صنعاء تودّع اللواءَ المناضل صالح الوهبي
في موكب جنائزي مهيب لجثمان الفقيد بحضور عدد من مسؤولي الدولة:
المسيرة: خاص
في موكِبٍ جنائزي مهيبٍ بحضور العديد من قيادات الدولة، شيَّعت العاصمةُ صنعاءُ، أمس الجمعة، جُثمانَ فقيد الوطن والقوات المسلحة اللواء المناضل صالح بن صالح الوهبي –قائد كتائب الوهبي– الذي وافاه الأجل بعد حياة حافلة بالعطاء في خدمة الوطن.
وخلال مراسيم التشييع التي تقدمها عضوُ المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي ورئيس المحكمة العليا القاضي عصام السماوي والنائب العام القاضي محمد الديلمي ووزراء التعليم العالي حسين حازب والإرشاد نجيب العجي والدولة نبيه أبو نشطان ومحافظا مأرب علي محمد طعيمان والمحويت حنين قطينة، أشاد المشيعون بمناقب الفقيد وأدوارِه ومواقفِه الوطنية الشجاعة خلال مسيرة حياته.
وأشاروا إلى أن الوطنَ خسر برحيل اللواء الوهبي واحداً من الشخصيات الوطنية المخلصة وقائداً عسكريًّا شجاعاً عُرف بمواقفه وصلابتِه في مختلف المواقف وفي تنفيذ كافة المهام التي أسندت إليه.
وأُقيمت مراسيمُ التشييع لجثمان الفقيد بعد الصلاة عليه في جامع الشعبِ بأمانة العاصمة عقب صلاة الجمعة، حَيثُ سار موكب التشييع بجثمان الفقيد الذي حمل على عَرَبَةٍ عسكرية مكشوفة تتقدمه كوكبةٌ من قادة وضباط وافراد القوات المسلحة وحرس الشرف وسرايا رمزية من طلبة الكلية الحربية، فيما كانت الموسيقى العسكرية تعزفُ المقطوعات الجنائزية المعتادة.
وفي ختام مراسم التشييع بحضور نائب وزير الداخلية اللواء عبدالمجيد المرتضى ومساعدَي وزير الدفاع للموارد البشرية اللواء الركن علي الكحلاني والتكنولوجيا اللواء الركن أبو بكر الغزالي وعدد من القيادات العسكرية والأمنية والشخصيات السياسية الاجتماعية وأهالي وأقارب الفقيد، وقف الجميعُ دقيقةً لقراءة الفاتحة ووداع جثمان الفقيد بالسلام الجمهوري.
فيما تم نقل جثمان الفقيد الوهبي ليتم مواراته الثرى في مسقط رأسه بمحافظة البيضاء.
وبرحيل اللواء الوهبي خسرت اليمن أحد أبرز القيادات العسكرية المناضلة التي أثبتت حضورها في مرحلة العدوان على اليمن حَيثُ كان يعمل قائداً لكتائب الوهبي في محافظة البيضاء، والتي خاضت – وتخوض – العديد من المعارك البطولية في مواجهة قوى الغزة والاحتلال والعدوان الأمريكية السعوديّة الإماراتية.
مثالٌ للقائد الناجح المخلص:
وفي السياق، أشاد الرئيس المشاط بمناقب الفقيد الوطنية، حَيثُ كان من أبرز القيادات التي عملت خلال مسيرة حياتهم بإخلاص وتفانٍ، في خدمة المجتمع وإصلاح ذات البين.
وأشَارَ الرئيس المشاط في برقية العزاء التي بعثها إلى نجل الفقيد الشيخ ناجي بن صالح الوهبي وإخوانه وكافة أسرته وأبناء ومشايخ وقبائل محافظة البيضاء عامة، إلى أدوار الفقيد الوهبي مع أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في تحرير محافظة البيضاء من عناصر القاعدة وداعش، حَيثُ قدّم أحدَ أبنائه شهيداً في الدفاع عن الأرض والعرض.
ولفت رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى أن الفقيد الوهبي، كان مثالاً للقائد الناجح في تنفيذ كُـلّ ما أسند إليه من مهام في جميع المناصب التي تقلدّها وآخرها قائداً لكتائب الوهبي بمحافظة البيضاء.
وأكّـد أنه برحيلِ اللواء صالح الوهبي خسر الوطنُ والقوات المسلحة أحدَ أبرز القادة المخلصين المدافعين عن اليمن وسيادته واستقلاله.
وعبّر الرئيس المشاط عن صادق العزاء وعميق المواساة لنجل الفقيد وإخوانه وأسرته وكافة مشايخ قبيلة الوهبي خَاصَّة وأبناء محافظة البيضاء واليمن عامة في هذا المصاب.
بدورهما، أكّـدَ عضوا المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي واللواء مبارك المشن الزايدي، أن الفقيد المناضل الوهبي كان متميزا في عمله ومهامه الوطنية في القوات المسلحة التي تقلّد فيها خلال الفترة الأخيرة من حياته منصب قائد كتائب الوهبي بمحافظة البيضاء.
وأشارا في برقيتي عزاء منفصلتين بعثاها إلى أبناء وأسرة وقبيلة الفقيد، إلى الأدوار الوطنية التي توج بها الفقيد الوهبي مسيرته في الدفاع عن الأرض والوطن والمبادئ، ومساندته لأبطال الجيش واللجان طيلة المعارك التي خاضوها في البيضاء حتى تحرير كامل جغرافيتها من جافل العناصر التكفيرية الإجرامية المسماة “داعش والقاعدة” التابعة للاستخبارات الأمريكية.
ولفتوا إلى أن رحيلَ الوهبي يعد خسارة على الوطن والقوات المسلحة، داعين كتائب الوهبي إلى مواصلة العمل الجهادي الوطني في التصدي للعدوان وأدواته والسيرة على خطى الفقيد.
بصماتٌ مجتمعية وعسكرية وأمنية عريضة تعكسُ النضال:
من جهتهما، نوّه رئيسا مجلسَي الوزراء والشورى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور واللواء محمد حسين العيدروس، إلى البصماتِ العريضة التي تركها الفقيدُ اللواء الوهبي على مساء التصدي للعدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم.
وأشارا إلى الإسهامات الوطنية والاجتماعية ومواقفه الشجاعة في الوقوف مع الجيش واللجان الشعبيّة لتحرير البيضاء من العناصر القاعدية والداعشية، مشيدين بمناقب الفقيد الوهبي ودماثة أخلاقة ومواقفه المشرِّفة في مناهضة العدوان الأمريكي السعوديّ وإسهاماته المجتمعية المشهودة.
ونوّها في برقياتِ العزاء التي بعثوها، إلى النشاط الاجتماعي والسعي في فعل الخير ولَمِّ الشمل وإحلال السلم والاستقرار التي مارسها اللواء الراحل طيلة حياته النضالية، معتبرين رحيلَه خسارةً على الوطن عُمُـومًا والقوات المسلحة بشكل خاص.
وعلى صعيد متصل، نعت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة والسلطة المحلية بالبيضاء في بيانات نعي منفصلة، الفقيد الوهبي، مشيدةً بمناقب الفقيد الوهبي في مختلف مراحل النضال الوطني، حَيثُ عمل بإخلاص وتفانٍ في خدمة أبناء قبيلته ومحافظة البيضاء بصورة عامة.
وأشَارَت بيانات النعي إلى موقف الفقيد المشرف في مساندة الجيش واللجان الشعبيّة واستمرار رفد الجبهات في مواجهة العدوان وأدواته وكسر زحوفاته في جبهة قانية ومختلف الجبهات حتى تحرير مديريات محافظة البيضاء من مرتزِقة العدوان والعناصر التكفيرية.
وثمنت تضحيات اللواء الوهبي في تقديم قوافل من الشهداء، بينهم أحدُ أبنائه وآخرون من أسرته والعشرات من قبيلته وكتائب الوهبي، فضلاً عن حضوره المشرف في مختلف الجبهات بالمحافظة وبقية المحافظات دفاعاً عن الوطن وسيادته واستقلاله.
وأشَارَت بيانات النعي إلى أدوار الفقيد الوهبي وإسهاماته في حَـلّ القضايا وإصلاح ذات البين وتعزيز تماسك الجبهة الداخلية.
وكان اللواء الوهبي قد رحل إلى جوار ربه، الأربعاءَ الماضيَ، جراء مرض عضال ألمَّ به، بعد مسيرة حافلة بالعطاء، حَيثُ قاد مجاميعَ عسكرية عُرفت بـ”كتائب الوهبي” وسجلت مشاركات بارزة وبطولية في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ، ليمثل رحيلُه خسارةً على القوات المسلحة، وهو ما أكّـدته الدفاعُ والأركانُ وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة التي كانت على تنسيق مُستمرّ ودائم مع كتائب الوهبي.
