حربُ البيانات.. ما الذي تخفيه؟!
دينا الرميمة
مع ارتفاع وتيرة الاحتجاجات الرافضة لهم ولتحالفهم يعيش قادة مرتزِقة العدوان وضعاً مزرياً قادهم إلى شن حرب بيانات وتراشق بالاتّهامات والتخوين والاعتراف بالعجز والهزيمة وعدم الأهلية لتولي المناصب التي تديرها شرعية حبيسة فنادق الرياض وتوعد بمحاكمتها!
فأحدهم يصدر بياناً يعترف فيه بما تقوم به السعوديّة والإمارات من احتلال وقتل وتدمير ومصادرة لإرادَة الشعب اليمني وأصبح كافراً بأنعمها وهو الذي كان يوماً مسبحاً بحمدها ويسترزق منها عبر خيانته لبلده وشعبه!! فينتفض الآخر غاضباً يصدر قراراً ينفي قرار صديقه ويتبرأ منه ويصفه بالقرار الشخصي ويحمد ويشكر السعوديّة التي يدير منصبه بالاسم فقط من داخل فنادقها، بينما ثالثهم يؤيد القرار الأول ويؤكّـد صحة ما جاء فيه لكنه حانق على أصحابه لعدم اتصالهم به ليشركوه معهم في القرار ملقياً اللوم على شرعية يقول إنها تعجز عن عقد جلسة برلمان أَو شورى داخل أراضيها ويدعو لجلسات حتى ولو عبر برنامج الزوم أَو الواتس أب، فكما تعلمون فهم قد تفرقوا في دول شتى فمنهم من استقر في القاهرة والآخر في اسطنبول وواحد في الرياض إلى ما شئت من الدول التي توزعوا عليها، تجمعهم حكومة منزوعة القرار وقرارهم بيد السفير السعوديّ الذي بات هو الحاكم الفعلي لمناطق سيطرتهم!
نعم هكذا هو حالهم اليوم وبعد سبع سنوات من العدوان الذي باركوه على بلدهم وكانوا هم الذريعة التي دخل بها المحتلّ اليمن لاستعادة شرعيتهم!! شعور بالخيبة وأزمة ثقة بينهم وبين مشغليهم الذين عاثوا بهم وبوطنهم الفساد، وما بينهم شعب ووطن تتقاذفه أطماعهم وطموحاتهم ونوايا سيئة لدول حاقدة وناقمة على هذا الشعب الذي بات مدركاً أن ما جاء في اعترافاتهم هو الحقيقة التي ظلوا طيلة سبع سنوات ينكرونها ويتجاهلونها ويخدعونهم ويخدعون أنفسهم باستعادة شرعية ودولة عبر تحالف له أهداف أُخرى، لكن الأيّام تكفلت بإثبات أن المحتلّ لا يمكن أن يأتي بخير وأن خيانة الوطن مآلاتها وخيمة عليه وعليهم وعلى شعب يمعن المحتلّ في قتله وإبادته دون تفريق بين من يرفضه ويؤيده!! والشاهد على ذلك ما يعيشه المواطن في المناطق المحتلّة من وضع كارثي تمثل في انعدام الأمن والأمان وَأزمات اقتصادية خانقة وتجويع وحصار ممنهج وعملة تتهاوى يوميًّا أمام سعر الدولار لتصل إلى أدنى مستوياتها في تاريخ اليمن، وحكومة تعترف بفشلها بمعالجة هذه الأزمة وتدعو السعوديّة إلى دعمهم حتى يتعافى الاقتصاد ويرضى عنهم الشعب، متناسين أنها وبالتعاون معهم سبب هذه الأزمة المفتعلة بداية من نقل البنك المركزي إلى عدن ومن ثم طباعة المليارات من العملة النقدية دون غطاء والاستحواذ على ثروات اليمن وإغلاق المنافذ والموانئ ما جعل الاقتصاد اليمني ينهار مسبباً وضعاً كارثياً هدفهم منه إذلال اليمنيين وتركهم يموتون جوعاً وقهراً إذَا لم تطالهم غارات طيرانهم!
وأمام هذه البيانات التي لم تكن صحوة لضمير أصحابها أَو رغبة بالسلام؛ كونهم لا يزالون يطالبون بتشكيل تحالف جديد كانت مصر هي المدعوة فيه.
ويصرح من يرفضه أن هذا القرار يخدم الحوثي عدوهم المشترك الذي حطم أحلامهم وكشف نواياهم السيئة على اليمن وكسر هيبة تحالفهم بعد أن حمل على عاتقه مع كُـلّ الأحرار من أبناء اليمن هم تحرير كُـلّ شبر من أرضهم وإسقاط مشاريع الاحتلال ومن نصر إلى نصر يقودون بلدهم وجعلوا من المناطق التي تحت سيطرتهم دولة يحفها الأمن والاستقرار رغم محاولة عدوهم زعزعة الأمن والاستقرار فيها لكنهم فشلوا في ذلك فشلاً ذريعاً؛ كونها مناطق تأبى الذل والخنوع ورفضت أن تدنسها الخيانة وكل من فيها مطلبهم السلام الكامل لا المنقوص، السلام الذي يجعل اليمن كاملاً دولة مستقلة بقرارها وسيادتها بعيدًا عن أية وصاية؛ ولأجل أن تكون السعوديّة هي الوصي على اليمن ما زالوا إلى اليوم يصعدون من عدوانهم وغاراتهم التي تستهدف الأبرياء في منازلهم وآخرها مجزرة مقبنة في تعز واستهداف حي الأعناب في صنعاء التي يخرج كُـلّ من فيها يعلنون تمسكهم بسيادة واستقلال بلدهم حتى وإن استمرت حربهم ألفَ عامٍ وعاماً.
فسلام الله على كُـلّ حر، ولا سلام للخونة والمرتزِقة المتاجرين ببلدهم ووَطنهم لمصالحهم الخَاصَّة.