إنذاراتُ صنعاء العسكرية تتصدّر المشهد مع تصاعد جرائم العدوان

 

المسيرة | خاص

مع تصاعُدِ جرائمِ تحالُفِ العدوان الأمريكي السعوديّ بحَقِّ المدنيين، في إطارِ تصعيدِه الإجرامي المُستمرِّ الذي تقفُ وراءه الولايات المتحدة، تبقى إنذاراتُ وتحذيراتُ صنعاء العسكرية للنظامين السعوديّ والإماراتي متصدِّرةً واجهةَ المشهد، وهو ما تؤكّـدُه صنعاءُ التي سبق أن برهنت عمليًّا على أن زمن إفلات العدوّ من العقاب ولَّى إلى غير رجعة.

مع بداية تصعيد الغارات الجوية على المحافظات برعاية أمريكية صريحة، توعدت القوات المسلحة تحالف العدوان بـ”عواقب وخيمة”، سرعان من ترجمت بشكل عملي في عملية “توازن الردع الثامنة” التي هزت سوق الأسهم السعوديّة وكبدته خسائر متتالية وكبيرة.

مع ذلك، استمر طيران العدوان باستهداف المزيد من المنازل والمناطق المدنية، وأوقع العشرات من المواطنين شهداء وجرحى بينهم أطفالٌ ونساء، في إصرار يرى محللون أنه دلالة واضحة على أن التصعيد يدار بشكل مباشر من قبل الولايات المتحدة، وهو أَيْـضاً ما تؤكّـده المؤشرات السابقة للتصعيد والراهنة أَيْـضاً.

وفي ظل هذا الإصرار على خيار التصعيد الإجرامي، جددت صنعاء تأكيدها على تمسكها بمعادلة الرد والردع، وقال رئيس الوفد الوطني، محمد عبد السلام: إن ازدواجيةَ معايير المجتمع الدولي التي تشجع استمرار وتصاعد الجرائم “لن تزيدَ شعبَنا إلا مضيًّا في معركته الدفاعية المقدسة”.

هذا التأكيدُ يأتي بعد أَيَّـام من تحذير صريح وجهه رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشَّاط، لتحالف العدوان من “عواقب التصعيد والحسابات الخاطئة”، في رسالة انطوت على وعيد واضح يفتح المجال أمام تصعيد دفاعي مضاد لا تستطيع دول العدوان حتى التنبؤ بسقفه أَو احتمالاته فضلا عن مواجهته والتصدي له.

وبالتالي، فَـإنَّ إنذاراتِ صنعاء تبقى متصدرة واجهة المشهد، ومسيطرةً على كُـلّ التوقعات والحسابات المتعلقة بالمتغيرات القادمة؛ لأَنَّ تلك الإنذارات تستند إلى مسار صلب وثابت برهنت فيه صنعاء طيلة أعوام على أنها قادرة دائماً على مفاجأة ومباغَتَة العدوّ بردود شديدة وقاسية من شأنها أن تقلب الموازين وتجبره على النزول من فوق الشجرة.

وعلى العكس من ذلك، فَـإنَّ التصعيد الإجرامي المُستمرّ لتحالف العدوان، لا يحمل في الحقيقة أيَّ جديدٍ على المستوى الاستراتيجي، وتأثيره على مسار المواجهة ليس منعدماً فحسب، بل عكسياً؛ لأَنَّه يضاعف الكلفة على دول العدوان ويعرضها للمزيد من المخاطر التي لا سقف لها، كما أنه يفضح بشكل كامل كُـلَّ “المراوغات” الأمريكية التي ترفعُ شعارَ “السلام” و”وقف الحرب” ويغلق الباب نهائيًّا أمام أية محاولات مستقبلية لكسب الوقت والالتفاف على محدّدات السلام الفعلي المعلنة من قبل صنعاء والمتمثلة بإنهاء العدوان ورفع الحصار، وإخراج القوات الأجنبية، ومعالجة أضرار الحرب ودفع التعويضات، واحترام سيادة واستقلال البلد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com