الشهداءُ هم صناعُ النصر والعزة

أصيل نايف حيدان

في الذكرى السنوية للشهيد نستلهمُ من الشهداء العزة والصمود والصبر، وعندما نأتي لمراجعة سيرة الشهيد أي شهيد، نرى أنه كان مميزاً في أوساط المجتمع، من حَيثُ الأخلاق والإيمان الذي فيه، والدليل على أنه مميز هو اصطفاء الله له وتكريمه بالشهادة في سبيل الله التي ينتقل الشهيد من حياة الدنيا إلى الحياة الأُخرى والأجمل، وحيث قد قال الله في كتابه الكريم: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”، الشهداءُ أحياءٌ عند ربهم ولكن لا نشعر بذلك..

البعض يحزن عندما يستشهد أحد المقربين له، والأصح والواجب عليه هو أن يسعد؛ لأَنَّ الله كرم هذا الشخص المقرب له، وأبلاه بلاءً حسناً وأختاره من بين من هم بجانبه.

وعندما نرى تضحيات الشهداء وصبر المجاهدين نلاحظ أن الله يثمر نصراً عظيماً يفرح قلوب المجاهدين نتيجة تلك التضحيات والصبر.

وإذا أردنا أن نحصّن مجتمعنا من مؤامرات الأعداء يجب علينا نشرُ ثقافة الجهاد والاستشهاد، فلولا الله وَالثقافة القرآنية وَقيادتنا الربانية لكان الأمريكان والصهاينة يعبثون في بلدنا كما عبثوا في العراق، ولكن إرادَة الله وإرادَة هذا الشعب العظيم وقيادته كانت أقوى وتغلبت على كُـلّ تلك المؤامرات الخبيثة، وكانت هذه الأُمَّــة خير أُمَّـة؛ لأَنَّها عشقت الشهادةَ غيرَ سائر الأمم، والأمة التي تعشق الشهادة لا يمكن أن يبقى في يد أعدائها أي شيء يمكن أن يخيفَها؛ لأَنَّهم توكلوا على الله ووثقوا به وانطلقوا مجاهدين حاملين أكفانَهم على أكفهم راجين من الله النصر أَو الشهادة.

الجهاد في سبيل الله ليس فيه أية خسارة، وإنما الربح ويعتبر عطاءً يقابله الله بعطاء الشهادة في سبيل الله، وكلما كان الجهاد متعباً كلما كان أجره أعظم ونتائجه أضخم، ولا يعلم بالمشاق ولا يحس بالمعاناة التي يعاني منها المجاهدين إلا من شاركهم تلك اللحظات التي لا تنسى والتي تعتبر في سبيل الله راحة وطمأنينة بدلاً عن المشقة والعناء.

يظل الشهداء يرعبون الأعداءَ حتى في استشهادهم، فعلى سبيل المثال عند تشييعهم بمواكب ضخمة وحشود حيدرية كبيرة نرى كيف هو حماس الحاضرين في ذلك التشييع، ونرى بعد استشهاد ذلك المجاهد كيف ينطلق المجاهدون من كُـلّ صوب وفوج ليسيروا على درب ذاك الشهيد الذي نال التكريم الإلهي وارتقى إلى ربه.