واشنطن تؤكد تمسكها بخيار التصعيد.. الرياض في ورطة
الإصرار الأمريكي يعيد إنذارات القوات المسلحة إلى الواجهة
المسيرة | خاص
جددت الولايات المتحدة الأمريكية التأكيد على تمسكها بخيار التصعيد الإجرامي ضد الشعب اليمني تحت مبرر “الدفاع عن السعودية” الأمر الذي يوضح مجدداً قيادة واشنطن لهذا التصعيد، ويضع النظام السعوديّ أمام تداعيات خطيرة لمسار الردع اليمني، في ظل العجز الكامل عن مواجهة الصواريخ والطائرات المسيَّرة اليمنية.
ونقلت وسائل إعلام موالية لحكومة المرتزِقة، أمس الأحد، تصريحات جديدة أدلى بها منسق الأمن القومي الأمريكي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكغورك، جاء فيها أن إدارة بايدن “ملتزمة” بتقديم الدعم العسكري للنظام السعوديّ.
وحاول المسؤول الأمريكي تبرير الدعم المقدم للسعودية بأنه “للدفاع عنها”، في محاولة لتضليل الرأي العام والتنصل عن مسؤولية استمرار العدوان والحصار.
ويأتي هذه التصريح بعد رفض الكونغرس الأمريكي الموافقة على قرار يمنع تمرير صفقة الأسلحة الأخيرة للنظام السعودي، على الرغم من تأكيد العديد من المشرعين على أن هذه الأسلحة تعزز التورط الأمريكي في العدوان والحصار، وتستخدم في استهداف المدنيين ومضاعفة الأزمة الإنسانية في اليمن.
وجاء إقرار الولايات المتحدة لصفقة سلاح كبيرة، توازياً مع تصعيد عدواني كبير ضد المحافظات اليمنية، حيث كثف طيران العدوان غاراته على المدنيين موقعاً العشرات من الشهداء والجرحى، في سلسلة جرائم وحشية آخرها كان استهداف منزل مواطن في مديرية حرض بمحافظة حجة، أمس، بغارة أدت إلى استشهاد طفلين وامرأة.
وكانت القوات المسلحة قد توعدت تحالف العدوان بعواقب وخيمة رداً على هذا التصعيد، وهو الأمر الذي تجسد في عمليتي “توازن الردع الثامنة” و”السابع من ديسمبر” اللتين استهدفتا العمق السعوديّ بعدد كبير من الطائرات المسيَّرة والصواريخ البالستية.
وتُضاعف ضربات الردع اليمنية مأزق النظام السعودي بشكل كبير، لأنه يحاول منذ مدة تفادي هذه الضربات لما لها من أثرٍ مزلزلٍ خصوصاً على المستوى الاقتصادي.
وأكدت وسائل إعلام أمريكية الأسبوع الماضي، أن الرياض تواجه مخاوف كبيرة من استمرار هجمات الصواريخ والطائرات المسيَّرة في ظل “أزمة” تعانيها المملكة في “الذخائر الدفاعية”.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن ولي العهد السعودي ناشد الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية وأيضاً أنظمة خليجية مجاورة لإمداده بذخائر دفاعية، لكنها أكدت أيضا أن الحصول على صواريخ “باتريوت” لن يقلل من الخطر الذي تواجهه المملكة، لأن هذه الصواريخ قد فشلت طيلة السنوات الماضية في التصدي للهجمات اليمنية.
وفي ظل هذه الوقائع، فإن إصرار الولايات المتحدة على التصعيد، يضع الرياض في ورطة كبيرة لأن عواقب هذا التصعيد قد تتعاظم إلى مستويات أعلى خصوصاً وأن صنعاء أثبتت في أكثر من مناسبة قدرتها على مضاعفة شدة وقسوة الهجمات، وجعلها أكثر تأثيراً، والدفع بها نحو “الوجع الكبير”، في الوقت الذي لا تمتلك فيه الرياض أية خيارات لتفادي مثل هذه العواقب.