رجالٌ صدَقوا
نوال أحمد
عندما يكون الحديثُ عن رجال الله فَـإنَّنا نتحدَّثُ عن الإيمان والولَاء، عن الصدق والوفاء، هو حديثٌ عن البذل والعطاء، عن التضحية والفداء، وَنجد أنه من الصعب أن نكتُبَ عن الشهداء العظماء وعن المجاهدين الشجعان الأوفياء، صعبٌ أن نكتُبَ عن تضحياتهم وَعطائهم وتفانيهم في سبيل الله؛ لأَنَّنا مهما سطّرنا من أحرُفٍ ومهما كتبنا من كلمات فَـإنَّنا لن نوفيَهم حقَّهم وَلن نصل إلى مستوى عظيم ما قدموه وما بذلوه في سبيل الله وما صنعوه للأُمَّـة من عزة وكرامة ومجد وانتصار، فالعز والمجد ليس بأحرف تُسطَّر على الأوراق إنما مواقفُ تاريخية وخالدة تُكتب بأزكى وأطهر الدماء.
إنهم رجالٌ عظماءُ ورموزُ الإيثار والإحسان والوفاء، ومدرسةٌ في الإيمان وَالأخلاق والإنسانية والفداء.
رجالٌ آمنوا وجاهدوا وصدقوا، ضحَّوا وبذلوا أرواحَهم فداءً للدين والوطن، لم يتهاونوا ولم يبخلوا في سبيلِ الله، باعوا أنفسهم لله رب العالمين.
رجالٌ تركوا الدنيا وكل ما يملكون وَدخلوا في تجارةٍ رابحةٍ مع الله سبحانَه وتعالى، جعلوا من متارسهم منازلَ لهم وكانوا لها حُماة أُمناءَ صانوا الأرضَ وحفظوا الكرامة، رسموا من دمائهم الزكية لوحةً من العزة والكرامة والمجد والفخار جسدت بطولاتهم ومواقفهم العظيمة والصادقة والمشرفة.
رجالٌ كتبوا بدمائهم أعظمَ الانتصارات، وسجّلوا بثباتهم أروعَ الملاحم الأُسطورية التي سيحملُها الزمنُ للأجيال القادمة التي ستحكي بكل فخر واعتزاز عنهم وعَمَّا سطَّروه من مواقفَ وبطولات تاريخية خالدة.
هم رجالُ الله من آمنوا وصدقوا وجاهدوا وثبتوا عاهدوا وأوفوا، طبَّقوا شرعيةَ الله في الأرض، وساروا على صراطِه ومنهاجِه، جسَّدوا كُـلَّ مَعَاني القيم الإنسانية والإيمانية والأخلاقية، ثبتوا في ساحات المعارك لم يعرفوا الخوفَ ولا التردّد، حملوا سلاحَ الإيمان في قلوبهم وسلاحَ الدفاع عن الوطن في أيديهم، تحمَّلوا المصاعِبَ والمتاعِبَ لم يبالوا بحرارة صيفٍ ولا ببرد شتاء وَتحملوا كُـلّ أنواع المشقة والعناء، وكل ذلك في سبيل الله؛ طمعاً في رضا الله؛ وطلباً للجنة التي وُعِدوا بها ممن لا يُخلِفُ وعدَه.
هم الرجال الذين صنعوا المتغيرات وبتضحياتهم ظهرت الحقائق وتجلت الآيات وبفضل الله تعالى وَبفضل دمائهم الطاهرة تحقّقت الكثير من الانتصارات، فمن أراد أن ينظر إلى التاريخ المشرق والمملوء بأروع صور الفداء والإباء، وأجمل مشاهد الصبر وَالوفاء في سبيل الله فسوف يتجلى له ذلك في مَن قضى شهيداً وفي من ينتظر منهم من أبنائنا وَرجالنا المجاهدين وما بدّلوا تبديلا.