مرتزِقة الإمارات حولوا المدارس والمراكز الصحية أثناء احتلال مديريات الحديدة إلى ثكنات عسكرية ومنعوا الاصطياد على طول الشريط الساحلي الجنوبي في المحافظة
جميع الذين يمرون من شارع كيلو 16 يؤدون سجدة الشكر لله، ويرفعون أصواتهم عالياً الموت لأمريكا
أبناء المناطق المحررة بالحديدة كانوا يعيشون في وضعية مزرية والسودانيون والمرتزِقة كانوا يعيثون في الأرض فساداً
مطاحن البحر الأحمر لحقها الكثير من الضرر والمرتزِقة نهبوا كل المحتويات ومكائن الطحن والإنتاج والأثاث وحتى أسلاك الكهرباء
لم نلمس أي تفاعل أو استجابة عاجلة من الأمم المتحدة لتقديم العون والمساعدة للمناطق المحررة بالحديدة حتى الآن
وكيل محافظة الحديدة عبد الجبار أحمد في حوار خاص لصحيفة “المسيرة
فرحة أبناء الحديدة بتحرير مديرياتهم كانت كبيرة وممزوجة بالتكبير والتهليل والشكر لله
جريمة إعدام الأسرى كانت دافعاً قوياً لقبائل الحديدة للنفير إلى الجبهات لتأديب المرتزقة
المسيرة – حاوره عباس القاعدي
أكد وكيل محافظة الحديدة عبد الجبار أحمد، أن السلطة المحلية ومنذ اليوم الأول لاندحار مرتزِقة العدوان الأمريكي السعودي وضعت خطة مصفوفة طارئة لإعادة تطبيع الأوضاع في تلك المناطق، مؤكداً أنهم لم يلمسوا أي تفاعل أو استجابة عاجلة من الأمم المتحدة حتى الآن.
وقال عبد الجبار أحمد في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة” :إن مرتزِقة الإمارات دمروا وعبثوا بكل شيء في المناطق التي كانوا يحتلونها بالحديدة، وقد حولوا المدارس والمراكز الصحية إلى ثكنات عسكرية، ونهبوا كل محتويات مطاحن البحر الأحمر وغيرها.
وأشار إلى أن جريمة إعدام 10 أسرى في الساحل الغربي أثارت استياء الكثير من أبناء وقبائل الحديدة وكانت دافعاً قوياً لهم للنفير إلى الجبهات لتأديب المرتزقة.
إلى نص الحوار
بداية أستاذ عبد الجبار.. كيف تصفون فرحة أبناء تهامة بتحرير مناطقهم من سيطرة الغزاة والمرتزِقة؟
بداية أرحب بكم وأشكر صحيفة المسيرة على اهتمامها ومشاركتها فرحة أبناء الحديدة، وهو واجب علينا جميعاً أن نهتم بهم، باعتبار الفرحة شملت كل أبناء اليمن، أما بخصوص تساؤلكم عن فرحة أبناء تهامة بتحرير مناطقهم من الغزاة والمرتزقة، فقد كانت فرحة كبيرة وممزوجة بالتكبير والتهليل والشكر، حيث تجسدت تلك الفرحة في عملية سجود الشكر لله تعالى، والاحتفالات المستمرة التي نظموها في شوارع الحديدة، والتي كانت متواصلة في خط كيلو 16 عندما خرج المرتزِقة منه، وتوافد المواطنون من أهالي سكان تلك المناطق الذين نزحوا بسبب العدوان والمرتزِقة إلى ذلك الخط الذي كل من مرَّ منه يؤدي سجدة الشكر لله ، ورافعاً بصوت عالٍ، الله أكبر الموت لأمريكا.
كما عبر أبناء تهامة بشكل خاص وأبناء الحديدة بشكل عام عن فرحتهم بالأهازيج التي أطلقوها بمناسبة خروج المرتزِقة وفتح الخطوط الرئيسية التي كانت مقطوعة بسببهم وشكلت عبئاً عليهم وضاعفت من معاناتهم.
خلال احتلال مرتزِقة العدوان لمديريات الحديدة.. كيف كانت الوضع القائم هناك؟
كان أبناء تلك المناطق المحررة يعيشون في وضعية مزرية، حيث كانت ممتلكاتهم تتعرض للنهب من قبل المرتزِقة وبينهم السودانيين والجنجويد الذين كانوا يعيثون في الأرض فساداً، نتيجة انعدام الأمن والاستقرار، إضافة إلى انعدام التعليم والصحة، ومن الأشياء الهامة التي يجب أن نكشفها في المناطق التي كانت يسيطر عليها مرتزِقة الإمارات كانوا يمنعون أبناء تلك المناطق من التعليم من قبل ثلاث سنوات وتم تحويل المدارس إلى مواقع عسكرية، وتم نهب محتوياتها من “أفياش” وأسلاك الكهرباء والكراسي الخاصة بالطلاب، كما تم نهب المراكز الصحية وإفراغها من محتوياتها وأثاثها، وتحولت إلى متارس، وحرم أبناء تلك المناطق من الخدمات الصحية التي كانت تقدم عبر تلك المراكز والمستشفيات، منها المستشفى الريفي في مديرية التحيتا، حيث قام المرتزِقة بنهب محتوياته وتحويله إلى موقع عسكري لهم، وهناك صور متعددة لمعاناة أبناء تلك المناطق، حيث كان يتم منع الصيادين من الصيد على طول الشريط الساحلي الجنوبي في محافظة الحديدة ، ما أدى إلى حرمان أبناء تلك المناطق من مهنة الصيد التي تكون مصدر دخلهم الوحيد وكانت مصدر رزق الآلاف من المواطنين.
ما أبرز الصعوبات التي واجهتكم أثناء إعادة تطبيع الحياة في المناطق المحررة؟
هناك صعوبات كثيره منها توفير المياه لأبناء تلك المناطق ، حيث قبل تحرير تلك المناطق قام المرتزِقة بسحب كل كميات مادة الديزل المخصصة لمشاريع المياه في عقوبة جماعية لأبناء تلك المناطق، ولكن من أبرز الصعوبات التي نواجهها هي حجم الأضرار التي لحقت بالأصول والممتلكات العامة من مراكز صحية ومدارس و مستشفيات ومشاريع المياه ونحن عاكفون على إصلاحها بشكل عاجل وطارئ.
من أبرز المناطق التي تم تحريرها منطقة وطريق كيلو ١٦.. ما أهمية هذا المنفذ؟ وما المصاعب التي كانت تواجه المسافرين أثناء إغلاقه؟
بالنسبة لمنطقة وطريق كيلو 16 الرابط بين مدينة الحديدة والموانئ ومختلف المدن والقرى، فهو يشكل أهمية كبيرة وشريانٌ رئيس للحياة لأبناء محافظة الحديدة ولكل المحافظات، لأنه المنفذ الرئيس الذي تمر منه وسائل النقل والقاطرات المحملة بالمواد الغذائية والمسافرين والزائرين من وإلى الحديدة.
ومع سيطرة المرتزِقة وإغلاق هذا المنفذ، أو الطريق الرئيس كان المواطنون والمسافرون يواجهون صعوبات كثيرة، حيث كانوا يضطرون لقطع مسافات كبيرة لأكثر من ثلاث ساعات من مدينة الحديدة إلى مديرية باجل، بينما إذا كان المنفذ مفتوحاً لا يحتاج المسافر إلا إلى ساعة واحدة فقط للوصول إلى مدينة باجل، أو الحديدة على سبيل المثال.
وكذلك وسائل النقل الثقيلة المختصة لنقل البضائع كانت تعاني الأمرين، وتحتاج إلى قطع طريق كبيرة وطويلة عبر “الضحي” و “الكدن” و “باجل” وتستهلك الكثير من وقود الديزل والوقت مما ضاعف من معاناة وأعباء النقل، وانعكس ذلك على أسعار المواد الغذائية في المحافظات الأخرى، ولهذا يعتبر كيلو 16 المنفذ الرئيس والحيوي لطريق الحديدة تعز وإب، حيث كان المسافرون يواجهون صعوبات ومعاناة أثناء إغلاقه من قبل المرتزقة، وكان المسافرون يحتاجون عند إغلاقه إلى الالتفاف لمسافات كبيرة للوصول إلى تلك المحافظات التي يسكنون فيها، لأن أكثر سكان محافظة الحديدة تعتبر أصولهم من تعز وإب وريمة وذمار وكل هؤلاء كانوا يعانون معاناة طويلة بقطع هذا الخط، أو المنفذ.
ما حجم الضرر الذي طال مطاحن البحر الأحمر؟
حجم الأضرار التي لحقت مطاحن البحر الأحمر التي تعتبر من الأصول الكبيرة والاستراتيجية والهامة للحبوب بمحافظة الحديدة، وتعد السعة التخزينية المخزون الاستراتيجي لكل محافظات الجمهورية، كبيرة جداً بسبب قذائف المرتزِقة، وغارات طيران العدوان التي تصل إليها من قبل سيطرة المرتزقِة وبعد سيطرتهم تم نهب كل المحتويات ونهب مكائن الطحن والإنتاج وتم نهب أثاثه، وكذلك حتى أسلاك الكهرباء، ولحق بها أضراراً كبيرة، وقد تم إنزال لجنه لتقييم الأضرار وإن شاء الله تعالى ننقل لكل وسائل الإعلام حجم الأضرار التفصيلية لهذه المنشأة الحيوية والهامة.
ما أبرز الخطط التي ستقدمها السلطة المحلية لسكان المناطق المحررة بالحديدة؟
السلطة المحلية بالحديدة باشرت منذ اليوم الأول لاندحار المرتزِقة بوضع خطة مصفوفة طارئه لإعادة تطبيع الأوضاع في تلك المناطق، وتم إقرار هذه المصفوفة من قبل اللجنة الرئاسية المكلفة بإعادة تطبيع الأوضاع في محافظة الحديدة برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي، والدكتور رشيد أبو لحوم وزير المالية، وتم تنفيذ الكثير من هذه الخطة، والتي تضمنت توفير أكثر من 50 ألف لتر وقود الديزل لمشاريع المياه التي نهبها من المرتزِقة قبل انسحابهم، وأيضاً توفير وتوزيع أكثر من 40 ألف سلة غذائية لأبناء تلك المناطق الذين كانوا محاصرين ومحرومين من الغذاء، حيث تركهم مرتزِقة الاحتلال وهم لا يجدون لقمة العيش، ولا يمتلكون قوت يومهم، ولهذا تم توزيع أكثر من 20 ألف سلة غذائية في مدينة التحيتا ومناطقها ومدنها المختلفة، وأيضا في مديرية الدريهمي، وبعض أجزاء من مديرية الحوكة التي كانت محتلة من قبل المرتزِقة، كما تم القيام بإنشاء مخيمات طبية عاجلة وعيادات متنقلة لعلاج المرضى والمتضررين في تلك المناطق وبشكل مستمر وعاجل، كما تم توفير مطابخ خيرية لتوزيع الوجبات الغذائية الجاهزة على الفقراء والمحرومين في تلك المناطق، وتم القيام بخطة طارئة لصيانة الطرقات في تلك المناطق وترميمها بشكل عاجل بتموين من المحافظة، ومن صندوق صيانة الطرق والعمل ما زال مستمراً، وأيضًا تم إنزال الفرق الميدانية لتقييم الأضرار في المراكز والمستشفيات، والآن يتم ترميم وصيانة مستشفى التحيتا الريفي، وأيضاً تم إنزال لجنة لتقييم الأضرار في المدارس الحكومية التي تعرضت للنهب والتدمير من قبل المرتزِقة، وقد تم رصد مبالغ مالية لإعادة ترميمها وصيانتها بشكل عاجل، بحيث يبدأ الجزء الثاني من هذا العام وتكون جاهزة لاستقبال الطلاب وتبدأ الدراسة فيها.
كما تم إنزال فرق لصيانة خطوط الكهرباء التي تضررت في تلك المناطق والتي تعرضت للنهب والتدمير من قبل مرتزِقة العدوان، وأيضاً تم إنزال فرق فنية خاصة لإعادة تأهيل شبكة الاتصالات في تلك المناطق، والآن يتم إنشاء أكثر من سبع محطات، وأبراج اتصالات في التحيتا والدريهمي وغيرها من المناطق التي تضررت لدعم وتعزيز شبكة الاتصالات في تلك المناطق وجاري العمل في هذه الخطة بشكل مستعجل، وهناك تقارير يومية ترفع ومتابعة متواصلة من قبل قيادة المحافظة لإنجاز المهام حسب المخطط له.
كما قامت المحافظة في إطار هذه المصفوفة بإعادة تطبيع الأوضاع بالتعامل مع اللجنة الاقتصادية العليا وقيادة البنك المركزي في وضع الحلول والمعالجات اللازمة لاستبدال العملة المزورة الموجودة في تلك المناطق ،وتم وضع حلول عاجلة وتم توفير المواد الغذائية الأساسية وشراءها بالسعر الرسمي، وتم اليوم بحمد لله إنهاء هذه المشكلة بشكل متكامل، وتم اعتماد العملة القانونية للتعامل بها في تلك المناطق، وإلغاء العمل بالعملة المزورة وغير القانونية التي طبعت من قبل حكومة المرتزِقة، وقام الفريق المكلف بهذا الموضوع بتوعية المواطنين وتوزيع الملصقات والمنشورات لتوعية المواطنين بخطورة هذه العملة غير القانونية، وقد تم تنفيذ هذا الجزء من المصفوفة بشكل كلي ومتكامل، بالإضافة الى أنه تم صرف مرتبات التربويين في تلك المناطق بالعملة القانونية في إطار توفير السيولة من هذه العملة بشكل يلبي احتياجات المواطنين حتى يستغنوا عن العملة المزورة، كما تم في المنافذ منع دخول أية عملة غير قانونية إلى تلك المناطق حسب الخطة.
كيف تقيمون تعاون الأمم المتحدة في تقديم العون والمساعدة لسكان المناطق المحررة؟
بالنسبة لتعامل الأمم المتحدة لتقديم العون والمساعدات لسكان هذه المناطق إلى حد الآن لا يوجد أي تعاون من قبل المنظمات، رغم أنه تم اجتماعات مستمرة معها من قبل أمين عام المجلس الأعلى في الحديدة وتقديم كشوف باحتياجات المواطنين لكن إلى حد الآن لم نلمس أي تفاعل أو استجابة عاجلة تواكب هذه الاحتياجات، ولا زلنا نتابعهم في توفير ما يمكن إلا أننا لا نعول على هذه المنظمات، وإنما نعول على القدرات والإمكانيات المتاحة لنا في محافظة الحديدة، وبتعاون الحكومة المركزية وهيئة الزكاة والأوقاف ورجال الأعمال والقطاع الخاص في محافظة الحديدة، وقد أثمرت هذه الجهود وشاركت هيئة الزكاة، والأوقاف بتوزيع أكثر من 4 آلاف سلة غذائية للمتضررين في تلك المناطق والفقراء والمحتاجين، وبالتالي نحن لا نعول على دور منظمات الأمم المتحدة وإنما نعول على دورنا الفاعل لإعادة الأوضاع بشكلها الطبيعي في تلك المناطق.
كيف تعاطى سكان الحديدة مع جريمة إعدام ١٠ أسرى من أبطال الجيش واللجان الشعبية؟
تعاطى أبناء الحديدة مع جريمة إعدام الأسرى، على أنها جريمة استفزازية لمشاعر أبناء محافظة الحديدة وأبناء الشعب اليمني بشكل عام ، مؤكدين أن تلك الجريمة تعبر عن دناءة المرتزِقة والاحتلال الذين لا يراعون أي قيم ولا أخلاق انسانية ولا إسلامية ولا أخلاق وأعراف الشعب اليمني الذي يستنكر هذه الممارسات وهذه الجرائم البشعة، حيث وأن الأسرى دماؤهم وأرواحهم مكفولة في كل القوانين والأعراف، وقد عبر أبناء محافظة الحديدة عن استيائهم لهذه الجريمة في أكثر من مناسبة وخرجوا في مظاهرة حاشدة بعدها بيومين للتنديد بهذه الجريمة، وكانت هذه الجريمة دافعاً قوياً لمختلف أبناء قبائل محافظة الحديدة للاستنفار إلى الجبهات لتأديب هؤلاء المرتزِقة بشكل كامل.