محاولة استغلال مغادرة السفير الإيراني تتحول إلى فضيحة للعدوان.. سقوط مبرّرات الحصار
– عبد السلام: طائرة عراقية نقلت السفير من صنعاء وفق تفاهمات سعوديّة إيرانية
– الحوثي: الأمم المتحدة فشلت كوسيط إنساني ودعايات العدوّ أصبحت مفضوحة
المسيرة | خاص
تحوّلت محاولةُ تحالف العدوان لاستثمارِ خبر مغادرة السفير الإيراني لدى اليمن، حسن إيرلو، إلى فضيحة للنظام السعوديّ بعد أن وضحت صنعاء كواليس السماح بنقل السفير من صنعاء، حَيثُ انكشف مجدّدًا استخدام الرياض للحصار الجائر المفروض على اليمن كورقة دبلوماسية وسياسية، بعيدًا عن كُـلّ الدعايات والمبرّرات التي تحاول ترويجها.
تحالف العدوان كان قد حاول استغلال خبر مغادرة السفير الإيراني من صنعاء وتوظيفه في إطار حملة تضليل جديدة تزعم أن هناك خلافات بين صنعاء وطهران.
لكن هذه الحملة سرعان ما انقلبت عكسيًّا، بعد أن قام رئيسُ الوفد الوطني، ناطق أنصار الله، بتوضيح كواليس مغادرة “إيرلو”، حَيثُ كشف عبد السلام أن: “تفاهُمًا إيرانيًّا سعوديًّا عبر بغداد تم بموجبه نقل السفير الإيراني بصنعاء على متن طائرة عراقية وذلك لظروفه الصحية”، وَأَضَـافَ أن “ما يرد في وسائل الإعلام من روايات وتكهنات هي عارية عن الصحة”.
في السياق نفسه، قال عضو الوفد الوطني عبد الملك العجري: إن “مغادرة السفير الإيراني بلادنا جاءت لأسباب صحية محضة ولا علاقة لها بخلافات مع أصدقائنا الإيرانيين كما زعمت وسائل إعلام أجنبية”، في إشارة إلى صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية التي كانت قد حاولت توظيفَ خبر مغادرة السفير بشكل مضلل.
توضيحُ صنعاء لم ينسف فقط حملةَ التضليل السعوديّة – الأمريكية حول وضع العلاقات اليمنية الإيرانية، بل وضع الرياضَ ورُعاتِها في موقفٍ محرج بخصوص الدعايات التي يروجونها منذ سنوات لتبرير العدوان والحصار.
وعلّق عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، في هذا السياق قائلاً: إن “دول العدوان الأمريكي البريطاني السعوديّ الإماراتي وحلفاءه سمحت بخروج السفير الإيراني من مطار صنعاء مع أنها تزعم محاربة إيران، وفي الوقت نفسه تمنع سفر اليمنيين وعلى رأسهم المرضى ذوو الحالات الإنسانية، وتزعم أنها تحمي اليمنيين!”.
وأضاف: “إنها رسالة لكل يمني تفضح مبرّرات استمرار العدوان والحصار الأمريكي البريطاني السعوديّ”.
يشار إلى أن الرياض وطهران تجريان محادثات منذ أشهر بوساطة عراقية، وقد حاولت السعوديّة استغلال هذه المحادثات للتأثير على مجريات الواقع في اليمن، لكنها اصطدمت بحقيقة استقلال القرار العسكري والسياسي في صنعاء بشكل كامل، وفي نفس الوقت فضحت بنفسها زيف وسقوط دعايات “مواجهة إيران” التي ترفعها منذ سنوات لتبرير قتل اليمنيين وحصارهم وتجويعهم.
وخاطب عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي دولةَ العراق في تغريدة على تويتر جاء فيها: “الإخوة الأشقاء العراقيون: كانت الأمم المتحدة التزمت بتسيير رحلات لعلاج المرضى اليمنيين ولكنها فشلت إلا بخروج رحلة واحدة، فقلنا تؤهل مشافيَ اليمن بالمبالغ المرصودة ولم تقبل، فنتمنى بعد نجاحِكم بنقل السفير، القيامَ بدور الوسيط الإنساني لإخراج المرضى، فنحن لا نمانع أي دور محايد لدول عربية أَو لإحلال السلام”.
ويوجّه هذا الخطاب رسائلَ محرجةً للأمم المتحدة ولدول العدوان وللمجتمع الدولي، مفادُها أن مبرّرات الحصار الجائر المفروض على البلد قد انكشفت بشكل فاضح، وبات جليًّا أن تحالف العدوان يستخدم الحصار كورقة تفاوضية ليس لابتزاز صنعاء فحسب بل أَيْـضاً لتحقيق تفاهمات مع إيران التي يزعم مواجهتها في اليمن، الأمر الذي يجعل استمرار الحصار فضيحة إنسانية وسياسية لـ”التحالف” ورعاته وللمنظومة الأممية المتماهية معهم.
وأثار ما كشفته صنعاء حول سماح السعوديّة بمغادرة السفير الإيراني موجة تندر وسخرية بين النشطاء إزاء الشائعات التي يبثها إعلام تحالف العدوان منذ مدة والتي يزعم فيها أن السفير كان يقود معارك مأرب ضد قوات السعوديّة ومرتزِقتها.
وهاجم نشطاء موالون للعدوان حكومة المرتزِقة على خلفية التفاهمات السعوديّة مع إيران، مؤكّـدين أن هذه الواقعة أكّـدت بشكل قاطع أن الفارّ هادي وسلطته لا قيمة لهم في المعادلات الدبلوماسية، وأن النظام السعوديّ استخدمهم كأدوات رخيصة لترويج شائعات مثل “تهريب السفير الإيراني إلى صنعاء”، بينما يتفاهم هو مع طهران لنقل السفير بصورة رسمية وَنفس في الوقت الذي يتم فيه منع اليمنيين من السفر تحت مبرّر مواجهة إيران!
من جهة أُخرى، عبّرت مزاعمُ الإعلام السعوديّ والأمريكي عن وجود خلافات بين صنعاء وطهران، عن إفلاس وعجز كبيرَين لدى الرياض وواشنطن في مواجهة خُطَى صنعاء ونجاحاتها الثابتة في كسر العُزلة الدبلوماسية التي حاول العدوان فرضَها، والتي ما زالت الولاياتُ المتحدة تهدّدُ صنعاءَ بها في إطار محاولات الابتزاز المُستمرّة.