ذكرى الاستقلال والجلاء.. بين معسكر الوطنيين الأحرار ومعسكر الأدعياء
عبدالقوي السباعي
حريٌّ بنا ونحن نحتفلُ بالذكرى الـ 54 لعيد الاستقلال والجلاء، أن ندركَ قيمةَ ما قدّمهُ الرعيلُ الأولُ من أبناء الشعب اليمني شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً، من بطولاتٍ لن تنمحيَ من جبين التاريخ.. قوافلُ من الشهداء الأبرار، صفحاتٌ خالدة بالمآثر والتضحيات الجسيمة، ضد الاحتلال البريطاني البغيض، قدّمُها؛ مِن أجلِ استعادة حريته واستقلاله وهُــوِيَّته الإيمانية اليمانية الأصيلة وروحيته الوطنية الحضارية.
وكما هو الأمس، هَـا هو الشعب اليمني اليوم يواصل مسيرة آبائه وأجداده المناضلين المجاهدين الأوائل، ويجترح البطولات والتضحيات المعمّدة بدماء الشهداء الأخيار؛ دفاعاً عن وحدة وسيادة واستقلال وحرية اليمن وسلامة أراضيها ومياهها وأجوائها.
وهو الأمر الذي يؤكّـدهُ كُـلُّ الوطنيين الأحرار في هذه المناسبة، بأنه وبقدر تَوْقِ شعبنا إلى الحرّية والسلام، فَـإنَّه لن يفرِّطَ بسيادته واستقلاله، ولن يقفَ مكتوفَ الأيدي أمام العدوان الهمجي الغادر، وأن استلهامَه للحرّية والسلام.. للسيادة والاستقلال، إنما هو نابعٌ من نصر الـ30 من نوفمبر المجيد، ومن نصر الثورة اليمنية الخالدة (21 سبتمبر و26 سبتمبر و14 أُكتوبر)، ويستلهم منها قِيم الفِداء والكفاح الوطني التحرّري في أبهى صورها.. قيم الجهاد والاستبسال والعطاء في أسمى معانيها.
مؤكّـدين استمرارَهم في مواجهة هذا الاحتلال القديم الجديد بأوراقه وأدواته وعدوانه الوحشي، الذي يصرُّ على قتل الشعب اليمني بأكمله وتدمير الوطن بكل مقوّماته ومقدراته، مهما تحمّلوا من المشاق والمتاعب ومهما قدّموا من التضحيات، على النحو الذي حدث مع الاحتلال البريطاني القديم الذي أجبرته الثورةُ والثوارُ والانتفاضةُ والشعبُ عام 1967م، على الرحيل وجلاءِ كُـلّ قواته من جنوب اليمن، ومعها قياداتُ الارتزاق والحكومة العميلة وكافة السلاطين وعملاء الاحتلال من المشايخ والساسة والعسكر، الذين لفظتهم الأرضُ اليمنية وغادروها إلى لندن والرياض.
فما أشبهَ اليومَ بالبارحة، فقد عادت بريطانيا وقوى الاستغلال والاستكبار الإقليمية والعالمية؛ بهَدفِ وأدِ الثورة وكبحِ جماح الثوار، في محاولةٍ يائسة لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، وهو الأمر الذي ما كان ولن يكونَ، فالشعبُ اليمني العظيم وكل قواه الوطنية الحرة باتوا قادرين على إلحاقِ الهزيمة بكل قوى الاحتلال والعدوان وعملائهم ومرتزِقتهم المحليين بروحيةٍ جهادية ثورية، وإرادَة إيمانيةٍ فولاذية، وعمّا قريبٍ ستنتصرُ الإرادَةُ الوطنية الحرة لشعبنا الصابر المجاهد المكافح، وسترتفعُ راياتُ أعيادنا الوطنية خفَّاقةً رغماً عن أنوف الأدعياء.