روحُ العطاء
إيمان قصيلة
من رحم القيم والشجاعة وجِدوا، حملوا معانِ الإباء والإيثار والتضحية في نبضات قلوبهم، ولِدوا إلى الدنيا بأرواح مكتظة بالإخلاص والإحسان والشجاعة، فهل هُناك من يحمل كُـلّ تلك الصفات حقاً، هل هم بشر أم ملائكة على الأرض؟
إنهم الشهداء من بذلوا أرواحهم وما يملكون فداءً لله وفي سبيل الله، ولِدوا من رحم العطاء ففاح عطر تضحياتهم بقوة وثبات، واجهوا الأعداء قاتلوا الضالين المستكبرين بشجاعة وعزة الإيمان، صدقوا مع الله في انتمائهم إلى دينه وحب السير على منهجه وتطبيق آياته، وقفوا أمام الكفر والطغيان ليحيوا فيها جهاداً في سبيله ليتقبل الله أرواحهم ويجعلهم فرحين مستبشرين إلى جانب الأنبياء والصالحين، فأية كرامة كرمِوا بها وأية حياة ارتفعوا إليها هنيئاً لهم هذا الوسام العظيم.
الشهداء هم الذين صدقوا فتقبل الله عهودهم، من قابل الله عطائهم بعطاء عظيم، فهم الذين قدموا الكثير في سبيل الله ومن تركوا خلفهم أسرهم دون أن يحبط أعمالهم شيء، لم يفكروا سوى بإرضاء الله، نعم إنهم من رسموا الطريق الذي سيوصلهم إلى الجنة في نصرة المستضعفين ودفع الظلم ومقاتلة الطغاة، إن دماءهم هي من أثمرت نصراً وعزاً وقوة لبلادنا وشعبنا وأمتنا، فسلام عليهم أُولئك العظماء.
أسودٌ في جبهات القتال، رحُماء لبعضهم أشداء على الكفار، كذلك صلابة قلوبهم في متارس القتال ورقة أعمالهم في معاملة إخوتهم في الجهاد، كانت نعم الدليل على حكمتهم التي مُنحت إلى عقولهم من خالق الكون، عملوا بجد وتمنوا الشهادة، فاصطفاهم الله شهداء، هنيئاً لهم فقد استحقوا تلك المنزلة العظيمة.