كيف نحتفلُ بميلاد المسيح عليه السلام كمسلمين؟
- فارس محمد السخي
نعيش في هذه الأيّام ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وفي هذه المناسبة أحب أن أقول إنه لا مانع من الاحتفال بميلاده، بل أشجع على ذلك؛ لأَنَّه رسول الله، ولكن بشرط أن لا نخرج عن إطار تقاليدنا وأخلاق ديننا، فليكن الاحتفال به بقراءة سورة مريم وسورة آل عمران، ونستذكر صورة السيد المسيح {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ الله كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، حتى ننطلق في الاحتفال بميلاده، لنؤكّـد العقيدة الإسلامية بأنه رسول الله، الذي أعطاه الله سبحانه وتعالى المعجزة {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ الله وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ الله}، حَيثُ أعطاه الله هذه المعجزات التي أسقطت كبرياء الذين كانوا في زمنه، وجعلت الحواريين يؤمنون به {قَالَ مَنْ أنصاري إلى الله قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أنصار الله}.
هذه هي عقيدتنا في السيد المسيح، أنه عبد الله ورسوله إلى الناس، وليس رباً، ولم يتجسد الله سبحانه وتعالى فيه، فالله فوق التجسد، ولذلك علينا أن نؤكّـد عقيدتنا على الطريقة التي تحدث عنها القرآن، فتكون لنا تقاليدنا وأعيادنا في الخط القرآني، لا أن نستعيرها من الغير، حتى شجرة الميلاد تلك، فَـإنَّها قد جاءت عن طريق أُورُوبا، فإذا أردنا أن نضع شجرة فلتكن نخلة، {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ}؛ لأَنَّ السيدة مريم عندما أرادت أن تلد عيسى، استندت إلى النخلة وهزتها، وتساقط منها الرطب الناضج.
وهكذا نؤكّـد أن الله أراد لنا أن ننفتح في أعيادنا على الفرح، ولكن أن نفرح فرحاً روحياً، فرحاً إنسانياً، فرحاً بالمحبة التي نقدمها لمن حولنا، لا أن نفرح بطريقة اللهو والخلاعة والمجون والغياب عن الوعي بشرب الخمر، كما يفعل الكثيرون من الناس، على طريقة ما يحصل في أُورُوبا في ليلة رأس السنة الميلادية، وأن يكون فرحنا بالله، وبرسالات الله، وبرسل الله سبحانه وتعالى في كُـلّ هذه الأمور، وأن تكون لنا شخصيتنا الإسلامية حتى في أعيادنا وفي تقاليدنا، لنحافظ على هُـــوِيَّتنا الإسلامية، وأن نتعاون مع الآخرين، لكن دون أن نذوب فيهم، هكذا نحتفل بميلاد المسيح عليه السلام.