التصعيد الأمريكي تجربة تتكرّر وتفشل
دينا الرميمة
مع ما تعيشه دول تحالف العدوان من انتكاسات وهزائمَ عسكرية في اليمن، خَاصَّة ومع وصول رجال الجيش واللجان الشعبيّة إلى تخوم مدينة مأرب واقتراب تحريرها بالكامل وهي المدينة التي اتخذت منها دول العدوان قاعدة عسكرية لإدارة حربهم وتمويلها، وهي الورقة الاقتصادية الرابحة بأيديهم يرون أنهم بخسارتها سيخسرون معركتهم الاقتصادية على الشعب اليمني، حَيثُ ستعود ثرواتها النفطية لأبناء اليمن، ما سيخفف عنهم الكثير من تبعات الحصار الاقتصادي.
وأمام هذا الفشل الذي تعيشه دول العدوان ومرتزِقتها لم يجد قادة هذه الحرب من وسيلة لإيقاف تحرير مأرب وإيقاف أَيْـضاً استهداف العمق السعوديّ والمنشآت العسكرية والنفطية إلا العودة إلى التصعيد العسكري عبر الغارات الجوية المكثّـفة على كُـلّ المدن اليمنية المحرّرة، بما فيها صنعاء المدينة التي تحوي أكبر كثافة سكانية ومع هذا لم نسمع تلك الأصوات التي تغنت بالإنسانية والخوف على النازحين في مأرب وكيف للإنسانية أن تكون لناس دون ناس؟!
مع علمهم أن غاراتهم هذه لا تحقّق أياً من الأهداف التي يسعون إليها؛ كونهم يقصفون المقصوفَ ويدمّـرون المدمّـر ولا يطالون إلا منازلَ تسقط على رؤوس ساكنيها تزيد رصيدهم في القتل والتدمير، ومنشآت خارجة عن الخدمة؛ بسَببِ غاراتهم العدوانية كمطار صنعاء الذي ناله النصيب الأكبر من الغارات طيلة سبع سنوات وتحت مبرّر أنه يستخدم كقاعدة عسكرية لإطلاق الصواريخ البالستية والطائرات المُسيّرة هم يعادون قصفه، بينما يرى أغلب المحللين السياسيين أن قصفه تحت هذا المبرّر ليس إلا بسَببِ الضغط الدولي على السعوديّة بفك الحصار عليه حتى تبرّر تعنتها في إغلاقه!
نحن نعلم وهم يعلمون أَيْـضاً أن الذي لم تحقّقه غاراتهم طيلة 7 سنوات لن يحقّقه تصعيدهم إلا أنهم ومع ذلك يصرون عليه بما يدلل للعالم إن الحرب التي تديرها أمريكا بقيادة السعوديّة ليست إلَّا حرب للقتل والقتل فقط وبالقوة يردون إخضاع اليمن للهيمنة السعوديّة وَلأمريكا التي اتخذت من اليمن سوق لبيع أسلحتها وابتزاز السعوديّة بحجّـة حمايتها من الضربات اليمنية خَاصَّة مع ما تعيشه أمريكا من أزمات اقتصادية خانقة ومع أن بايدن اتخذ من إيقاف الحرب على اليمن شعاراً براقاً لحملته الانتخابية لكنه ما إن اعتلى العرش الأمريكي حتى تخلى عن شعاراته الزائفة تحت مسمى السلام وسلك طريق من سبقوه في إدارة هذه الحرب واستغلالها لصالح أمريكا الداعمة لهم عسكريًّا وسياسيًّا ولوجستيا، وهذا يؤكّـد حقيقة أن العدوان أمريكي سعوديّ.
ما يؤكّـده اليمنيون اليوم مع هذا التصعيد أنه لن يزيدهم إلا تمسكا بالدفاع عن أرضهم ودحر المحتلّ منه والحفاظ على سيادة بلدهم مهما كلفهم ذلك من ثمن، وأن أمريكا من المحال أن تعود كما كانت في اليمن فما لم تبلغه بالحيلة لن تبلغه بالإجبار، وأن السعوديّة ستدفع ثمن ما تفعله باليمن غالياً وأن مرحلة الوجع الكبير هي من ستجعل السعوديّة وحلفاءَها ينهون هذا العدوان كما صرح وزير الدفاع اليمني بأن السعوديّة هي من ابتدأت هذه الحرب ونحن من سينهيها.