معركتُنا مُستمرّة تقدم العدوّ أَو تأخر
منير الشامي
لو تذكر تحالفُ العدوان ومرتزِقتُه تلك العبارة التي قالها قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- لأدركوا أنها تمثل قاعدةً من قواعد استراتيجيته في معركة النفَس الطويل وهي قوله (بالنسبة لنا تقدم العدوّ أم تأخر، معركتُنا معه مُستمرّةٌ حتى تحرير آخر شبر في هذا البلد في بره وبحره وجُزُرِه، وحتى يكون بلدنا مستقلاً)، ولأدركوا أَيْـضاً حماقةَ تصعيدِهم الأخير الذي تحَرّكوا به باتّجاه محافظة شبوة بحشد ما تبقى لهم من مرتزِقة الساحل المسماة بقوات العمالقة وقوات الانتقالي والمكونة من خليط غير متجانس من الانتقالي والعفافيش والدواعش ولأدركوا أن عواقب تعمدهم الزج بهذه الحشود إلى أتون النيران الحارقة تحت غطاء جوي مكثّـف وباستماتة جنونية لتحقيق نصر إعلامي خاطف على أشلاء المئات من قتلى أرخص المرتزِقة في العالم كُـلّ يوم لن يغير ملامح الواقع ولن يرسم بدمائهم خارطة أطماعه التي يحلم بها.
فسواء تقدموا أَو تأخروا فذلك أمر لا يهم كما قال السيد قائد الثورة؛ لأَنَّ ذلك لن يؤثر أبداً على إرادتنا ولا على استمرارية معركتنا ولا على معنويات أبطال جيشنا، بل على العكس من ذلك فحماقتهم الأخيرة وحشودهم الغفيرة والأخيرة تزيد من إصرارنا وعزمنا على مواصلة التحَرّك في الخيار الذي انتهجه شعبنا وسيستمر به حتى تحرير آخر شبر من أرض الوطن.
فتحالف العدوان اليوم يدرك جيِّدًا أن ما عجز عن تحقيقه في سبع سنوات لن يحقّقه في مِئة عام قادمة وأن مصير ما تبقى من حشوده ستلحق بمن سبقها وَإذَا كان هدف الإماراتي والسعوديّ من ذلك فصل الساحة الجنوبية وتحويلها إلى منتزه لسيده الصهيوني فهذا هو المستحيل الذي لن يكون أبداً والخسائر التي تكبدها في هذه المعارك خلال الثلاثة الأيّام الماضية ستذهب هباء منثوراً وسيلحق بها ما تبقى له منها اليوم أَو غداً فمعركتنا مُستمرّة ولن تتوقف إلا عندما يتحقّق الشرط الذي حدّده قائد الثورة وهو الرجل الذي إن قال فعل وإن وعد أوفى وإن أعلن عن غاية فلا يتوقف حتى يبلغ ذروتها.
المغرر بهم في هذه المعارك عليهم أن يعلموا جيِّدًا أنهم مُجَـرّد حطب معارك يشعلها الإماراتي والسعوديّ؛ مِن أجلِ بقاء الاحتلال واستنزاف الثروات ونهب المقدرات ومثلما تخلصوا من الإخوان اليوم سيتخلصون منهم غداً فمن يراك رخيصاً؛ مِن أجلِ مصلحته لن يلتفت يوماً؛ مِن أجلِ مصلحتك حتى ولو كانت علاج جراحك في سبيله ولكم فيما سبق عظة وعبرة لو كنتم تفقهون.