قصفٌ عدواني بدوافعَ يائسة
سند الصيادي
كما يقول المَثَلُ الشعبي اليمني “إذَا قدك رايح كثّرت الفضايح”، هذا المَثَلُ ينطبِقُ على الحالة السعوديّة الراهنة اليوم في مسارِ عدوانها على اليمن، مع قليل من التعديل للمثَل ليتناغمَ مع حالة اليأس والفشل التي بات يعيشُها هذا النظام في اليمن، وشعوره المتصاعد بأن أحلامَ الهيمنة على هذا الشعب باتت مستحيلةً، وبأن أوانَ الرحيل قد اقترب، بعد أن بدا له أن اليمنَ لم تعد ذلك الملعبَ المهيَّأ وَالمريح الذي ظل يمارسُ فيه ألاعيبَه العبثية عقوداً طويلة، بعد ثورة شعبيّة أعادت حرثَ هذه الأرض ورمت بحصاها المنبطحة خارجَ الأسوار، وبعد سبع سنين عجاف حاول فيها النظامُ السعوديّ ومن خلفه أسيادُه كبحَ هذه الصحوة اليمانية بكل الأدوات والأساليب، إلَّا أنها لم تغيّر من حالة الاستعصاء اليمنية المتصاعدة نحو اجتثاث الأطماع والأحلام الخارجية في البلد.
اليوم وبعد ما يقارب السبعة أعوام من الصمود اليماني، ينتقلُ السعوديّ والأمريكي إلى منحًى جديدٍ في عدوانهم على اليمن وشعبها، دوافعُه زيادةُ الكلفة وَعنوانُه الأولُ الانتقامُ وَإغراقُ الشعب الثائر بالمنهكات التي تطيل أمد البناء ومداواة الضرر، وَتُشغِلُه عن المزيد من الانتصارات الداخلية والخارجية، تجسَّدَ هذا التوجُّـهُ العدائي بالمزيد من تركيز القصف والتدمير على مختلف البُنَى التحتية المدنية، وبشكل أثار استغرابَ حتى الواقفين في مربع الحياد، وبدا للجميع أن العدوَّ يكذِبُ وَلم يعد بإمْكَانه تمريرُ المزيد من الحُجَج أَو حشد المزيد من المبرّرات والذرائع الكاذبة لما يرتكبُه من جرائم.
بالمقابل تزدادُ الإرادَةُ الشعبيّةُ اليمنية نُضجاً بأهميّة المواجهة واستمرارها وتعزيزها بكل الدعم البشري والمادي، وَالهدف الوصولُ إلى الأهداف المشروعة وَوضعُ حدٍّ لهذا الاستكبار العدائي الأحمق الذي لم يرعوِ بعدُ من ارتكاب الجرائم ولم يستشعرْ بعدُ حجمَ الهاوية التي يمعنُ في الهرولة إليها، وكلما زاد كلفةَ عدوانه قلت معها فرصُ الوصول معه إلى حالة من التعايش المستقبلي، وَعاظمت حالةُ الغليان الشعبي الذي يُترجَمُ في الجبهات تضحياتٍ وَبذلاً وعطاءً.