتزِقة ببيعه في السوق السوداء بأسعار جنونية، حَيثُ وصل سعر الأسطوانة الواحدة إلى أكثر من 25 ألف ريال.
ولا يوجد أي مبرّر للأزمة التي تعيشها مناطق المرتزِقة في المحافظة؛ نظراً لأَنَّ سلطة المرتزِقة تسيطر بشكل كامل على منشآت وحقول النفط والغاز في البلد، على عكس المناطق الواقعة تحت سيطرة السلطة الوطنية التي تعاني من حصار مفروض عليها من قبل تحالف العدوان ومرتزِقته.
وأشَارَت عدة مصادر إلى أن ما يحدث هو صراع بين فصائل المرتزِقة على “جبايات” تم فرضها على شاحنات الغاز المنزلي، حَيثُ يتنازع كُـلٌّ من المحافظ المرتزِق نبيل شمسان، وقيادة ما يسمى “محور تعز” التابع لمرتزِقة حزب “الإصلاح”، على هذه الجبايات التعسفية.
وكانت مدينة تعز شهدت مطلعَ هذا الأسبوع تظاهُراتٍ جماهيريةً حاشدةً؛ احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع مستوى المعاناة التي واجهها المواطنون في ظل استمرار سلطة المرتزِقة بممارسة الفساد والبلطجة، إلى جانب التدهور المخيف للعُملة المحلية والذي أَدَّى إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع والمواد الغذائية.
وفي عدن المحتلّة، أفادت مصادر محلية بأن أفران الخبز أغلقت أبوابها في وجه المواطنين، أمس الاثنين، عقب الارتفاع الحاد في أسعار القمح، حَيثُ وصل سعر الكيس الواحد إلى 50 ألف ريال.
وقالت المصادر: إن مالكي الأفران اضطروا إلى إغلاقها؛ لأَنَّ السعر الرسمي لرغيف الخبز لم يعد يغطي تكاليف الإنتاج والتشغيل عقب ارتفاع أسعار القمح، الأمر الذي ينذر بأزمة كارثية جديدة في المحافظة المحتلّة.
وجاء ارتفاع أسعار القمح في إطار تداعيات التدهور الحاد للعُملة المحلية في عدن والمحافظات المحتلّة، حَيثُ وصل سعر صرف الدولار الأمريكي إلى 1600 ريال.
وتشهد عدن أَيْـضاً أزمة خانقة في الوقود بعد أن قرّرت سلطات المرتزِقة رفع سعر الجالون إلى قرابة 22 ألف ريال.
ويكشف الوضع المعيشي والاقتصادي الكارثي الذي تعيشه المناطق المحتلّة بشكل واضح عن الأهداف التدميرية لتحالف العدوان، كما يمثل فضيحة مُستمرّة لسلطات المرتزِقة التي تسيطر على كُـلّ الإيرادات وتمارس فساداً غيرَ مسبوقٍ في تأريخ البلد في الوقت الذي يعاني فيه الشعبُ من أزمات معيشية وإنسانية كارثية.
ويدعو نشطاءُ إلى الخروج بمسيرات وتظاهرات جماهيرية في جميع المناطق المحتلّة؛ احتجاجاً على “التجويع” الممنهج الذي يمارسه تحالف العدوان ومرتزِقته.