رسالةٌ للألباب الواعية في الذكرى المباركة
هنادي محمد
• من مقام الشهداء، ومن مقام أسرهم العُظماءِ الذين شاركوا شُهداءَهم في بناء لَبِنَاتِ الدين وبُنيانه، وفي مناسبتهم الخالدة التي لا تذكرنا بهم فحسب، وإنّما تَشُدُّ من عزائمنا وهِمَمِنا وتشحنُ أرواحَنا بوقود الإيمان، وتجدد روحيةَ الجهاد والعطاء والتضحية والفداء، أتوجّـهُ برسالةٍ عامةٍ للجميع قيادةً وشعبًا، أقول فيها:
الشهداءُ قد ربحوا وفازوا الفوزَ العظيمَ في تجارتهم مع الله، ونالوا المكسبَ الشّخصي الذي لا يساويه مكسبٌ مهما بلغ، سواءً ماديًّا أَو معنويًّا، ألا وهوَ الشَّهادةُ في سبيلِ الله، فأدخل الشهيدُ نفسَه في عِدادِ الأحياء السعداء الذين قال الله -جلَّ شأنُهُ- في محكم كتابه: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [سورة آل عمران 169]، واختار بكاملِ إرادِتهِ ووعيه الصحيحِ طريقًا منتهاها هذا المصيرُ المضمونُ في الدنيا والآخرة.
وكما يُقَال بعامّية القول: ”الدور الباقي عليكم“، أسألوا أنفسَكم أين أنتم من تضحية هؤلاء الأطهار، وأي رقم تشكلون من بعدهم، وما مدى عطائكم مقابل عطائِهم، وهل قابلتم وفاءهم لكم وللوطن بالوفاء لمنهجهم ومبادئهم ولأسرهم، الأمانة التي تركوها في أعناقكم؟!.
والكثير الكثير من التساؤلات، تكفلوا بالإجَابَة عنها، وقبل ذلك اعقدوا النيةَ الصادقةَ على أن لا يشوبَ إجابتَكم طابعُ التزكيّة للنَّفس عن التقصير أَو العُجب في الموقف القائم لتكونَ إجَابَةً خالصةً من المبرّرات.
واعلموا علمَ اليقين أن الشهداءَ حاضرون بينكم، ينظرونكم بأعينِهم، ويرقبونكم بأرواحِهم وأفئدتهم، فكونوا عند حُسنِ ظَنِّهم بكم، ولا تميلوا وتحيدوا فتوقعوا أنفسَكم في حفرة الخُسران المبين.
والعاقبـة للمتّقيـن.