أرضٌ َ يستحقها إلا الذين سقَوها بدمائهم
إيناس عباس حميد الدين
ما هي هذه الأرض ولماذا يحبها أبناؤها بهذا القدر!
إنها اليمن أرض الجنتين، بلاد الأنصار، يمن الفاتحين ومقبرة لكل غازي وعميل، فيها نفس الرحمن وأنصار رسول الله صلوات الله عليه وآله، وأنصار أمير المؤمنين عليه السلام، أمثال عمار بن ياسر ومالك الأشتر وأويس القرني.
اليمن بلد يمتاز بطيبة أهله وكرمهم وإحسانهم وإيثار غيرهم على أنفسهم وحبهم لمن حولهم.
ومما يميزهم شجاعتهم وقوة بأسهم لا يمكن لأي أحد أَو أي ظرف أن يكسر من عزيمتهم.
هم أصحاب قضية لهم مبادئ إيمانية وقد شهد لهم رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم: “الإيمان يمان..” هم أصحاب حكمة وقول سديد والحكمة يمانية.
كيف لا والذي لا يعرف من هي اليمن ومنهم أهل اليمن! قد عرفهم خلال سبع سنوات من العدوان والحصار البري والبحري والجوي.
شعب حوصر، جوع، قتل أبناؤه، أرتكب بحقة أبشع الجرائم بدون ذنب، هدمت منازل فوق رؤوس أهلها وقُتل من قُتل ويُتم من يُتم وأحياناً كان يبقى طفلاً بمفرده يلاقي مآسي الحزن والفراق واليتم والحرمان نتيجة لتلك الغارة الظالمة التي قصفت منزله ومدرسته وهدمت ودمّـرت كُـلّ شيء في أرضه ووطنه.
ولأن هذا الشعب لا يرضى بالذل والهوان ولا لأحد أن يأخذ أرضه ويجعله مرتهناً للعدو.
شعبٌ بذل كُـلّ غالٍ ونفيس في سبيل الله ولأجل عزته وكرامته وحريته واستقلاله، تحَرّك مجاهداً في سبيل الله متوكلاً على الله، مُلأ قلبه بالإيمان وبصدق ما وعد الله به أولياءَه وجنوده غير مكترث بالعدو وما يملك، واثقاً بعدالة قضيته التي تحَرّك مِن أجلِها وهي الدفاع عن الأرض والعرض وتحرير أرضه من كُـلّ غازٍ وعميل يطمع في خيرات ومقدرات بلده.
وما نراه من قوافل دعم للجبهات من الرجال والمواد الغذائية والدوائية والشتوية هي قليلة بحق من بذلوا أرواحهم لشعبهم ووطنهم.
ولم يخلُ المشهدُ من المواقف المشرفة للمرأة اليمنية فهي شريكة في نصر شعبها ومواجهة العدوان ولها مواقف مشرفة سجلت في أعظم وأرقى صفحات التاريخ المشرفة فكانت المرأة مشاركة في النصر فهي شقيقة الرجل ومشاركة له في كُـلّ نصر.