عملية السابع من ديسمبر.. مملكة العدوان تحت النار:مطارات السعودية ومدنها الصناعية والقصور الملكية جمعيها تحت مجهر القوة الصاروخية والطيران المسيّر
المسيرة- محمد ناصر حتروش
تتسارع وتيرة الأحداث العسكرية من يوم إلى آخر، في ظل عدم تعقل العدوان الأمريكي السعوديّ واستمرار تصعيده على المحافظات اليمنية.
وتعد عملية السابع من ديسمبر أحد أهم العمليات التي مثلت صفعة للعدوان، وأحدثت توازناً في “الردع”، حيث كانت رسالة قوية للنظام السعودي بأن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي، وطائرات العدوان الباغية تحصد أرواح المدنيين اليمنيين الأبرياء في كل يوم وكل حين، كما أن القدرات الدفاعية الجوية للجيش اليمني وإسقاط عدد من الطائرات الأمريكية التجسسية تعطي مؤشرات بأن اليمن يمضي نحو إسقاط كل عوامل القوة للعدوان، وإحداث عملية توازن تجبر على العدو إيقاف غطرسته.
ويؤكد محللون عسكريون أن عملية السابع من ديسمبر من حيث التوقيت والعنفوان والتأثير مثلت صفعة قوية لدول تحالف العدوان التي راهنت على طغيانها وجرائمها وإمكانياتها في هزيمة وكسر عزيمة الشعب اليمني الصامد.
ويقول الباحث العسكري زين العابدين عثمان: إن عملية السابع من ديسمبر التي نفذتها الوحدات في القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر جاءت استجابة فورية لتوجيهات القيادة العامة للجيش واللجان الشعبية ممثلة بقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي -حفظه الله- واستجابة للمطالب الشعبية الواسعة لتثبيت معادلات الردع الاستراتيجي ضد تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي وتحطيم غطرسته وتصعيداته العدوانية خصوصاً التصعيد الذي يمارسه بقصف العاصمة صنعاء وارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين العزل”.
ويضيف :”لذا كانت العملية رداً فورياً ساحقاً ضد الأعمال الإجرامية لتحالف العدوان، وتحول جديد للاستراتيجية الهجومية التي تفرضها القوات المسلحة اليمنية في مضمار الردع وكسر العدوان والحصار”، مؤكداً أن للعملية أهمية بالغة وذلك كونها حققت أهدافها بدقة وبفاعلية في العمق السعودي، ومثلت صدمة استراتيجية أطاحت بكل التكهنات والحسابات التي راهن عليها العدو السعوديّ والأمريكي خصوصاً في مسألة تطور الأنظمة الدفاعية وقدراتها في توفير حماية أكبر للمملكة.
ويشير عثمان إلى أن العملية سببت حرجاً كبيراً لوزير الحرب الأمريكي إزاء التصريحات التي أدلى بها مؤخراً والذي أكد أن نسبة تطور وفاعلية الأنظمة الأمريكية للدفاع الصاروخي أصبحت فعالة 90٪ في تلبية حماية أراضي المملكة من كل أشكال الهجمات البالستية والطائرات بدون طيار.
وينوه إلى أن العملية ترجمت عملياً مدى القدرة العالية للمنظومات الصاروخية والطائرات المسيَّرة في تجاوز كل التعقيدات التقنية والعملياتية وتحقيق الأهداف المرسومة بواقع صفر فشل، وأن العملية حققت نتائج وأبعاداً استراتيجية هامة وغير مسبوقة ومن ضمنها تدشين مرحلة جديدة من الردع يتم فيها استهداف شبكة كبيرة من الأهداف المهمة جداً في قلب المملكة والعاصمة الرياض كمطار خالد الدولي ووزارة الدفاع التي تعتبر إحدى أهم الأهداف الحساسة وذلك بعدد كبير من الصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة، لافتاً إلى أن العملية أثبتت الإخفاق الفظيع للنظم الدفاعية الأمريكية باتريوت بكل أجيالها وفشل كل المنظومات الرديفة البريطانية الفرنسية منها منظومات “كامKAM وجيراف GIRAF المستحدثة مؤخراً ومنظومات كورتال والمنظومات الرادارية الأرضية والعمودية.
ويشير عثمان إلى أن مسرح العمليات أظهر أن المسيَّرات وصواريخ ذو الفقار اخترقت العمق السعودي لمسافة تزيد عن 1400كم دون أن تُعترض ودون أن تستطيع محطات الرادارات وأنظمة الانذار المبكر ملاحظتها، أو اكتشافها الا بعد وصولها أجواء الرياض وفوق مستوى الأهداف، لذا كان الفشل فضيعاً وكارثياً بالنسبة لهذه التقنيات، معتقداً أن العملية أتت في وقت تهديدات القيادة لتحالف العدوان، وهذا دليل على تطور كبير في مستوى التعبئة والاستعداد العملياتي السريع للقوات المسلحة لتنفيذ التهديدات بعمليات حاسمة و القدرة على التعامل مع المتغيرات الطارئة بعمليات هجومية كبرى وغير مسبوقة.
ويؤكد عثمان أن عملية السابع من ديسبمر فتحت أفقاً واسعة في استراتيجية الردع تجاه السعودية وأظهرت الدور الفاضح والفاشل لمختلف أنظمة الدفاع الأمريكية والبريطانية التي لم تستطع أن تحمي شبراً واحداً من أراضي المملكة.
ويضيف “وعليه المعادلة أصبحت واضحة فالمملكة كلها تحت النار، ولم يعد فيها مكان آمن فمنشآتها النفطية ومطاراتها ومدنها الصناعية وكذلك وزارة الدفاع وحتى القصور الملكية اليوم كلها تحت مجهر القوة الصاروخية والطيران المسيَّر وستتعرض للقصف الاستراتيجي في أية لحظة وفي حال أعطت القيادة إيعازاً بالهجوم”.
استهداف مشروع
إن النظام السعودي بحماقته وتبعيته للولايات المتحدة الأمريكية يخسر الكثير ويتعرض للصفعات الموجعة، فاستهداف وزارة الدفاع السعودية وأهدافاً عسكرية أخرى في الرياض وجدة وغيرها من المناطق السعودية هو استهداف مشروع، ويأتي رداً على جرائمها وطغيانها بحق الشعب اليمني.
ويقول الكاتب والناشط الإعلامي زيد الشريف: إن إصرار النظام السعوديّ على ارتكاب الجرائم من خلال الغارات المكثفة التي تستهدف العاصمة صنعاء وقصف المدنيين يدفع الجيش واللجان الشعبية إلى الرد القوي والرادع ، موضحاً أن عملية السابع من ديسمبر ستتكرر وبشكل أكبر وأقوى وكما يقول المثل: “جنت على نفسها براقش”.
ويضيف : “الفرق واضح للجميع، طائرات تحالف العدوان تقصف مخازن المواد الغذائية والمحلات التجارية وورشات إصلاح السيارات والأحياء السكنية بينما القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر للجيش واللجان الشعبية تستهدف أهدافاً وقواعد عسكرية وهم يمارسون الطغيان والإجرام ورجال الله يستهدفون مواقع مشروعه”.
ويصف الشريف ضربات القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر الذي تنفذه القوات المسلحة بالمداوية لجراح الشعب اليمني والذي تنتقم للمظلومين من الطواغيت المعتدين الذين أسرفوا في ظلم الشعب اليمني، مؤكداً أن عملية السابع من ديسمبر أثلجت صدور اليمنيين وقالت لدول تحالف العدوان بلسان الصواريخ البالستية ،إن دماء اليمنيين لن تذهب هدراً، منوهاً إلى أن العملية من حيث التوقيت والعنفوان والتأثير هي بمثابة صفعة قوية لدول تحالف العدوان التي راهنت على طغيانها وجرائمها وإمكانياتها في هزيمة وكسر عزيمة الشعب اليمني الصامد من خلال الغارات المكثفة التي تستهدف المدنيين ومخازن المواد الغذائية بحجة أنها مخازن ومصانع أسلحة.
ويؤكد الشريف أن عملية السابع من ديسمبر هي انتصار لمظلومية الشعب اليمني، وعملية الرد على الطغيان الأمريكي السعوديّ، على قاعدة العين بالعين والعاصمة بالعاصمة والجروح قصاص، لافتاً إلى أن أنها رسالة بالستية و ستضع حداً للطغيان الأمريكي السعوديّ وتنتصر للشعب اليمني وتنتقم له من المعتدين.
ويلفت إلى أن ضرب العمق السعودي رسالة عسكرية واضحة جداً من العاصمة صنعاء إلى الرياض مفادها أن التصعيد سيقابل بالتصعيد، ولكل فعلٍ رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، وأنه في نهاية العام السابع من العدوان الأمريكي السعودي، اليمن ينفذ عملية عسكرية نوعية استراتيجية استهدفت عشرات المواقع العسكرية في مناطق مختلفة في العمق السعوديّ وفي مقدمتها العاصمة السعودية الرياض، كما يؤكد الشريف أن دول تحالف العدوان ستدفع ثمن طغيانها وجرائمها عاجلاً أم آجلاً بعمليات عسكرية نوعية للجيش واللجان الشعبية سواء في المعارك الميدانية في مختلف الجبهات، أو على أيدي رجال القوة الصاروخية وسلاح الجو اليمني المسيّر، موضحاً أن على دول تحالف العدوان أن تدرك جيداً أن هذا التصعيد وهذه الغارات وهذا الطغيان وهذه الجرائم لن تمنحها أي تقدم عسكري في اليمن.