استهداف مخازن ومستودعات الغذاء.. قصف أمريكي سعوديّ للبطون الخاوية
المحويتي أحد عمال شركة يحيى سهيل: أُصيب بعض زملائي بجروح متفاوتة وغارات العدوان لن تزيدنا إلا إصراراً على المواجهة
اللساني: عشنا ليلة رعب وأنا وأمي فقدنا الوعي جراء الغارات ولم نصدق أننا لا نزال على قيد الحياة
سريح: سيارتي تعرضت لتدمير كامل جراء الغارات التي استهدفت أحد الهناجر بحي “الأعناب”
محمد غالب: سكان الحي اضطروا للخروج والنزوح من منازلهم جراء الغارات المتتالية
صحيفة المسيرة تستقصي شهادات المتضررين في حي الأعناب بصنعاء:
المسيرة – منصور البكالي – محمد حتروش
لا يزالُ العاملُ محمد مسعود المحويتي يعاني من فاجعة الغارات المتوحشة لطيران العدوان الأمريكي السعوديّ على حي “الأعناب” بالعاصمة صنعاء خلال الأيّام الماضية، فهو يعمل في مستودع تابع لشركة التاجر يحيى سهيل، لكن تحالف العدوان حوّله إلى هدف عسكري “مشروع” لغاراته الهمجية.
ويقول المحويتي إنه مضطر للذهاب إلى العمل رغم المخاوف التي تملأ مخيلته جراء معاودة الطيران لاستهداف هذا الهنجر، ثم يتوقف برهة عن الكلام والدموع لا تزال حبيسة عينيه، ويواصل قائلاً: “نحن عندما نذهب إلى العمل في هناجر والطيران الأمريكي السعوديّ يقصفها، فكأننا نساق إلى الموت، غير أن هذا لم يعد مجدياً بالنسبة لنا، فنحن إما أن نموت في أماكن عملنا، أَو أن نموت مع أطفالنا من الجوع”.
ويؤكّـد المحويتي وهو يتحدث لصحيفة “المسيرة” أن مشاعر الخوف والقلق تنتابه وتسيطر عليه منذ خروجه من المنزل، متجهاً إلى مقر عمله في حي “الأعناب” بصنعاء، وأن هذا الشعور يتضاعفُ في كُـلّ لحظة يقضيها، حين يقوم بنقل المواد الغذائية إلى داخل المستودع أَو ينقلها إلى سيارات وعربات التوزيع المباشر.
ويضيف أن كُـلّ ما نشاهده من جرائم العدوان واستهدافه للهناجر والمستودعات، يترك في أعماقه أثراً كَبيراً، وجروحاً لا يمكن أن تندمل بسهولة، متسائلاً: لماذا يقدم العدوان على قصف المدنيين وما الذنب الذي اقترفوه وهل سبع سنوات مضت من قتل وتدمير وتوحش لم تكفِه لإنهاء وحشيته؟
ويذكر العامل المحويتي أنه يستيقظ في الصباح الباكر ويتوكل على الله، للعمل في هنجر شركة يحيى سهيل، لكن بعد استهداف طيران العدوان للهنجر زادت مخاوف أسرته عليه، كما أن أطفاله يتوسلون له كُـلّ يوم بعدم الذهاب إلى هذا المكان الخطر، ثم يقول متحسراً: أين نذهب؟ وماذا نعمل بحالنا؟
ويقضي المحويتي نهاره ونصف ليله في مستودعات المواد الغذائية، مُشيراً إلى أن الجروح التي أُصيب بها بعض زملائه جراء غارات طيران العدوان، لم ولن تمنعه عن العمل، بل ستزيده قناعة بأن العدوّ يسعى لاستهداف الحياة بكل مقوماتها ليركِّعَ الشعب اليمني جوعاً وقتلاً وحصاراً، وهذا الأُسلُـوب لن يجدي نفعاً، بل إنه يدفع كُـلّ أحرار شعبنا اليمني إلى رفد الجبهات بالمال والرجال حتى تحقيق النصر وتطهير كُـلّ الأراضي اليمنية من دنس الغزاة والمحتلّين ومرتزِقتهم، داعياً رجال المال والأعمال ونقابة عُمال اليمن إلى رفع دعوى جنائية لمقاضاة قيادات دول العدوان على الجرائم المرتكَبة بحق عمال اليمن، عبر محكمة العدالة الدولية، محمِّلاً المنظماتِ الإنسانيةَ والحقوقية والأمم المتحدة كامل المسؤولية عن ما يتعرض له العمال اليمنيون منذ 7 أعوام”.
ويتابع المحويتي قائلاً: “إذَا كان العدوّ يسعى لمنعنا من أعمالنا، فبكل تأكيد ستكون الجبهات قبلتنا ولن نألوَ جهداً في مساندة مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة بأرواحنا وأنفسنا وكل ما نملك، مُشيراً إلى أن الوقت وقت جهاد ووقت تحَرّك فاعل ومؤثر يكسر تجبُّر المستكبرين، ويدحر الغزاة والمحتلّين، ويحقّق العيش الكريم لكل أبناء الشعب اليمني في ظل دولة مستقلة يسودها الأمن والمحبة والإخاء”.
ليالي رعب وأضرارٌ جسيمة
وخلالَ زيارتنا لحي “الأعناب” بصنعاءَ شاهدنا حجم الأضرار الكبيرة التي طالت المكان جراء الغارات الأمريكية السعوديّة المتوحشة، التي تكرّرت لعدة أَيَّـام، لكننا لمسنا عزيمةً وإصراراً لدى ساكني الحي، وتأكيداً على الصمود مهما تعالت عربدةُ وتوحُّشُ العدوان.
وإلى جانب هنجر شركة يحيى سهيل، فقد استهدف العدوانُ الأمريكي السعوديّ مستودعاً للمواد الغذائية، وعدداً من ورش صيانة السيارات والمحال التجارية، وتسببت الغاراتُ بإصابة عشرات المواطنين بجروح متفاوتة، كما ألحقت أضراراً في المنازل والممتلكات والمركبات قدرت بمئات الملايين.
ويقول المواطن محمد اللساني، صاحب “متجر أحذية” والذي يقع في حي “الأعناب” وبالقرب من الهنجر المستهدف: “حين قصف الطيران الأمريكي السعوديّ المكان شعرتُ بالخوف واهتد المحل إلى فوقي، وحينها دخلت في غيبوبة، وكنت أقول هذا حلم، وحين فتحت عينَيَّ والغبار يملأ المحل والبضاعة مرمية على الأرض وفي الشارع، شعرتُ بالغارة الثانية، فانبطحت وكـدت أجزم بأنها اللحظات الأخيرة في حياتي”.
ويتابع اللساني بأسى: “كان مشهداً خارجاً عن الوعي ولم يسبق لي أن فكرت أنه سيحدث لي منذ بدأ العدوان على اليمن، ولكن حين حدث لي وصلت إلى قناعة مفادها أنه لا مفر للجميع من مواجهة العدوان، وأن المسؤولية جماعية، وأن التحَرّك إلى الجبهات واجب شرعي ووطني وأخلاقي، ولن يزيدنا العدوان الأمريكي السعوديّ إلا قوة وعزيمة وإرادَة، ومن لم يتحَرّك بعد اليوم فمتى سيتحَرّك؟ أم أنه منتظر لقصف طيران العدوان يوصل إليه ليتحَرّك، في آخر المطاف وحين لم يكن لحركته ثمرة! نعم هذا هو الواقع”.
ويواصل حديثه لصحيفة “المسيرة” بالقول: “نحن نعيش أمام عدو لا يفرق بين عسكري ومدني، عدونا ليس لديه استراتيجية، واضحة، يحاربنا ويقصفنا وهو غير مكترث بالجرائم والانتهاكات التي يخلفها بحق شعبنا، لا نعرف لماذا؟ هل لأَنَّ المنظمات الإنسانية والحقوقية والأمم المتحدة تشجّعه بصمتها ومساندتها وتواطؤها معه ليرتكب المزيد من الجرائم بحقنا!؟ هنا يجب أن نتوقف جميعاً لنسأل أنفسنا عن ما هو الحل؟ وَما هو الخيار الذي يتوجب علينا التحَرّك فيه دون أن نفقد كرامتنا وحريتنا واستقلالنا؟”.
ويزيد اللساني: “بعد أن وصلت الغارة الثانية وفقت منها وبادرت لإغلاق المحل وفكرت بأهلي وأسرتي الذين لم يسلموا في البيت الذي على بُعد عشرات المترات من الضربة، غافلاً تلفوني، وحين وصلت وجدت أحد أبنائي على باب المنزل وهو يصرخ بوجهي لماذا لم ترد على التلفون، فجدتي فقدت الوعي من هول الضربة ومن خوفها عليك وعلى حياتك التي لم نصدق أنك لا تزال بخير”، مُضيفاً بقوله: “هنا بادرتُ بالخطوات المسرعة نحو حجرة أمي وأرش عليها بالماء وكل البيت يبكي وفي صوت واحد: أين أنت إلى الآن ولماذا لم ترد على التلفون؟”، متابعاً “لم أكن مصدقاً أني لا أزال بين أهلي السالمين والحمد لله فيما هم كذلك لم يصدقوا أني لا أزال على قيد الحياة بعد أن نسيت تلفوني في المحل ولم أدرِ أين ذهب حينها”.
ويشير اللساني إلى أن جميعَ أهالي حي “الأعناب” عاشوا ليلة مرعبة على ضربات طيران العدوان ومعاودة تحليقه وصعود النيران والدخان من هناجر يحيى سهيل للمواد الغذائية وورشة صيانة السيارات المجاورة.
ومن أبرز المتضررين في حي “الأعناب” المواطن سلطان سريح، الذي تعرضت سيارته للتدمير شبه الكلي.
ويقول سريح لصحيفة “المسيرة”: “تعطلت سيارتي قبل الغارات بساعتين فركنتها بجوار هنجر المواد الغذائية وورشة صيانة السيارات، وذهبت لشراء قطع غيار؛ بهَدفِ إصلاحها، وبينما نحن في طريق العودة على مدخل الحي من الشارع العام سمعنا الانفجار بجوارنا، وارتفاع الغبار وانتشار الشظايا، فخفنا وحاولت الاختباء في بعض المحال القريبة، فكانت الغارة الثانية، وبعدها بربع ساعة تحَرّكنا صوبَ السيارة فشاهدنا ما حَـلَّ بها من دمار؛ بسَببِ غارات العدوان الأمريكي السعوديّ، وإلى اليوم لم نتمكّن من سحبها وإصلاح الدمار الذي حَـلَّ بها”.
ويتابع والحزن يملأ قلبه: “العدوّ يستهدف الجميع ومواجهته والتصدي له واجب الجميع، ونحن بالله أقوى من أن نركع أَو نخضع ونبقى في البيوت مع الخوالف، بل سيكون الرد موجعاً وقاسياً، وما تموت العرب إلا متوافية، والبادئ أظلم”.
الوداعُ الأخير
من جهة أُخرى، يقول أحدُ عُمَّال محطة “أبو مسكة” للمشتقات النفطية، التي استهدفها طيران العدوان الأمريكي السعوديّ وورشة السيارات التي بجوارها: بات العمل في المحطات وفي أي حي مخيفاً.
ويروي بعضَ تفاصيل ما حدث في تلك الليلة المرعبة قائلاً: “كانت ليلة مخيفة ومرعبة، حيث شن طيران العدوان الأمريكي السعوديّ خمس غارات متتابعة، أفقدتنا الأمل في الحياة، فيما جُرح بعض الزملاء والمارين، ونحن اليوم نعاود العمل مجدّدًا غير آبهين بالمصير المنتظَر لنا، ولم نعد على ثقة أننا سنعود إلى أهلنا أحياءً سالمين؛ لأَنَّ طيران العدوان يعتبرنا أهدافاً تحقّق له المزيد من التوحش والإجرام وسفك الدماء، وعندما نخرج من بيوتنا نودّع أطفالنا كُـلّ يوم وكأنه الوداع الأخير”.
أما صاحب البقالة المجاورة، محمد محسن غالب، فيقول: “ساد الخوف والرعب على الحي وكل المارين فيه، وتتابع الغارات دفع الناس للخروج والنزوح من منازلهم ومتاجرهم صوب الشوارع والأحياء الأُخرى”.
ويتساءل غالب: ما ذنب أصحاب الهناجر المليئة بالمواد الغذائية، وما ذنب الساكنين في الأحياء المدنية، ومحطات الوقود، ما ذنب أطفالنا ونسائنا وشيوخنا ليفزعوا بغارات طيران العدوان وجرائمهِ؟ ولماذا يصمت العالم عن هذه الجرائم؟ نحن كشعب يمني لم نعد نثق بأية حلول سياسية ولا نراهن على الأمم المتحدة ومواثيقها لحمايَتنا وحماية ممتلكاتنا، بل نراهن على الله وسواعد مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة في الجبهات، والقوة الصاروخية والطيران المسيَّر الذي نأمل منهم بالرد والأخذ بثأرنا والاقتصاص لكل مظلوم منذ سبعة أعوام.
ويدعو غالب في حديثه لصحيفة “المسيرة” كُـلّ الأحرار في شعبنا اليمني إلى مضاعفة الجهود في التحشيد والدعم للجبهات بقوافل الرجال والمال، حتى يتوقف العدوان عن صلفه وجرمه.
وفي حين كان محمد علي منشغلاً في محله “بيع المعسَّلات” في حي “الأعناب” سمع دوي انفجارات عنيفة، فسقط سقف المحل، وتدمّـرت كُـلّ محتوياته.
ويسرد محمد لصحيفة “المسيرة” ما حدث له بالقول: “حينما سمعت الانفجار وبدون شعور تركتُ المحل مهرولاً إلى شارع مأربَ لأول مرة يحصل لي مثل هذا الرعب.. دقات قلبي كانت تنبض بشدة، وظننت من هول الحادثة أنني سأصاب بمرض الكبد أَو السكري.. استجمعت قواي وعدتُّ إلى المحل وحينها وجدت الدنيا مظلمة، ضحايا كثيرين، وَالجرحى كانوا يصرخون من الأوجاع والدماء تسيل منهم، وحينها سمعت نداء استغاثة: اسعفوني اسعفوني”.
ويضيف محمد: أسعفتُ الضحايا وعدت إلى المحل وحصل ما لم يكن في الحسبان، أكثر من 50 “شيشة” تكسرت وتهشمت واجهة المحل، ويمكن القول: إن خسارة المحل وصلت إلى سبعمئة ألف ريال، متسائلاً: من سيعوضني عن هذه الخسارة؟ محلي ليس بالقرب من موقع عسكري؛ كي أكون ضمن أهداف الظلمة، حسبي الله ونعم الوكيل في تحالف العدوان الذي لا يراعي حرمة لأي شخص كان.. الله ينتقم من الظلمة ونسأل التعويض.
من جانبه، يروي حمود ثابت الضحاك، أحد أبناء حي “الأعناب”، ما حدث بالقول: “بينما كنت أطلب الله بالدراجة النارية سمعت انفجاراً عنيفاً مفاجئاً أَدَّى إلى أضرار في الدراجات النارية للزملاء، البعض أُصيب بشظايا والبعض تضررت بعض أجزاء الدراجة كالعجلة، كما أن المارين جوار الحادثة أُصيبوا بالذعر، وَالبعض تعرض لإصابات بليغة ونُقل على إثرها للمشفى.
ويوجه الضحاك رسالةً للعدوان قائلاً: “جرائمكم وإرهابكم وقصفكم لن يغيِّرَ من الواقع شيئاً، وقبح أعمالكم ستجعلكم محط سخط أمام الله وأمام خلقه، وَأمريكا لن تنفعكم بتوجيهاتها الشيطانية إنما تغرقكم أكثر في مستنقع لن تخرجوا منه إلَّا بشق الأنفس.. عودوا إلى رشدكم وأوقفوا حربكم العدوانية”.
بدوره، يقول أحد الناشطين الثقافيين بالحي، أحمد محمد: إن غارات العدوان الهستيرية لن تحقّق أية نتائج كما أن العدوّ يقصف المقصوف.
ويضيف قائلاً: إذا كنتم تريدون إيصال رسالة لسكان صنعاء وغيرهم من المحافظات التي يديرها المجلس السياسي الأعلى فما مضمونُها هل تريدون لنا التحرُّرُ كما حصل لإخوتنا في الجنوب الذي يعانون الأمرَّين، فلا أمن وُجد وَلا اقتصاد استقر ولا أية إيجابية تُذكر تستحق أن تدفعنا للالتحاق بكم، مؤكّـداً أنه ما لم يتحقّق خلال سبعة أعوام لن يتحقّق اليوم وأن تمادي العدوان في إجرامه وإمعانه في استهداف المدنيين لن يجدي شيئاً.
ويواصل حديثه بالقول: “وحشيتكم وإجرامكم جعلت العديدَ من الأحرار في مختلف بلدان العالم يتضامنون معنا، حَيثُ تصلنا اتصالات من أمريكا، بل ومن عاصمة العدوان الرياض للاطمئنان علينا وأنتم كالوحوش ترتبكون أبشع الجرائم التي تندى لها جبين الإنسانية دون رحمة ولا شفقة”، داعياً كافةَ الشعب اليمني إلى التوحد والوقوف صفاً واحداً في مواجهة العدوان، وكذا التحلي بالصبر، لافتاً إلى أن العدوان لن يرحمَ أحداً من اليمنيين، حَيثُ أن غاراته تقتل الأطفال والنساء والثكالى بلا استثناء، بل إن إجرامه وصل إلى الحيوانات والأشجار والأحجار.
من جهتها، تقول أم محمد، أحد الساكنات في حي “الأعناب”: “قوى العدوان السعوديّ الأمريكي تحاول إرهابَ الأطفال والنساء، والله إننا لن نخشاكم ولن تزيدونا إلَّا يقيناً وعزماً على مواجهتكم وكسر تكبركم وتعاليكم على المستضعفين.. لماذا لا تثبتون رجولتكم في مواجهة رجال الرجال المرابطين بمختلف الجبهات؟.
وتضيف: “تنفيذكم للأجندة الغربية لن ينفعكم ولن يحصّنكم من بأس الله على يد أوليائه العظماء، فوَالله إن استهدافكم للمساكين الشاقين على أولادهم سيكونُ سبباً في زوالكم ونهايتِكم إلى الأبد”.
وتوجّـه رسالةً إلى العدوان قائلةً: رجالُ اليمن لكم بالمرصاد، ونحن لن نخضعَ ونركعَ، فو الله لو استشهد جميع رجالنا أننا حرائرَ اليمن سنواجهكم بأرواحنا ودمائِنا ولن ندعَكم تُدَنِّسون أرضَنا الطاهرة.