الحصادُ العسكري لعام 2021.. فجرُ “حرية” و “انتصار”
تحريرُ محافظتي البيضاء والجوف بالكامل وقوات الجيش تطرق أسوارَ مدينة مأرب
5 عمليات توازن ردع تدك العمقَ السعوديّ وصواريخُنا تصل لأول مرة إلى مصافي أرامكو في الجبيل
مشاهدُ أُسطورية للاستبسال في الجبهات.. أبو فاضل طومر أنموذجاً
المسيرة – أحمد داوود
مضت سنةُ ٢٠٢١ مثقلةً على التحالف بقيادة السعوديّة على اليمن، ومليئةً بالانكسارات والهزائم المدوية في الجانب العسكري، في المقابل حقّقت قواتُ صنعاء (الجيش واللجان الشعبيّة) انتصاراتٍ غيَّرت مجرى المعادلة، وأسَّست لمرحلة بناء جديد لليمن ستجعلُه من بين أقوى الجيوش في المنطقة.
ومن بين أهم هذه الانتصارات (استكمالُ تحرير محافظات الجوف والبيضاء والحديدة، إضافةً للوصول إلى تخومِ مدينة مأرب).
ولعل أبرزَ حدث أنجزته قواتُ صنعاء خلال سنة ٢٠٢١، هو تحريرُ محافظة البيضاء بالكامل، وذلك في سلسلة عمليات عسكرية كبرى، شكلت ضربةً قاصمةً للعدوان والمرتزِقة وانتكاسةً لا تزال تداعياتُها مُستمرّة إلى يومنا هذا، إذ أن محافظةَ البيضاء التي تتوسط اليمن، وتقعُ على حدود ٨ محافظات يمنية، كانت بالنسبة لأمريكا وقوى العدوان المساحةَ التي ينطلقون منها لزعزعة الأمن والاستقرار في بقية محافظات اليمن، كما أنها كانت الموطنَ الأولَ للتنظيمات والعناصر التكفيرية، وكانت بتضاريسها الوعرة والمرتفعات الشاهقة تمثل أهمَّ العقبات أمام قوات صنعاء لتحريرها، لكن الجيشَ واللجان الشعبيّة تجاوزوا ذلك وحرّروا البيضاء، وبمُجَـرّد تحريرها تهاوت جبهاتُ المرتزِقة، الأمر الذي سهّل لقوات صنعاء التقدمَ صوبَ شبوة، والسيطرةَ على مديريات (بيحان وعين وعسيلان)، كما أتاح لهم التقدمَ في الأحياء الجنوبية لمدينة مأرب، والسيطرة بعد ذلك على مديريات (حريب والعبدية وجبل مراد والجوبة)، وهي مديريات استراتيجية كانت تمثل حاضنةً شعبيّةً للمرتزِقة ومنطلقاً لهجماتهم العسكرية صوبَ المدن اليمنية.
عمليتا توازن الردع الخامسة والسادسة
وابتدأت القواتُ المسلحة العام 2021، بتنفيذ عدد من عمليات توازن الردع؛ بهَدفِ إجبار العدوان الأمريكي السعوديّ على إيقاف غطرسته وتماديه وتوحشه ضد المدنيين الأبرياء.
ونفذت قوات صنعاء عمليةَ توازن الردع الخامسة في 28 فبراير 2021 والتي استهدفت العمقَ السعوديّ بـ 15 طائرة مُسَيَّرة وصاروخ باليستي من نوع “ذو الفقار” بعيد المدى، منها 9 طائراتٍ نوع “صمَّـاد 3” واستهدفت مواقعَ حَسَّـاسةً في عاصمة العدوّ السعوديّ، كما استهدفت 6 طائرات مُسَيَّرة نوع قاصف 2k مواقعَ عسكريةً في مناطقِ أبها وخميس مشيط، وكانت الإصابةُ دقيقةً، واستمرت العملية ليلة كاملة.
ولم يكد يفيقُ العدوّ السعوديّ من صدمة عملية “توازن الردع الخامسة” حتى جاءته عمليةُ “توازن الردع السادسة” بعد أسبوعٍ تقريبًا من العملية السابقة.
وأعلنت القواتُ المسلحة اليمنية في بيان تلاه المتحدثُ العميد يحيى سريع، يوم الأحد، 7 مارس 2020 أن هذه العمليةَ نُفذت بـ14 طائرة مُسَيَّرة و8 صواريخ باليستية، في عملية هي الأوسع والأكبر منذ بدء العدوان (10 طائرات مُسَيَّرة من نوع صمَّـاد 3 وصاروخ ذو الفقار الباليستي بعيد المدى)، حَيثُ استهدفت العمليةُ شركة أرامكو في ميناء رأس التنورة وأهدافاً عسكرية أُخرى بمنطقة الدمَّام لأول مرة منذ بداية العدوان.
كما تم استهدافُ مواقعَ عسكرية أُخرى في عسير وجيزان بـ4 طائرات مُسَيَّرة من نوع قاصف 2k و7 صواريخ من نوع بدر محقّقة إصابة دقيقة، ولم يتمكّن السعوديّون من إخفاءِ هذه العملية أَو إنكارها، فمواقعُ التواصل الاجتماعي كانت تضُجُّ بالأنباء التي تتحدث عن هذا الهجوم، مؤكّـدين سماعَهم لانفجارات متتالية.
وكالعادة، ادَّعى النظامُ السعوديّ أنه اعترض طائرةً مُسَيَّرة وصاروخاً باليستياً استهدفَا خزانات بترولية في ميناء رأس تنورة ومرافق مجموعة أرامكو النفطية، في حين أكّـدت وزارة الطاقة السعوديّة أن “إحدى ساحات الخزانات البترولية في ميناء رأس تنورة في المنطقة الشرقية، قد تعرضت لهجوم بطائرة مُسَيَّرة دون طيار قادمةٍ من جهة البحر”.
عمليةُ السادس من شعبان
وجاءت هذه العمليةُ بعد أقلَّ من أسبوعين على تنفيذ عملية “توازن الردع السادسة” الكبرى.
وأعلنت القواتُ المسلحةُ في 19 مارس 2021م عن تنفيذ “عملية السادس من شعبان” النوعية التي استهدفت شركة “أرامكو” في العاصمة السعوديّة الرياض، بطائرات مُسَيَّرة لم يُكشَفْ عن نوعها، وقد اعترف العدوّ بنجاح هذه العملية التي تأتي في ظل تصعيد عسكري كبير.
وبحسب ناطق القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، فقد نُفذت العملية بست طائرات مُسَيَّرة، ضربت شركةَ أرامكو في عاصمة العدوّ السعوديّ الرياض، وأصابت أهدافَها بدقة عالية.
وعقبَ الإعلان عن العملية، أقر النظام السعوديّ بنجاحها، وقال إعلامه الرسمي إن “مصفاة تكرير البترول في الرياض” تعرضت لما أسماه “اعتداءً” بطائرات مُسَيَّرة، وأن الهجومَ أسفر عن “حريق”، زاعماً أنه تمت السيطرةُ عليه، في محاولة للتقليل من شأن العملية بعد العجز عن إنكارها، أَو الادِّعاء باعتراض الطائرات.
عمليةُ اليوم الوطني للصمود
واستمرت القواتُ المسلحة، في توجيهِ أقسى الضربات المؤلمة والموجِعة للعدو السعوديّ، بالتوازي مع عمليات عسكرية كبرى في الميدان.
ومن أبرز العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة في الأشهر الأولى من عام 2021، عملية “اليوم الوطني للصمود” التي جاءت تخليداً للمناسبة.
وأوضح ناطقُ القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، أنه تم خلالها استهدافُ مقرات شركة أرامكو، عصب الاقتصاد السعوديّ، في كُـلٍّ من رأس تنورة ورابغ وينبع وجيزان، بـ12 طائرة مُسَيَّرة نوع (صمَّـاد3) وثمانية صواريخ باليستية نوع “ذي الفقار” و”بدر” و”سعير”، فيما تم استهدافُ مواقعَ عسكرية أُخرى داخل نجران وعسير بست طائرات مُسَيَّرة أُخرى نوع (قاصف 2k).
وجاءت هذه العملية في توقيت مشابهٍ للحظات الأولى التي انطلق فيها العدوان على اليمن قبل ست سنوات بالضبط، لتؤكّـد على انقلاب موازين القوة الذي حدث في المسافة الزمنية بين الليلتين، مع فارقٍ في المشروعية بين الاعتداء السعوديّ الأمريكي الغادر بالأمس، والرد اليمني الشجاع اليوم، إضافةً إلى أن اليمن لم يكن يمتلكُ في بداية العدوان أي شيء يوازي ولو جزءاً بسيطاً من القدرات التي تمتلكها السعوديّة اليوم.
كما تأتي العمليةُ عقبَ ساعات من خطاب تأريخي ألقاه السيد بمناسبة يوم الصمود الوطني وأكّـد فيه على أن اليمنَ يدخل العام السابع من المواجهة وهو في “موقع متقدمٍ” على كُـلّ المستويات، بما في ذلك مستوى العمليات العسكرية التي أكّـد القائد أنها ستتواصلُ “بزخم” كَبيراً خلال هذا العام، وهو ما تترجمُه بوضوحٍ هذه العملية التي حملت بصمةَ “المسار التصاعدي للردع”، من حَيثُ عدد الطائرات والصواريخ المستخدَمة فيها، وحجم دائرة النار التي تضمنت أهدافَها داخل الجغرافيا السعوديّة، إلى جانب كونها تأتي بعد أسبوع واحد فقط من عملية “السادس من شعبان” التي سبقتها عمليتا “توازن الردع السادسة والخامسة” بفوارقَ زمنية قصيرة جِـدًّا فيما بينها.
عمليةُ الثلاثين من شعبان
ووسّعت القواتُ المسلحة دائرةَ نيران ضربات الردع الاستراتيجية لتشملَ مناطقَ ومواقعَ جديدةً ومهمة وعلى مدى أبعدَ داخل العمق السعوديّ.
وأعلنت قواتُنا المسلحة يوم الاثنين، 12 إبريل نيسان 2021 عن تنفيذ عملية “الثلاثين من شعبان” بـ17 طائرة مُسَيَّرة وصاروخاً بالستياً، ضربت مصافي شركة أرامكو في منطقتي الجبيل (لأول مرة يتم استهدافها) وجدة، إلى جانب مواقع عسكرية حَسَّـاسة بمناطق جنوب المملكة.
وبحسب المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، فقد تضمنت عملية “الثلاثين من شعبان” إطلاق 10 طائرات مُسَيَّرة من نوع (صمَّـاد 3) على مصافي شركة أرامكو، عصب الاقتصاد السعوديّ، في كُـلٍّ من الجبيل وجدة، وإطلاق خمس طائرات نوع (قاصف 2k) وصاروخين بالستيين نوع (بدر1) على مواقع عسكرية في خميس مشيط وجيزان.
عمليةُ جيزان الكبرى
وكشفت القواتُ المسلحة، السبت، 30 مايو أيار 2021 عن تفاصيل إحدى أوسع وأكبر العمليات العسكرية التي نفذتها قواتُ الجيش واللجان الشعبيّة في جبهة الحدود، وفي محور جيزان بالتحديد.
وأزاح الإعلامُ الحربي الستارَ عن جانبٍ من مشاهد العملية التي تضافُ إلى رصيد الملاحم البطولية الاستثنائية للمجاهدين اليمنيين، بما تتضمنه وتظهرُه من احترافيةٍ قتالية منعدمة النظير، وحنكة عالية في الرصد والتخطيط والتنفيذ والانتشار والتوثيق.
وتكللت العمليةُ بتحرير أكثر من 40 موقعاً عسكريًّا ضمن مساحة تزيد عن 150 كيلو متراً مربعاً، حَيثُ كانت تتمركز تشكيلاتُ عسكرية متنوعة من قوات الجيش السعوديّ والمرتزِقة السودانيين ومرتزِقة ما يسمى “لواء المغاوير” المحليين، وقد كشفت مشاهدُ الإعلام الحربي بشكل واضح عن تلك الاحترافية التي تجلت في مظاهرَ عدةٍ، أبرزُها الاشتباكُ المباشر والشجاع من مسافة صفر مع قوات العدوّ التي لجأت في معظم الحالات إلى الفرار عاجزةً عن الاستفادة من العتاد الحربي المتطور والكبير التي تمتلكه، والتي تحول إلى غنائم لقوات الجيش واللجان.
وتضمنت استراتيجيةُ الهجوم أَيْـضاً تنفيذَ عمليات قنص احترافية وكمائنَ نوعية واستهداف دقيق لتحصينات العدوّ، الأمر الذي كشف عن تميز كبير في التخطيط والتنسيق، بما يحقّقُ كثافةً ناريةً متنوعة ومركزة تعجّل من حسم المواجهة المباشرة؛ لأَنَّها تجعل العدوّ، إضافةً إلى هزيمته النفسية، عاجزاً عن التصرف بشكل تام، وخياراته الوحيدة هي التعرُّضُ للقتل أَو الأسر أَو الفرار، وهذا الأخير بالذات بدا في هذه العملية خياراً بائساً، فجغرافيا المعركة كانت وعرةً كما أن قوات الجيش واللجان انتشرت فيها بشكل استثنائي، حَيثُ أحاطت بمعظم المواقع من أكثر من جهة، الأمر الذي أوقع جنود ومرتزِقته العدوّ الفارين في مأزق كبير.
وقد أظهرت مشاهدُ الإعلام الحربي لحظاتٍ مخزيةً لسقوط ضباط وجنود سعوديّين من منحدرات جبلية أثناءَ الفرار (وكانت قوات الجيش واللجان قد التفت إلى الجهة التي يريدون الفرار إليها)، ما أَدَّى إلى مقتل وإصابة عدد منهم.
عمليةُ الشهيد طومر
شهر يونيو هو الآخر كان مليئاً بالأحداث، حَيثُ تمكّن أبطال الجيش واللجان الشعبيّة من السيطرة على سلسلة جبال الدحيضة الاستراتيجية الواقعة في النطاق الجغرافي لمديرية خب والشعف في محافظة الجوف، والتي تطلُّ على الأراضي السعوديّة.
وأطلق على العملية “عملية الشهيد أبو فاضل طومر”، حَيثُ انطلقت من خمسةِ مساراتٍ في جبهة الجدافر وما جاورها في جبهة المزاريق في الجوف، وانتهت بتحرير سلسلة جبال الدحيضة ومحيطها”، كما تم، خلال العملية، تدميرُ وإحراقُ أكثرَ من خمسين آلية عسكرية لقوات المرتزِقة، واغتنامُ أسلحة متنوعة وقتل وإصابة العشرات، فضلاً عن أسر عُنصرَين، وتم تحرير مساحة المنطقة التي تمت السيطرة عليها بأكثر من 40 كيلومتراً.
وجاءت العملية بعد أَيَّـام من العملية البطولية للشهيد أبو فاضل هاني طومر، الذي أنقذ مجموعةً من زملائه المحاصرين في الجوف، في مشهد تناقلته وسائلُ الإعلام، وأظهرت مدى استبساله وشجاعته التي لا نظير لها.
وبالتوازي مع ذلك أطلقت قواتُ صنعاء عدداً من الصواريخ الباليستية والطائرات المُسَيَّرة، التي طالت معسكرَ الحرس الوطني في نجران، ومواقعَ عسكريةً في مطار أبها الدولي، وقاعدة خالد الجوية في خميس مشيط، وجرى تنفيذُها بخمسة صواريخ باليستية وخمس طائرات مُسَيَّرة.
عملياتٌ عسكرية برية كُبرى
وشكّلت معاركُ البيضاء –كما أسلفنا- أهمَّ الأحداث التي تصدّرت المشهد سنة 2021، وبدأت المعاركُ فيها حين أقدمت قوى العدوان والمرتزِقة على إطلاق عملية عسكرية واسعة سميت بـ “النجم الثاقب”، وكان الهدفُ منها تخفيفَ الضغط على مأربَ، وطردَ قوات الجيش واللجان الشعبيّة من محافظة البيضاء، وتمكّنت قواتُ هادي والمرتزِقة من السيطرة على مديرية الزاهر، لكنهم لم يلبثوا كَثيراً حتى جاءتهم الضرباتُ القوية من قبل الجيش واللجان الشعبيّة، حَيثُ نفذوا عمليةً واسعةً لتطهير العديد من المواقع بمحافظة البيضاء في شهر يوليو أسفرت عن تحرير مديرية الزاهر بالكامل وطرد العناصر التكفيرية منها.
وانطلقت العمليةُ العسكرية من أربعة مسارات انتهت بتطهير وتأمين عشرات المواقع والأوكار التي كانت تتخذُها التنظيماتُ التكفيرية منذ سنوات معسكراتٍ ومصانعَ للمتفجرات والعبوات الناسفة تحت رعاية وأنظار تحالف العدوان وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وخلال شهر أغسطُس آب من العام 2021 تمكّن الجيشُ اليمني واللجان الشعبيّة من إنهاء عملية النصر المبين في محافظة البيضاء، وبالأرقام تم تحريرُ خمسمِئة كيلومتر مربعٍ، وبلغ قتلى “القاعدة وداعش” خمسمِئة وعشرة قتلى، بينما وصل عددُ الجرحى إلى سبعمِئة وستين جريحاً.
عملياتُ توازن الردع السابعة
وَنفذت هذه العملية في 5 سبتمبر أيلول 2021، بـ10 طائرات مُسَيَّرة نوع (صمَّـاد3) شديدة الانفجار، وستة صواريخ بالستية، أحدها من نوع “ذي الفقار” طويل المدى، والبقية من نوع “بدر”، استهدفت جميعها منشآت تابعة لشركة “أرامكو” السعوديّة، عصب اقتصاد المملكة، في كُـلٍّ من “رأس تنورة” بالدمام (أقصى الشرق) وجدة (أقصى الغرب) وجيزان ونجران جنوباً.
عمليةُ البأس الشديد
وبالتوازي مع هذه الأحداث، أعلنت القواتُ المسلحةُ اليمنية (الجيش واللجان الشعبيّة) عن إنجاز عسكري جديد، تمثل بعملية “البأس الشديد”، فكانت العمليةُ هي الحدثَ الأضخمَ الذي تم الإعلان عنه في شهر 17 سبتمبر أيلول 2021 عبر الناطق الرسمي للقوات المسلحة، العميد يحيى سريع، الذي أوضح أن إجمالي عدد عمليات القوة الصاروخية بلغ مِئةً وواحداً وستين عملية، منها مِئة وثمان وعشرون عملية داخلياً، وثلاثٌ وثلاثون عملية في العمق السعوديّ، حَيثُ تم الاستهداف بصواريخ “بدر، ونكال، وسعير، وقاصم، وذي الفقار، وقدس2”.
ولفت سريع إلى أن “عملياتِ سلاح الجو المُسَيَّر بلغت ثلاثمِئة وتسعَ عشرةَ عملية، منها مِئة وستٌّ وثلاثون عملية استهدفت العدوّ في أراضيه، ومِئة وثلاثٌ وثمانون عملية استهدفت العدوّ في الأراضي المحتلّة، كما تم رصد ما يزيدُ عن ثلاثة آلاف ومِئتين وتسعين غارة، وجميع تلك الغارات حاولت إعاقةَ تقدّم القوات المسلحة، إضافة إلى استهداف المدنيين في المناطق المحرّرة. وتمكّنت القواتُ المسلحة من إحصاء تدمير وإعطاب وإحراق ما يقارب ألف وخمسمِئة آليةٍ، ومدرّعة، وعربة عسكرية، وناقلة جند، إضافة إلى تدمير عدة مخازن أسلحة.
ومن أبرز نتائج عملية البأس الشديد اغتنامُ كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسط والخفيفة، وهي الأسلحةُ التي أصبحت اليوم حاضرةً في المعركة ضد العدوّ ومرتزِقته”، كما وقع أكثرُ من خمسة عشر ألفاً ما بين قتيل ومصاب وأسير، وذلك خلال الفترة التي نُفذت فيها العملية.
عمليةُ “فجر الحرية”
وأكملت قواتُ الجيش واللجان الشعبيّة في 25 سبتمبر أيلول 2021 تحريرَ محافظة البيضاء بعملية عسكرية كبرى تكللت بتطهير ما يقارب 2700 كيلو مترٍ مربعٍ، كانت آخر مساحة يتمركز فيها عناصر ما يسمى “القاعدة” و”داعش” التابعين لتحالف العدوان داخل المحافظة.
وأطلق على العملية اسم “فجر الحرية” تعبيراً لما تمثلُه من تحول استراتيجي في مسار المواجهة، حَيثُ استهدفت مواقعَ التكفيريين والمرتزِقة في مديريات الصومعة ومسورة ومكيراس، غرب وجنوب المحافظة.
وأعلن العميد يحيى سريع، ناطق القوات المسلحة، أن القوةَ الصاروخية وسلاحَ الجو المُسَيَّر نفذا 10 ضربات مسددة خلال العملية، استهدفت مواقعَ ومعسكراتِ التنظيمات التكفيرية التابعة لتحالف العدوان ضمن مسرح العملية، بالتوازي مع اقتحامات متزامنة نفذتها قواتُ الجيش واللجان على أوكار التكفيريين الذين لجأ بقيتُهم إلى الفرار بعد سقوط 70 قتيلاً في صفوفهم وإصابة 120، وأسر 40 آخرين بينهم قيادات.
وبهذه العملية أصبحت محافظة البيضاء حرةً بالكامل، وهو الأمر الذي كان قد لاح في الأفق بشكل واضح خلال الأشهر الماضية التي سبقت هذا العملية من خلال عمليتي “النصر المبين 1 وَ2” اللتين كشفتا عن توجّـه حاسم للقضاء على التواجد التكفيري في المحافظة وتأمينها بالكامل، وهو الأمر الذي يجدد التأكيد على دقة وسعة الخطط والتكتيكات العسكرية التي تضعها صنعاء.
عمليةُ فجر الانتصار
وفي شهر أُكتوبر تشرين الأول، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن إنجاز جديد تمثل في عملية “فجر الانتصار” في مأرب، حَيثُ كانت الحدثَ الأبرزَ والتي استهدفت تحريرَ مناطقَ أُخرى في محافظة مأرب، ودحر الغزاة وأذنابهم من الخونة والعملاء والمرتزِقة.
وَمع انتهاء العملية تم تحرير مساحة إجمالية تصل إلى 600 كم مربع، وقد شن طيران تحالف العدوان خلالها تسعمِئة وثمان وأربعين غارة، منها غارات استهدفت منازل المواطنين والطرق العامة بالتزامن مع العملية، لكن تكثيف العدوان السعوديّ الأمريكي للغارات لم يثنِ الأبطال المجاهدين عن الاستمرار في تنفيذ المهام العملياتية وفق الخطة حتى تحقيق كافة أهدافها.
وكان من ضمن نتائج عملية فجر الانتصار تدميرُ وإعطاب وإحراق ما يقارب ثلاثمِئة مدرعة وآلية وناقلة جند، إضافة إلى ثمانمِئة وخمسين سلاحاً وأربعة مخازن أسلحة ووقوع ما يقارب خمسة آلاف وستمِئة وخمسين من مرتزِقة العدوّ ما بين قتيل ومصاب وأسير.
“ربيعُ النصر”
وكشفت القواتُ المسلحة اليمنية (الجيش واللجان الشعبيّة)، يوم الثلاثاء، 2 نوفمبر تشرين الثاني 2021م، تفاصيلَ المرحلة الثانية من عملية “ربيع النصر” العسكرية الواسعة، التي تكللت بتحريرِ مديريتَي “الجوبة” و”جبل مراد” في محافظة مأرب، والتقت فيها مساراتُ الهجوم الغربية بالجنوبية لتتجهَ نحو الفصلِ الأخير من المعركة بمشاركة مجتمعية وقبلية كبيرة وواسعة.
وتضمنت التفاصيلُ التي كشفها ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع أرقاماً مهمة تحدثت بوضوح عن حجم الإنجاز الذي تحقّق خلال العملية، بدءاً بالمساحة المحرّرة والتي بلغت 1100 كيلو متر مربع، تتنوع فيها التضاريسُ بين مناطق جبلية شديدة الوعورة ومناطق صحراوية ووديان، وهو الأمر الذي برهن مجدّدًا على مهارةِ وبسالة أبطال الجيش واللجان في التخطيط والتنفيذ.
وتضمنت الأرقامُ التي كشفها سريع إحصائيةً لمشاركة أسلحة الردع الاستراتيجية في العملية، حَيثُ تم تنفيذ 47 ضربة صاروخية، منها 31 ضربة استهدفت مواقعَ وأوكارَ العدوّ في الداخل، و16 ضربة استهدفت العمق السعوديّ، كما شن سلاح الجو المُسَيَّر 141 هجوماً (128 في الداخل، و13 في العمق السعوديّ)، فيما نفذت قواتُ الدفاع الجوي 86 عملية تصد ناجحة لطيران العدوان.
الأرقامُ تضمنت أَيْـضاً خسائرَ العدوان خلال العملية، حَيثُ بلغ عددُ قتلاه أكثرَ من 200 مرتزِق، إلى جانب 550 مصاباً، وعدد من الأسرى، وهي حصيلةٌ كبيرةٌ يؤخَذُ -بالاعتبار عند النظر إليها- حجمُ الدعم الكبير الذي قدمه العدوّ للمرتزِقة، من الأسلحة والعتاد، وَأَيْـضاً من الغطاء الجوي، حَيثُ شن طيران العدوان 159 غارةً لإسناد مرتزِقته، لكن كُـلّ ذلك لم يغن عنهم شيئاً كالعادة.
استهدافُ معسكر “الواجب” بجيزان
ووجّهت القواتُ المسلحة اليمنية (الجيش واللجان الشعبيّة) ضربةً جديدةً موجعةً للعدو السعوديّ، في إطار محاولة تأديبه لإيقاف الغارات الهستيرية على بلادنا.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم قوات الجيش واللجان الشعبيّة، العميد يحيى سريع، في 21 أُكتوبر تشرين الأول 2021 عن عملية جديدة استهدفت خلالها قواتنا الصاروخية معسكرَ قوات “الواجب” التابع لجيش العدوّ السعوديّ في منطقة “جيزان” جنوب غربي المملكة.
وقال العميدُ سريع في بيان: إن “القوة الصاروخية تمكّنت من تنفيذ عملية نوعية استهدفت معسكرَ قوات الواجب بجيزان، بـ 5 صواريخ باليستية استهدفت مقر القيادة ومخازن الأسلحة ومرابض طائرات الأباتشي”، مؤكّـداً أن “الإصاباتِ كانت دقيقة، وأن عملية الاستهداف أسفرت عن مصرعِ وإصابةِ أكثرَ من 35 سعوديًّا، بينهم ضباط وطيارون للطائرات الأباتشي، بحسب المعلومات الاستخباراتية”.
وأشَارَ العميد سريع إلى أن “العملية تأتي في سياق الرد على جرائم العدوان وغاراته المتواصلة وحصاره الظالم على بلدنا”، متوعداً قوات العدوان الأمريكي السعوديّ، بتوجيه ضربات وصفها بالموجعة في حال استمرار عملياته، مؤكّـداً بقوله: “كلما استمر هذا العدوان في تصعيده الجوي وتمادى في غيه وبغيه وحصاره فَـإنَّ النتائجَ عليه وخيمةٌ وضرباتنا ستكون مؤلمة وموجعة وواسعة”.
عمليةُ توازن الردع الثامنة
وواصلت القواتُ المسلحة اليمنية عمليات الردع ضد العمق السعوديّ؛ بهَدفِ إيقاف عدوانه وحصاره، لتأتي عملية توازن الردع الثامنة في 20 نوفمبر تشرين الثاني 2021 ” بـ14 طائرة مُسَيَّرة قصفت قائمة أهداف حَسَّـاسة (عسكرية واقتصادية وحيوية)، توزعت على رقعة واسعة من الجغرافيا السعوديّة.
العملية -وبحسب المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع- تضمنت قصف قاعدة خالد العسكرية في الرياض بأربع طائرات مُسَيَّرة من نوع (صمَّـاد3)، وقصف مطار عبد الله الدولي، ومصافي شركة “أرامكو” في جدةَ بأربع طائرات أُخرى من نوع (صمَّـاد2)، وقصف هدف عسكري “مهم” في مطار أبها الدولي بطائرة (صمَّـاد3) أَيْـضاً، إلى جانب ضرب عدة أهداف عسكرية في مناطق أبها وجيزان ونجران بخمس طائرات من نوع (قاصف 2k).
عمليةُ السابع من ديسمبر
وقانت القواتُ المسلحة اليمنية بتنفيذِ عملية السابع من ديسمبر، لتكونَ من ضمن الإنجازات العسكرية الكبرى خلال هذا العام، حَيثُ نُفذت العمليةُ بـ 25 طائرة مُسَيَّرة ومجموعةٍ من الصواريخ الباليستية، واستهدفت وزارة الدفاع ومطار خالد وعدداً من الأهداف بعاصمة العدوان الرياض بواسطة ست طائرات صمَّـاد3 وصواريخ ذي الفقار الباليستية، كما استهدفت قاعدة فهد بالطائف وشركة أرامكو في جده بـ ست طائرات صمَّـاد 2 وصمَّـاد 3، كما استهدفت مواقعَ حَسَّـاسة في أبها وجيزان وعسير بـ خمس طائرات صمَّـاد 1وصمَّـاد 2، كما استهدفت عدداً من المواقع الحَسَّـاسة في أبها وجيزان ونجران بـثمان طائرات قاصف 2k وصواريخ بالستية، حَيثُ شكّلت العملية في مجملها صدمةً قويةً للسعوديّة التي لم تستوعب حتى اللحظة ما حصل.
عملية فجر الصحراء
واختتمت القواتُ المسلحة اليمنية عام 2021 بعملية “فجر الصحراء”، في السادس والعشرين من شهر ديسمبر كانون الأول 2021م، والتي تم بموجبها تحريرُ محافظة الجوف شمال شرقي صنعاء بالكامل.
وقال المتحدثُ باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، في بيان: إن العملية التي حملت اسم “فجر الصحراء” تكللت بتطهير كامل منطقة اليتمة والمناطق المجاورة شمالي محافظة الجوف وطرد قوات العدوّ ومرتزِقته منها.
وأوضح سريع أن المساحةَ المحرَّرة في هذه العملية تقدر بأكثر من 1200 كيلو متر مربع.
وأكّـد أن قواتِ العدوّ تكبّدت خسائرَ فادحةً خلال العملية، فيما اغتنم أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة كمياتٍ كبيرةً من الأسلحة.
وأضاف: “بهذا تكونُ محافظةُ الجوفِ محرّرةً بالكاملِ عدا بعضُ المناطقِ الصحراوية”، حَيثُ تعتبر (اليتمة) هي آخر منطقة مأهولة بالسكان كانت واقعة تحت سيطرة قوى العدوان ومرتزِقتها.
وأوضح ناطقُ القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، في إيجاز صحفي نهاية الأسبوع الفائت، أن العمليةَ جاءت بعد وضع خطة دقيقة وتحديد للمهام العملانية وإعداد متكامل وتنسيق بين مختلف الوحدات القتالية للجيش واللجان الشعبيّة.
وأشَارَ إلى أن وحداتِ الجيش واللجان نجحت خلال الساعات الأولى في إرباك العدوّ الذي لجأ إلى الدفع بالمزيدِ من المرتزِقة إلى الخطوط الأمامية ليقعوا فريسة لنيران الجيش واللجان الشعبيّة.
وكشف متحدثُ القوات المسلحة أن طيرانَ العدوان الأمريكي السعوديّ شن أكثر من 60 غارةً لإسناد المرتزِقة، لكنه لم يفلح في إعاقة تقدم المجاهدين.
وأوضح سريع أن الخسائرَ البشرية في صفوف مرتزِقة العدوان بلغت خلال العملية، 35 قتيلاً، و37 جريحاً، بالإضافة إلى أسر 45 مرتزِقاً، فيما بلغت الخسائرُ المادية 15 آلية ومدرعةً تم تدميرها وإعطابها، إلى جانب كميات كبيرة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة التي اغتنمها المجاهدون.
وعرض الإعلامُ الحربي، مشاهدَ مصوَّرةً وثَّقت جانباً من مجريات العملية الواسعة، بما في ذلك الضربات المسددة التي وجهتها قوات الجيش واللجان الشعبيّة على مواقع وتحصينات وتجمعات وآليات المرتزِقة، كما وثقت لحظات فرارهم بشكل جماعي من أرض المعركة، والتعامل الإنساني الأخلاقي مع أسراهم ومصابيهم، والذي يقابله العدوُّ دائماً بجرائمَ وحشية جبانة بحق أسرى الجيش واللجان الشعبيّة.
ووثقت عدسةُ الإعلام الحربي أَيْـضاً الترحيبَ الكبيرَ الذي حظي به المجاهدون من قبل أبناء المنطقة والذي يؤكّـد تزايُدَ حجم الالتفاف الشعبي حول قوات الجيش واللجان في معركة التحرير الشاملة.
وعرضت المشاهدُ جانباً من العتاد العسكري المتنوع الذي اغتنمه أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة والذي تضمن أعداداً من الأطقم العسكرية والمدرعات التي خلفها العدوّ وراءه وكميات كبيرة من الذخائر والأسلحة المتوسطة والخفيفة، والتي تؤكّـد على أنه كان يستخدم تلك المنطقة كقاعدة عسكرية لقواته.
وكانت قوات الجيش واللجان الشعبيّة قد تمكّنت من تحرير معظمِ محافظة الجوف خلال عملية “فأمكن منهم” العسكرية الواسعة.