السفينة المضبوطة ليست سوى رأس جبلِ الجليد
عملية من المستوى الأعلى لقوات كومندوز متخصصة بأكمل درجات التدريب
احترافٌ في نقل السفينة وتأمينها حتى الشواطئ اليمنية وتعامل مع عمليات عسكرية مصاحبة
إنجازٌ عسكريٌّ بحريٌّ كبير، بتداعياتٍ أكبر ـ اختفت عملياتُ القوّةِ البحريةِ طويلاً لاعتباراتٍ كثيرة، لكنها حين قرّرت الظهورَ فاجأت العدوّ والصديقَ معاً.
في توقيتٍ ومكانٍ دقيقَين نفذت عمليةَ ضبطِ الشاحنةِ الإماراتية المحملةِ بمُعداتٍ عسكريةٍ.
من زاويةٍ عسكريةٍ بحتةٍ تعكسُ قدرةً احترافيةً عاليةً للقواتِ البحرية المنفذة، هذا النوعُ من العملياتِ العسكريةِ البحريةِ هو من المستوى الأعلى وتقومُ به قواتٌ متخصصةٌ وفي أكملِ درجاتِ التدريب، إذ لا مكانَ للخطأ ولو من الدرجةِ الدنيا.
هي في المقابلِ تسجلُ نقلةً نوعيةً في الصراعِ مع العدوّ السعوديّ الأمريكيّ، وهذه المرّة من حَيثُ لم يحتسب، حين ظنَّ أَنَّ البحرَ المملوءَ بالقطع البحريةِ التابعة للقوى الإقليميةِ والدولية المشاركة في الحصارِ على اليمن، ستضمنُ تحَرّكًا عسكريًّا مفتوحًا، بدت الضربةُ هنا قاسيةً لمرتَين، عسكريةٍ واستخباراتية.
في الشقِّ الاستخباراتيِّ، تحملُ العمليةُ دلالاتٍ كثيرة، فالإمارات والسعوديّةُ ورغم ادعائِهم الاستحواذَ الكليَّ على الأفقِ الجويِّ والبحريِّ تستخدمانِ سفنًا مدنيةً وبخلفياتٍ ومسمياتٍ تجاريةٍ لممارسة أنشطةٍ عسكرية، يحتاجُ هذا التمويهُ إلى اختراق استخباراتيٍّ وهو ما تمَّ، إذ انَّ محاصرةَ السفينة واحتجازها حدث بوجود معلوماتٍ دقيقةٍ وهو عملٌ استخباراتيٌّ كبير.
في الطريقة أَيْـضاً احترافٌ عالٍ فالزوارقُ وحدَها لا تكفي لإيقاف وضبطِ سفينةٍ، فضلاً أن كانت تحملُ مُعداتٍ عسكرية، وقد طوعت القواتُ البحريةُ السفينةَ بعد السيطرة عليها عبر قواتِ كومندوز واحترافٍ في نقل السفينةِ وتأمينِها حتى الشواطئ اليمنيةِ والتعامل مع العملياتِ العسكريةِ المصاحبةِ كافة.
سياسيًّا تعيدُ السفينةُ الإماراتيةُ المضبوطة، ابوظبي إلى الواجهةِ بعد محاولاتٍ متكرّرةٍ ادّعت خلالها الإمارات مغادرةَ التحالفِ السعوديّ الأمريكي، وتجميد أنشطتها العسكرية بعد أن قالت إنَّ قواتِها أكملت مهامَّها في اليمن، فعلت ذلك لتفادي عملياتٍ عسكريةٍ هجوميةٍ للقواتِ اليمنية على غرارِ الهجماتِ التي تطالُ السعوديّةَ، بيد أن هذه الحادثةَ ستجعلُ الإمارات مرّةً أُخرى.
في الخلفية ثمةَ تحريكٌ أمريكيٌّ وبريطانيٌّ للإمارات لصناعةِ أي اختراق في اليمن، بدا ذلك عبر تحريكِ المجموعاتِ التكفيرية والقاعدة وتجميعِ قواتِهم لتوظيفِها في جبهاتِ شبوة، بعد يأسٍ أمريكيٍّ طويلٍ في التأثير على المسارِ العسكري، لكنه توظيفٌ ستدفعُ الإمارات أثمانَه وتكاليفَه، والسفينةُ المضبوطةُ ليست سوى رأسِ جبلِ الجليد.