القلقُ والقلقُ الآخر
د. شعفل علي عمير
لم نسمع عن الشعور بالقلق الذي أصبح ملازماً لكل تصريح يخرج من مطابخ قوى الشر عند أية مجزرة يرتكبها تحالف العدوان، والحقيقةُ أننا لا نستبعد قلقهم، بل إنه الخوف وليس القلق فحسب، الخوف من انهيار مشروعهم في اليمن الذي ينفذه ويموله مَن يفترَضُ أنهم جيرانٌ وإخوانٌ لنا في العروبة والإسلام!
ونحن بدورنا نشعر كذلك بالقلق بل والخوف من الله أن يسألَنا يوم الحساب: لماذا لم تجاهدوا في سبيل الله وقد غزت أرضَكم ملةُ الكفر والنفاق؟ لماذا لم تجاهدوا وقد فُرِضَ عليكم الجهاد؟ وهذا ما يقلقنا فعلاً ونقلق أَيْـضاً جراء ما يتعرض له شعبنا اليمني من عدوان وحصار نشعر كذلك بأن واجبنا الديني والوطني والأخلاقي يحتمُّ علينا أن نقلقَ على الوضع المزرِي الذي آلت إليه أحوالُ الأُمَّــة نتيجة القلق الأمريكي، والعجيب أن القلق الأمريكي يُقلِقُ بعض العربان بشكل مباشر ويسعون بكل ما أوتوا من قوة لإزالة القلق الذي ينتابُ أسيادَهم.
تقلق قوى الشر العالمي عندما نتقدَّمُ لتطهير بلدنا من رجس المحتلّ ودواعشه، أليس من حق الشعوب امتلاك سيادتها على أرضها؟ لم نطمع في شيء ليس لنا حق فيه، لم نغزُ أمريكا ولا أدواتها في المنطقة حتى تُعطَى مشروعية لقلقها وخوفها المتزايد من اليمنيين إذَا ما تحرّرت أرضهم!
أي قلق هذا؟ هل امتلاك السيادة يثير القلق إلى هذا الحد؟
كُلُّ هذا الضجيج الذي تفتعلُه قوى العدوان ما هو إلَّا لتضليل الرأي العام وخلق مبرّر لتصعيد عدوانها على اليمن ومحاولة إيقاف الجيش واللجان من فرض سيادة اليمنيين على أرضهم؛ لأَنَّهم إن فرضوا السيطرة الكاملة على الأرض تضررت أطماع المعتدي ولا يستطيعُ تحقيقَ سيطرتِه على مقدرات الأُمَّــة والتحكم في قراراتها.
الأغبياء فقط من يروِّجون بأن هذه الحرب الضروس إنما هي صراع داخلي بين اليمنيين ونحن نعتبر من تعتبرهم السعوديّة أطرافاً يمنيةً سواء تلك القوى المدعومة سعوديًّا أَو إماراتيًّا في الداخل اليمني، جزءاً من منظومة العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، وسواء مرتزِقتهم اليمنيين أَو السودانيين أَو أية جنسيات أُخرى، فالمرتزِق الذي يخدم الدول معتدية يعد جزءاً من جيوش تلك الدول سواءٌ أكان ذلك المرتزِق من داخل الدولة المعتدَى عليها أَو من خارجها.
العدوان ليسَ صراعاً داخلياً يمنياً بل حرب مع قوى خارجية تتقدمهم دول الكفر وعلى رأسها أمريكا و”إسرائيل”، لا يوجد لدينا خصومٌ يمنيون يوجد مرتزِقة مدفوعو الأجر، فاليمني هو من يقاتل ويقاوم العدوان، غير ذلك فهو مرتزق وعميل محسوب على دول العدوان لا أكثر.