الرئيس المشاط في خطابه بمناسبة العيد الـ54 للاستقلال: مستعدون لوقف عمليات الدفاع فور وقف العدوان والحصار والالتزام بخروج الاحتلال ومعالجة مخلفات الحرب: ننصح العالم ودول الجوار المعتدي بمراجعة المواقف واستشراف تداعيات التصعيد الخطيرة

 

أعداء هذا اليوم عادوا مرة أُخرى ليسرقوا من الباسمة عدن بهجتها

التعبير الحقيقي عن الاحتفاء بهذا العيد يكمن بالصمود ومواجهة الغزاة

لا مخاوف بشأن مأرب وتحريرها ضرورة وطنية إنسانية

التلاحم الوطني الذي نراه اليوم محل فخر ولا صحة لما يروج له الأعداء لبث الفرقة

مستعدون لوقف عمليات الدفاع فور وقف العدوان والحصار والالتزام بخروج الاحتلال ومعالجة مخلفات الحرب

ننصح العالم ودول الجوار المعتدي بمراجعة المواقف واستشراف تداعيات التصعيد الخطيرة

المسيرة: صنعاء

بارك الرئيسُ المشير مهدي محمد المشاط لشعبنا العزيز وقائدِ الثورة وكل الشرفاء من أبناء وبنات الجمهورية اليمنية في الداخل والخارج حلولَ العيد الـ54 للاستقلال، مؤكّـداً أن التعبيرَ الحقيقي عن الاحتفاء بعيد الجلاء التاريخي يكمُنُ فقط في ما يظهره شعبُنا من صمود وصبر ومن إباء وبذل وعطاء في مواجهة المحتلّين الجدد والقدامى.

وفي خطاب ألقاه، مساءَ أمس الاثنين، بمناسبة العيد الـ54 للاستقلال، 30 نوفمبر، أكّـد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن العودةَ المشؤومةَ للاحتلال الأجنبي تكشف حجم الطعنة الغادرة التي غرستها الأدوات الارتزاقية الرخيصة في خاصرة التاريخ النضالي للآباء والأجداد.

وقال الرئيس المشاط: إن أعداءَ هذا اليوم عادوا مرة أُخرى ليسرقوا من الباسمة عدن بهجتها وابتسامتها من جديد، مُضيفاً “الموقف الوطني المناهض للعدوان والاحتلال الأجنبي يضعنا على الدوام في حالة انسجام دائم مع استحقاقات هذا اليوم المجيد”.

ونوّه الرئيس المشاط إلى أن يوم الـ30 من نوفمبر يقدم نفسه اليوم كعلامة فارقة بيننا وبين خصومنا ويظهر لكل فريق امتدادَه الطبيعي ونسختَه الأصلية في تجارب التاريخ، مؤكّـداً أن “المجد كُـلّ المجد لمن ينحاز إلى الحق مع شعبه ووطنه، والخزي والعار لمن يخون الوطن والشعب”.

وخاطَبَ الرئيسُ المشاط الشعبَ اليمني “للجميع أن يقف في هذا اليوم بقدر من التأمل ويستحضر صورةَ المحتلّ البريطاني وهو يشد الرحالَ بنفس ذليلةٍ وإلى جانبه صورة مرتزِقته وهم يستجدونه بأن يتيح لهم مقاعد في طائرات الإخلاء دون جدوى”، مردفاً بالقول: “في اللحظة نفسها يمكننا أن نستحضر بفخر صورة الأحرار والثوار وهم يحتفلون بانتزاع حريتهم واستقلال بلدهم”.

وعبّر الرئيس المشاط عن اعتزازنا ببلدنا وشعبنا وأن نعتصمَ بهُــوِيَّتنا وتاريخنا، ونذكي في قرارة أنفسنا ثقافة السيادة والاستقلال وأن نحولها باستمرار إلى عمل وأمل.

 

لمُّ الشمل هدفٌ وطني يبعث بالفخر:

وعلى صعيد ما يعيشُه الشعب اليمني من لحظات تاريخية تجسد قيم الإخاء والتسامح والتصالح، قال الرئيس المشاط “إنه لَشرفٌ عظيم أن أتحدث إليكم وصنعاء تستقبل يوميًّا وأسبوعيًّا العشرات والمئات من إخوتنا وأبنائنا الذين صححوا مواقفهم”.

وَأَضَـافَ “يأتينا من داخل معسكرات المرتزِقة أنفسهم مؤشرات ومبشرات تبعثُ على التفاؤل، في دلالة تجعلنا على يقين بأن اليمن سيكون حُرًّا أبيًّا”.

وبارك رئيس المجلس السياسي الأعلى لشعبنا المظلوم هذه الانتصارات والمواقف المشرفة، موجهاً التحية لكل رفاق السلاح جيشا ولجانا ومتطوعين، حاثًّا الجميع على المزيد من التكاتف ورفد الجبهات والحفاظ على المكتسبات وفتح الباب أمام المصالحات الداخلية والترحيب الدائم بالعائدين.

 

تحرير مأرب ضرورة وطنية:

وبشأن المستجدات العسكرية والسياسية فيما يخص مأرب ومعاركها وحراكها الدبلوماسي، قال القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن مهدي المشاط: إن هناك حملاتٍ تضليلية معادية تنتشر قوامها تشويه مواقفنا من السلام، مؤكّـداً أن هذه الحملات تقودها واشنطن وتشاركها في ذلك بريطانيا وفرنسا ودول أُخرى.

وَأَضَـافَ الرئيس المشاط “نذكّر بأننا حرصنا منذ بداية الحرب على أن تبقى مأرب في منأًى عن الصراع، وقدمنا الكثير من المبادرات والتنازلات في سبيل تحقيق هذه الغاية”.

وأكّـد القائد الأعلى للقوات المسلحة أن قوى العدوان رفضت محاولاتنا للحلول السلمية، وصنعت من مأرب قاعدة عسكرية للقوات الأجنبية ووكراً للتنظيمات الظلامية.

ونَوَّهَ إلى أنه “لم يكن تحَرّكنا باتّجاه مأرب عملاً ترفياً ولا فائضاً عن الحاجة، وإنما كان ضرورة وطنية وأمنية وإنسانية”.

وأكّـد الرئيس المشاط للعالم أجمع بأن مأرب بمديرياتها الـ14 عادت عمليًّا إلى حضن الوطن ولم يتبقَّ سوى أقل من مديريتين.

ونبه الرئيس المشاط إلى أنه لا أَسَاس ولا صحة لكل ما يثار من مخاوف حول دخول مأرب، معتبرًا تحرير مأرب خطوة إيجابية تصب في مصلحة السلم والأمن لليمن والمحيط بشكل عام.

 

حرص صنعاء على السلام وتحذيراتها من تداعيات التصعيد:

وعلى صعيد مساعي صنعاء الدائمة لتحقيق السلام، جدد الرئيس المشاط التأكيد على “استعدادنا لوقف أعمالنا العسكرية الدفاعية فور توقف العدوان ورفع الحصار والالتزام العملي بإنهاء الاحتلال ومعالجة تداعيات الحرب”.

وأدان الرئيس المشاط الأُسلُـوبَ الأمريكي العدائي وكذلك الصمت الأممي تجاه جرائم الحرب والجرائم المُستمرّة ضد شعبنا العزيز.

ودعا رئيس المجلس السياسي الأعلى المجتمعَ الدولي إلى تغيير سياساته العدائية تجاه صنعاء ووقف أساليب الاصطفاف العدواني؛ باعتبَارها سياسات لا تنسجم مع بناء الثقة ولا مع مقتضيات الحلول السياسية.

ووجّه الرئيس المشاط رسالةً للعالم أجمع، ودول الجوار المعتدي بشكل خاص نصيحةً مفادها “ندعو إلى المزيد من الواقعية والمراجعة واستشراف عواقب التصعيد ومخاطر الحسابات الخاطئة”.

كما دعا الرئيس المشاط الجميع حول العالم إلى محاولة الاصغاء لما لدى صنعاء من نوايا خيرة، ومواقفَ محقة، ورؤى موضوعية ومنصفة كفيلة بتحقيق السلام وضمان مصالح الجميع.

وفي ختام خطابه، دعا الرئيس المشاط الشعبَ اليمني إلى رص الصفوف والاستعدادِ لمواجهة التصعيد بالتصعيد ومواصلة النضال والجهاد بوتيرة أعلى حتى التحرير الشامل.