في بَرد الشتاء لافحة بالصدق والعطاء
صالحة الشريف
تأتي الذكرى السنوية للشهيد فِي كُـلّ عام مَع كثير مِن التطورات والأحداث والمُتغيرات فِي الواقع مِن الحرب والإبادة والظلم والانتصارات وتموج بحور الكلمات على ثنايا سطور الشُّهداء بنزيف دمائهم الزكية، كلمات تعجز أقلامُنا عن كتابتها فِي تاريخنا..
وإن كان ذا أَو ذاك جاد بِماله فهُنا الشهيد لروحه قدَّم عطاءه؛ مِن أجلِ ذلك نال الوسام الأعظم، باع حياته؛ مِن أجلِ الكرامة والحرية والدفاع عن الأرض والعرض.
قالوا: حملوا على عاتقهم أمانة عظيمة ومسؤولية جسيمة ألا وهي: (أرواحهم، ودماؤهم الطاهرة، وحبّ الوطن والدفاع عنه، والصمود، والثبات، وتقديم تضحيات الصبر في مواجهة الأعداء)..
فقلتُ: هلَّ لي أن أعبر محطاتهم الجهادية؟ وأدخلُ إلى روضاتهم الخالدة؟!
دخلتُ ورأيتُ قلوبهم تحت التراب تنبت سنابل النصْر، فشعرتُ بأرواحهم في برد الشتاء لافحة بالصدق والعطاء وفي أماكن مهجورة لا أحد يمكث بجانبها فقط تُداس لِزيارتهم رأيتهم بضاعة من طرازٍ قديم تحمل أغلى أثمان الوفاء والحرية..
تعجبتُ كَثيراً لهذه الحياة، إنها للصادق الَّذي تبث في ساحات الجهاد حتى سقط شهيدًا وما دماؤهُ إلّا دليلٌ على ثباته ولولا ثباته ما سقط شهيدًا مُحاربًا عظيمًا.