منتخب الناشئين وحد مشاعر سخط اليمنيين ضد النظام السعوديّ وبلسم جراحهم الانتصار من بوابة الرياضة .. فوز ثمين بطعم الوجع!
- المسيرة – منصور البكالي- أيمن قائد
- غمرت الفرحة اليمن بأكمله يوم أمس، في مشهد استثنائي لم يحدث منذ سنوات كثيرة، لقد انتصر المنتخب اليمني للناشئين على المنتخب السعوديّ، وكأن ما حصل بأنه انتقام وثأر لأوجاع شعب لا يزال يرزح تحت وطأة العدوان والحصار للعام السابع على التوالي.
- عبارات اليمنيين توحدت هذه المرة، ولسان حالهم يقول لو أن الفوز حدث على منتخب دولة أخرى لما حدثت كل هذه الفرحة، لكن الفوز على السعودية كان له مذاق خاص، ونكهة خاصة، وهي رسالة وصلت إلى قلب النظام السعودي المستكبر بأن الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه، مشاعره متوحدة في كراهية هذا العدوان، حتى وإن ظهر في فنادق الرياض بعض المرتزِقة الخونة الذين يؤيدونه، لكنهم لا يمثلون اليمن ولا إرادته الحرة.
- وعلى امتداد سبع سنوات مضت، لم يكن اليمنيين يشاهدون سوى الأشلاء والدماء التي تسيل من الأطفال والنساء، والجثث التي يتم انتشالها من بين الأنقاض، حتى وصل الحزن إلى كل بيت وحي ومدينة وقرية في اليمن، فامتلأت القلوب حقداً وغيظاً على النظام السعوديّ، وبات اليمنيون ينتظرون أقرب لحظة للتنفيس عن كربتهم ومحنتهم، فجاءت هذه المباراة الرياضية، وهذا الانتصار الكبير وكأنه بلسم للجراح، ودواء لكل المنغصات والآلام.
- لقد اندفع الشعب اليمني بشكل عفوي، وخرج الناس إلى الشوارع معبرين عن فرحتهم بهذا الفوز العظيم، وأطلق المواطنون الألعاب النارية والنيران في كل المحافظات اليمنية سواء الحرة أو الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي السعوديّ، وكان للاحتفال بصنعاء وقع خاص، وتفاعل لم تشهده العاصمة من قبل.
- وهنأ رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، منتخبنا الوطني للناشئين هذا الفوز الكبيرة في بطولة كأس غرب آسيا لأول مرة في تاريخه، وقال إن هذا الفوز الرياضي وحدت فرحته كل اليمنيين.
- وتأتي هذه الفرحة الاستثنائية في وقت لا يزال فيه اليمنيون موجوعين بنيران العدو السعوديّ وحصاره، حيث سلك منتخبنا الأحمر الصغير طريقاً شائكاً وصعباً، وهو يتنقل من مكان إلى آخر، وصولاً إلى الدمام في مملكة العدوان للمشاركة في هذه البطولة، ولم تسمح قوى العدوان للفريق استخدام حقه المشروع في الوصول إلى السعودية عن طريق مطار صنعاء الدولي.
- ويقول وزير الشباب والرياضة في حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء، محمد حسين مجد الدين: إن الفضل في الفوز الذي أحرزه المنتخب اليمني يعود للمدرب ومساعده باختيار الناشئين المناسبين من كافة المحافظات، مشيراً إلى أن الفريق اضطر إلى إقامة المعسكر التدريبي في محافظة حضرموت بسبب العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ، موضحاً أن البنية التحتية لوزارة الشباب والرياضة دُمرت بشكل كامل بسبب العدوان من أندية وملاعب ومكاتب.
- وأشار إلى أن الوزارة وجهت بإعداد احتفال واستقبال خاص ولائق للمنتخب الوطني على المستوى الرسمي والشعبي لما قدموه من انتصار لكافة الشعب اليمني.
- وعلى الرغم من هذا الانتصار، إلا أن النظام السعوديّ يواصل سياسة الاستكبار والبغي، وسيعمل على إعادة هذا الفريق عبر طرق العناء والموت، وفي هذا الجانب يقول نائب وزير الخارجية، حسين العزي: “استثماراً للحظة الصفاء التي صنعتها روحنا الرياضية الجميلة يفترض عودة منتخبنا الوطني عبر مطار صنعاء والحرص على فتحه كلياً وتجنب المزيد من التعقيدات وسياسات العداء والكراهية”.
- ويضيف العزي قائلاً :”تعالوا إلى تجربة جديدة نتبادل فيها بشجاعة الفرسان الرسائل الودية والضرورية للعبور نحو فضاءات السلام وحسن الجوار”.
هزيمة نكراء
ويشير مستشار المجلس السياسي الأعلى، الأستاذ محمد أحمد مفتاح، إلى أنه وبتوجيه من الصهاينة والأمريكان أنفق النظام السعوديّ وحلفائه عشرات المليارات لتمزيق اليمن وزراعة الأحقاد والضغائن بين أبنائه، وفي ليلة واحدة تبين له بأن الشعب اليمني موحد الشعور والمشاعر، وأن عملائه ومرتزِقته لا يعبرون عن حقيقة وواقع الشعب اليمني، وإنما يعبرون فقط عن حقارتهم ودونيتهم وأنانيتهم.
ويزيد مفتاح بالقول :”وجع اليمنيين وقهرهم من غطرسة الجيران كبير بأقصى ما تتسعه كلمة كبير من معاني ولا يستطيعون التعبير عن وجعهم إلا حال فرحتهم، فتنسكب دموعهم بغزارة كما انسكبت دماؤهم وتتمزق مشاعرهم كما تمزقت أشلاؤهم وهذه القصة باختصار.
ويجمع الكثيرون على أن هذه الفرحة الكبرى ما كانت لتحدث لو كان الفوز اليماني على منتخب آخر غير السعوديّ، لكن مملكة العدوان قد أدمت القلوب وأوجعتهم منذ سنوات كثيرة.
ويقول الدكتور يوسف الحاضري: إن هذه الاحتفالات بهذا الزخم تعكس مدى الألم والوجع الذي أحدثه النظام السعوديّ في الشعب اليمني أرضاً وإنساناً خلال سبع سنوات، مما يعطي رسالة لهذا النظام الخبيث أنه لا مكان له على الإطلاق في قلب أي انسان يمني
بالروح بالدم نفديك يا يمن
وتحت هذا الشعار توحد هتاف أبناء الشعب اليمني من المهرة إلى صعدة ومن سيئون إلى حجة وفي عموم محافظات الجمهورية اليمنية، مبتهجين ومسرورين بشكل لن تصفه العبارات بقدر ما عبرت عنه الألعاب النارية وإطلاق الرصاص بمختلف الأعيرة النارية التي غطت سماوات العاصمة صنعاء وكل المدن والقرى والعزل اليمنية، تخللها زغاريد النساء وخروج الأطفال والرجال والشباب إلى الميادين والساحات فوق سياراتهم، رافعين الأعلام اليمنية بشكل عفوي لن يسبق أن تشهده اليمن طوال عقود.
الفرحة الشعبية لم تكن بمعزل عن الفرحة الرسمية التي هنأت المنتخب اليمني والشعب، وكل أحرار شعبنا اليمني بهذا الانتصار الكروي الممهد لانتصار عسكري وسياسي طالما انتظره شعبنا اليمني منذ سنوات.
ويقول المواطن عدنان باوزير، وهو ناشط سياسي من أبناء حضرموت: أول مرة في حياتي أشوف شوارعنا بهذه الفرحة والسعادة، والنساء يزغردن من السطوح، والشوارع مزدحمة بالاحتفالات.. يا رب أنزل على شعبنا الفرح والبهجة بعد طول الحزن والألم.
وخرج المواطنون بشكل عفوي بعد الفوز الثمين إلى ميدان السبعين بصنعاء، ليعبروا عن فرحتهم الكبيرة، وعن شعورهم المتدفق تجاه العدو السعوديّ.
ويقول المواطن حامس القفري وهو في ميدان السبعين مع أهله وأصدقائه يشاركهم الفرحة: “هذا اليوم استثنائي بامتياز في حياة شعبنا اليمني الصامد أمام العدوان الأمريكي السعوديّ منذ سبعة أعوام، وما خروجنا إلى هذا الميدان إلا إشارة سياسية وعسكرية لعل العدو السعوديّ يفهم ويعي ويراجع حساباته بأن شعب الإيمان والحكمة لا يمكن أن تفرقه المصالح والأحزاب السياسية، وأنه مدركٌ بأن عدوه واحد ومن يحتل أرضه وينهب ثرواته وينال من سيادته واستقلاله لا يمكن أن يستمر إلى الأبد”.
ويضيف القفري في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “قلوبنا اليوم تطير فرحاً وتكاد تعانق السماء شموخاً ومجداً وثقة بالله الذي منَّ علينا بهذا النصر الرياضي، الذي سيتبعه وبكل تأكيد نصر على مختلف الأصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية”.
بدوره يهنئ المواطن عبدالله السحاري، الشعب اليمني بهذا الانتصار، كما يهنئ قائد الثورة السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- وكل مجاهدي الجيش واللجان الشعبية على هذا الانتصار، قائلاً: “هذا نصر من الله وفتح مبين”.
ويضيف السحاري في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “كانوا يستضعفونا ويعتبرونا لا شيء ويرمونا بالتخلف ولكن الواقع يثبت لهم أننا أمَّة متحضرة لها تاريخها العريق في مختلف الميادين، وأن من واجهنا عرفنا ومن لم يواجهنا ويعرف بأسنا يجهلنا، وهذا كله بفضل تكاتف وتوحد شعبنا اليمني بكل مكوناته، ونقول للعدوان مهما صعدتم ضدنا وحاولتم النيل منا ومن وحدتنا فلم تجدونا إلا حيثُ تكرهون”.
شعبنا اليمني متعطش للانتصار على العدو السعودي
هذا ما قاله المواطن طه محمد الخزان في حديثه لصحيفة “المسيرة”، أثناء نزولها الميداني إلى ميدان السبعين لتشارك المواطنين فرحتهم وتنقل صوتهم المصر على انتزاع الانتصار على العدو السعوديّ في ميدان المواجهة العسكرية”.
ويقول الخزان: “يحق لشعبنا اليمني أن يخرج وأن يفرح، وأن يحمد الله على نعمة الانتصار التي منَّ بها على شعبنا اليمني في هذه المباراة وفي المواجهات العسكرية منذ بدء العدوان علينا، موضحاً بأن هذه الفرحة غامرة وعشتها مع أصدقائي أثناء المباراة في ثقة عالية بنصر الله، موضحاً أن توحد أبناء الشعب في الخروج للاحتفاء بهذه الفرحة أفشل كل مؤامرات الاعداء التي تحاول النيل منه ومن وحدته الوطنية ومن نسيجه الاجتماعي”.
حماس كبير يقودنا نحو الجبهات
شعيب اليافعي وهو على متن الحافلة التي نقلت المحتفلين إلى ميدان السبعين مجاناً يصف هذه الفرحة العظيمة التي لا تقدر بثمن بأنها تحفيز إضافي يقود شعبنا اليمني نحو ميادين الجهاد وميادين الشرف والبطولة لتحقيق النصر الأكبر والأهم على العدو الأمريكي السعوديّ، كما هو حافز على أهمية توحيد الصفوف ووحدة الكلمة لتحرير الأراضي اليمنية من قوى الغزو والاحتلال”.
ويقول اليافعي: “لو يعلم المجاهدون بهذا الفوز لقفزوا إلى الأمام نحو التقدم وخوض مواجهات أكثر شراسة، ولتم تحرير مناطق واسعة في غضون أيام قليلة”.
من ناحيته يقول حميد منصور القطواني، معبراً عن الفرحة: “هذا الحدث كشف أنه ما من موقف شعبي ضد الوطن والهوية، بل هناك عدو خارجي يوظف أدوات لافتعال صراعات واختلاق عداوات, بتفخيخ التباين والتنوع اليمني, وتسميم العواطف بالكراهية وتحريض اليمنيين ضد بعضهم, واستغلال مساحة من سوء الفهم, لصنع هوة في جسور التواصل والتلاقي بين اليمنيين.
ويقول الناشط الاعلامي عبدالله مفضل: إن هذا الجيل هو الذي كسر حاجز العجز والمستحيل، فقد استطاع أن يحصد أول بطولة في تاريخ اليمن، واستطاع أن يؤدب السعودية عسكرياً لأول مرة في تاريخ اليمن، رغم فارق الإمكانيات في الحالتين.
ولم يقتصر الخروج الجماهيري على العاصمة صنعاء، فقد خرج اليمنيون في كافة المحافظات وخاصة المحتلة.
الآلاف من قلب المعلا بمدينة عدن هتفوا بشعار “بالروح بالدم نفديك يا يمن”، فيما كانت مليشيات الاحتلال تطلق عليهم النار، وتعتقل عدداً من المتظاهرين بسبب هذا الشعار.
ويرى مراقبون أن ما حدث من فرحة وحدت اليمنيين هو استفتاء شعبي، حيث سمع العالم صوت اليمنيين من صنعاء إلى عدن، إلى تعز ومأرب وحضرموت، وكل القرى والجبال، والشجر والحجر هتفت لليمن الواحد، وأسقط الشعب كل مشاريع الغزاة والمحتلين ومرتزِقتهم، لتقول: “اليمن لكل اليمنيين”.
مباركات خارجية
وعبر عدد من الإعلاميين والناشطين السياسيين العرب عن تضامنهم مع اليمنيين، وفرحتهم الاستثنائية بالفوز على المنتخب السعوديّ.
وقال البرلماني والناشط السياسي والإعلامي الدكتور عبدالحميد دشتي: “مبروك يا رجال، مبروك أشبال اليمن، مبروك شعب اليمن، مبروك يا دشتي بردوا كبدك”.
أما زينب عواضه من فلسطين المحتلة فقالت: “من قلب الحصار والجراح والوجع تطل هذه الفرحة.. هم أبطال كل الميادين شعب اليمن يستحق الحياة، عزيز يا يمن”.
بدوره قال عبد الباري عطوان: “مبروك للأهل في اليمن هذا الفوز الكبير لفريقهم الكروي للناشئين الذي ينطوي على معانٍ وتوقيت على درجة عالية من الأهمية، فمن حق الشعب الصامد تحت الحصار والقصف أن يفرح ويتوحد خلف هذا الانجاز الرياضي الكبير.. أيام العز والنهوض اليمنية، الإمبراطورية قادمة بأذن الله والأيام بيننا.. ألف مبروك”.