قافلة دروب العز (الوفاء بالوفاء)

 

بلقيس علي السلطان

الانفاقُ بابٌ من أبواب الله فتحها لخَاصَّة عباده، الذين يرون أن نماء أموالهم وطهارتها مقترن بالدخول في تجارة الله الرابحة التي مردودها في الدنيا والآخرة، فمردودها في الدنيا مضاعفة المال ونمائه وتطهيره، وكذلك نتائج عاجلة كتحقيق النصر على الطغاة والمعتدين والفتح القريب، ومردودها في الآخرة الخلود الأبدي في جنات النعيم قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَـمُون يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخرى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْـمُؤْمِنِينَ} وقال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} هذه هي الوعود الربانية الحقة وعود من يملك خزائن السموات والأرض ومن يملك اليوم الآخر.

فأي تجارة أعظم من هذه التجارة؟ وأي ربح يضاهي هذا الربح؟

في ظل حرب كونية ظالمة على اليمن، استُخدمت فيها جميع الوسائل الخبيثة؛ مِن أجلِ إركاع وإخضاع الشعب اليمني تبرز صور العطاء والبذل في سبيل التصدي لهذا العدوان ومواجهته بشموخ وعنفوان منقطع النظير، ومن هذه الصور العظيمة القوافل التي يسيرها الشعب اليمني المعطاء للمجاهدين في الجبهات، ليردوا الوفاء بالوفاء والعطاء بالعطاء، فسيّر الشعب القوافل العيدية والرمضانية والقوافل الشتوية والقوافل المختلفة، منها قوافل عينية ومنها قوافل مالية ومنها قوافل المدد بالرجال الأبطال الذين هبوا بكل استبسال في سبيل الله وفي سبيل الذود عن الوطن والأمة.

ويأتي دور الإعلام الوطني الصامد الذي تصدرته إذاعة صنعاء عبر برنامجها التحشيدي الكبير (دروب العز) الذي ساهم بشكل فاعل في إسناد الجبهات بالرجال من خلال الدخول في دورات عسكرية وثقافية ينطلقون من خلالها للتصدي للحرب العسكرية والفكرية والأخلاقية الشرسة، كما أعلنت الإذاعة عن إطلاق قافلة شتوية تحمل اسم نفس البرنامج (دروب العز) لتقابل وفاء المنطلقين بوفاء المستمعين، ليقابلوا برد الشتاء في الجبهات بدفء العطاء من الباذلين والمنفقين في سبيل الله، ليتجسد من خلال ذلك أبهى صور الوفاء والبذل والعطاء، وتتجلى رسالة الإعلام المقاوم الهادف والصامد الذي لم يكتف بنقل الاخبار وكشف حقائق العدوان فحسب، بل شارك في دعم ورفد الجبهات بالرجال والمال والقوافل ليكونوا الأنموذج الأسمى في إبراز الدور العظيم للإعلام الوطني على الرغم من الصعوبات التي فرضها العدوان والمشقات التي تتعمد إسكاتهم وطمس دورهم الكبير في مقارعة العدوان والتصدي له، إلا أن إذاعة صنعاء من خلال إعلاميها الشرفاء أبت ألا أن تضع بصماتها في مدونة النصر الشامخ بمشاركة مستمعيها الأوفياء الصامدين لتتكامل مشاهد العطاء والتضحية لشعب عشق الحرية والعزة والكرامة ونَبَذ الوصاية والإذلال والمهانة، فحق له النصر والغلبة وحق لعدوه الخزي والهزيمة والعار.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com