الأوضاع في القدس والضفة الغربية المحتلّة على حافة الانفجار
استشهاد مسنّة فلسطينية دهسها مستوطنٌ على طريق رام الله نابلس
المسيرة / متابعة خَاصَّة
تعيشُ القدسُ الشريف والضفةُ الغربية المحتلّتان عُمُـومًا حالةً من تأجيج وتصاعد العمل المقاوم الفردي ومن التوترات المرعبة بالنسبة لكيان الاحتلال منذ العملية الفدائية الأولى للشهيد الفتى عمر أبو عصب في القدس المحتلّة والتي أسفرت عن طعنِ وإصابةِ جنديين للاحتلال، وكانت العملية فاتحةً لسلسلة من العمليات الأُخرى، وذلك في ظل تزايُدِ اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين بحق الفلسطينيين وعودة التهويد إلى الأحياء، ومشاريع الاستيطان المختلفة.
حيث سجّل لصباح يوم أمس الجمعة، فقط، استشهاد السيدة غدير الفقهاء (63) عاماً إثر تعرضها للدهس من قبل مستوطن فر بعد ارتكاب جريمته، على الشارع الرئيسي قرب البلدة، بينما كانت تنتظر مع زوجها سيارة تقلهما إلى مدينة نابلس، حسب بيان صادر عن بلدية سنجل، كما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي على المتظاهرين في جبل صبيح في مدينة بيتا في نابلس وسجل الهلال الأحمر الفلسطيني (53) إصابة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في محافظة نابلس، واعتدى مستوطنون على شاب في وادي قانا في بين سلفيت وقلقيلية وسط الضفة المحتلّة.
وأفَادت مصادر فلسطينية، بأن قوات الاحتلال انتشرت بشكل مكثّـف على مداخل بلدة برقة بقضاء نابلس، تزامناً مع احتشاد عشرات الشبان داخل البلدة نصرة لسكانها ووقوفاً إلى جانبهم لصد اعتداءات المستوطنين، وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع خلال المواجهات المندلعة مع الشبان، ما أَدَّى إلى وقوع حالات اختناق، كما هاجم مستوطنون، مركباتِ المواطنين على طريق جنين في نابلس بالحجارة، حَيثُ تسلّلوا من مستوطنة “حومش” المخلاة، ما أَدَّى لتضرر عدد من السيارات، كما أُصيب 6 فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بالاختناق، بعد ظهر أمس الجمعة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية.
بالإضافة إلى حالة الغضب الشعبيّة الفلسطينية والإسناد عبر الوقفات خَاصَّة أمام مراكز الصليب الأحمر في مناطق الضفة رفضاً واحتاجاً على هجمات مصلحة السجون الصهيونية بحق الأسرى والأسيرات وخَاصَّة الهجمة الشرسة منذ أَيَّـام على اسيرات سجن “الدامون”، حَيثُ اعتدى عليهم الاحتلال بالضرب بما يخدش كرامتهنّ وتضييق ظروف الاعتقال عليهنّ، وكذلك نصرة للأسير هشام أبو هواش الذي يخوض معركة الأمعاء الخاوية منذ 130 يوماً رفضاً لاعتقاله الإداري.
وعن حالات المقاومة فيؤكّـد المتحدّث باسم حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية طارق عز الدين في تصريحاتٍ صحفية بالقول: “إن الأوضاع في الضفة الغربية والقدس توصف بالثورة والتمرّد ضد قوات الاحتلال وإنها على حافة الانفجار، حَيثُ إن تصاعد العمليات التي وصلت إلى أكثر من 9 في فترة شهر تدلّل على أن روح المقاومة حاضرة لدى الشباب الفلسطيني بوجه كُـلّ اعتداءات الاحتلال وحملات الاعتقال التي ينفذها”.
ويضيف عز الدين: أن “عملية حومش نقلة نوعية في التكتيك العملي للأفراد والشباب ويدّلل على تطوّر مستوى المقاومة وأن ما يندلع حَـاليًّا لن يخمد”.
من جهته، قال يوسف الحساينة خلال لقاء سياسي نظمه الاتّحاد الإسلامي في النقابات برفح، بعنوان “مستقبل المقاومة في الضفة المحتلّة آفاق وتحديات”: إن المقاومة في الضفة الغربية تشكل تهديداً استراتيجياً على الاحتلال الإسرائيلي”.
وبيّن أن “العمل المقاوم في الضفة الغربية المتمثل في كتيبة جنين والأسرى وعمليات نابلس والقدس التي شاهدناها في الآونة الأخيرة، يشكل نقاطاً جديدة لصالح فكرة ومشروع تراكم المقاومة في الضفة”.
وأوضح الحساسنة أن “معركة سيف القدس، التي خاضتها المقاومة دفاعاً، عن القدس تركت آثاراً عميقة في نفوس أبناء شعبنا في الضفة والقدس والداخل المحتلّ، وهو ما نلمسه اليوم من تصاعد لعمليات المقاومة”.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي: “إن الرهانَ على تسكين جبهة الضفة والقدس، سيفشل أمام إصرار شعبنا وقواه الحية، والجماهير التي تؤمن بمشروع المقاومة، والتي ستتجاوز اتّفاق أوسلو وآثاره الكارثية”.
في المقابل لم يغب القلق والارتباك الصهيوني عن المشهد في الضفة والقدس المحتلّة، حَيثُ تشير الأوساط الصهيونية أن موجةَ العمليات الحالية هي إمْكَانيةٌ كامنةٌ لنشوب انتفاضة شعبيّة، ويوجد في الضفة الغربية ما يكفي من الوسائل القتالية، كما لا استراتيجية واضحة للاحتلال في تلك المنطقة، غير “القرار الجديد” لدى جيش الاحتلال الذي يزعم “تعليمات فتح النار، بحيث يكون ممكنا إطلاق النار على من يرشق بحجارة على قواتنا في الضفة الغربية”، لكن أوساط التحليل الصهيونية تشير إلى أن هذا القرار “سيعقّد الأمور أكثرَ”.