الاستثمارُ الزراعي.. وتحقيقُ التنمية
محمد الضوراني
أصبح الاستثمار في القطاع الزراعي بشقَّيه الحيواني والنباتي من الأمور المهمة والاستراتيجية والاقتصادية لليمن، بالأخص في ظروف الحصار والعدوان الغاشم على اليمن أرضاً وإنساناً، لا بُـدَّ أن لا تكون اليمن مُجَـرّد سوق استهلاكية لمنتجات الدول العظماء اقتصاديًّا، وبالتالي تزداد المعاناة والفقر لعدم وجود الأمن الغذائي اللازم للشعب اليمني، لا بُـدَّ على كُـلّ المستثمرين من أبناء الشعب اليمني الحر والطامح لنيل الاستقلال والحرية أن يتحَرّكوا في هذا الجانب بكل الإمْكَانيات والقدرات؛ لأَنَّ التحرّر والاستقلال الاقتصادي لن يكون إلَّا بسواعد أبنائه الشرفاء، يتحَرّك الجميع من استشعار المسؤولية أمام الله، والله كفيل بأن يمنح كُـلّ يمني حر وشريف البركات والخير من الأرض اليمنية، أن يمنحهم الخير والفوز العظيم عند الله.
الواجب على كُـلّ مؤسّسات الدولة أن تسعى في منح المستثمرين كُـلّ التسهيلات اللازمة والامتيَازات الحقيقية والتعاون الحقيقي لتشجيعهم، بالأخص ونحن نمتلك القرار ونمتلك القائد القرآني والإرادَة السياسية الوطنية، هذا القائد السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، الذي يمتلك القرار بعيد عن أية وصاية أَو هيمنة من دول الاستكبار العالمي الممثلة بأمريكا وأعوانها من المنافقين ويستعين بالله ويتوكل عليه ويعتمد على أبناء الشعب اليمني الواعي والذي يحمل الروح الإيمانية الجهادية ويستند إليهم في تحقيق النصر لليمن بعد الاستعانة بالله عز وجل، تتوفر الإرادَة الحقيقية في بناء اليمن عسكريًّا واقتصاديًّا وزراعياً وصناعياً، لا بُـدَّ أن يتحَرّك الجميع لتحقيق الأمن الغذائي والاقتصادي لليمن في الحاضر وفي المستقبل، نتحَرّك بكل القدرات والإمْكَانيات لكسر الحصار، لا يوجد أي مستحيل ما دمنا نعي توجيهات الله ونتحَرّك بصدق وبإخلاص. تتوافر في اليمن العديد من المميزات في مجال الاستثمار الزراعي منها:
أولاً: اتساع الرقعة الزراعية الصالحة للزراعة.
ثانياً: اختلاف المناخ في كافة أنحاء الجمهورية.
ثالثاً: توافر المواد الأولية بكميات كبيرة لقيام المشروعات في الصناعات الغذائية.
رابعاً: تتوافر في اليمن الأيدي العاملة المتميزة بتدني كلفتها وقدرتها التنافسية ومهارتها العالية.
خامساً: سقوط الأمطار بكميات كبيرة في بعض محافظات الجمهورية.
سادساً: تتمتع اليمن بموقع استراتيجي يطل مباشرة على خطوط الملاحة البحرية الدولية بين أُورُوبا وأسيا، كما تعتبر المدخل الرئيسي إلى شرق القارة الأفريقية.
اليمن وعمليه التنمية، يحتاج كُـلّ أبنائه بكافه فئات المجتمع اليمني؛ لأَنَّ الله عز وجل أمرنا أن نكون أمة قوية يعز الله بها الإسلام وأهله، ويحقّق الله على يديها كُـلّ أسباب التمكين والخير للعالم بكله، لذلك نحن الشعب اليمني لا بُـدَّ أن نعي أن المسؤولية كبيرة أمام الله والواجب علينا أن نتحَرّك بوعي وايمان وإخلاص، نتحَرّك؛ لأَنَّ من مصلحتنا جميعاً أن نتحَرّك ونبتعد عن حاله الجمود واللامبالاة؛ لأَنَّ الله سوف يحاسبنا إن قصرنا، نتحَرّك لتحقيق عزتنا ولتحقيق الأمن الغذائي بعيد عن الهيمنة والوَصاية للخارج، بعيد عن حاله الاستسلام والخضوع، نتحَرّك جميعاً حكومةً وشعباً في الاستثمار الزراعي والصناعي، نستثمر الأرض اليمنية التي ما زالت خاماً لم تستثمر، ونتحَرّك في بناء الوعي للمجتمع في أهميّة أن نبني أنفسنا البناء الحقيقي.
إذَا استثمر كُـلّ أبناء الشعب اليمني في القطاع الصناعي والزراعي سوف نكسر الحصار، بل سوف نحول الحصار على اليمن إلى فرصة للبناء والتنمية، وهناك الكثير من الدول واجهت الحصار الاقتصادي والعسكري وتحَرّك كُـلّ أفراد الشعب في كسره وتحقّق لهم العزة والتمكين والقوة، نحن نمتلك الأرض والثقافة القرآنية ونمتلك الإرادَة السياسية ونمتلك القيادة القوية، نمتلك القوة العسكرية في التصدي لأي عدوان ولا بُـدَّ أن نتحَرّك في كسر الهيمنة الاقتصادية، نستثمر الأرض اليمنية لتحقيق التنمية الحقيقية لليمن ولكسر العدوان والحصار، اليمن تحتاج كُـلّ أبنائها.