الحرية والكرامة من كمال الإيمان
محمد الضوراني
الحرية والكرامة من كمال الإيْمَـان وهي صفة من صفات المؤمنين الصادقين المخلصين لله.
من يحملون هذه الصفة العظيمة الإيْمَـانية، هم من يحملون قيم الإيْمَـان والتقوى ويحملون الهُــوِيَّة الإيْمَـانية، هذه الصفة التي تجعل كُـلّ من يحملها لا يقبل العيش في ظل الظالمين والمتجبرين والبغاة، لا يقبل الهوان والذل للمجرمين للمتكبرين من أعداء الله، لذلك عندما يقيم الإنسان المؤمن مواقفه من خلال كتاب الله وهدي الله فَـإنَّه يستطيع بناء مواقفة البناء الصحيح، وأن تكون مواقفه مواقف حق وفي طريق الحق ومنهج الحق، بالتالي تكون هذه المواقف أكثر ثباتاً بل وتزداد تلك المواقف الحق قوة مهما كانت المتغيرات والأحداث، لا تتغير هذه المواقف مع الأحداث ولا تتغير أَو تتبدل مهما كان أَو يكون، لذلك كما تحدث السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، “إن كرامتنا إيْمَـان وعزتنا إيْمَـان ولا يمكن أن تتغير أَو تتبدل”.
هذا هو موقف من يهتدون بالقرآن الكريم من يسيرون على هذا الطريق وفي هذه المسيرة القرآنية مهما كان حجم التضحيات في سبيل الحق وفي طريق الحق، المؤمنون يعيشون في هذا الطريق حالة الرضا والاستقرار النفسي، يجاهدون وهم يعلمون أنهم في طريق الحق يقدمون التضحيات وهم يعلمون أن الله سوف يجازيهم خير الجزاء، يعلمون أن الله من إذَا وعد فوعده يتحقّق، إذَا أعطى لا يساوي عطاءه أي عطاء في هذه الدنيا، لذلك موضوع الكرامة والعزة هي من الإيْمَـان ومن الأَسَاسيات في كمال الإيْمَـان، فالإنسان المؤمن الذي يحمل هذه الصفات يتحقّق على يدية عزة وكرامة الأُمَّــة بل ونصر الأُمَّــة، إذَا ترسخت هذه الصفة في المجتمع المؤمن سوف يتحقّق للمجتمع المؤمن الخير في الدنيا بل والتأييد الإلهي والنصر المبين على أعداء الدين من اليهود وكذلك المنافقين، لذلك فَـإنَّ ثقافة القرآن هي من تعزز هذه الروحية في النفوس وكلما زاد ارتباطنا بالله من خلال القرآن وثقافة القرآن الكريم، أصبح المجتمع يحمل كُـلّ صفات الإيْمَـان ويحمل العزة والكرامة السلاح الذي لا يمكن للعدو أن يتمكّن من المجتمع الذي يتسلح بسلاح الإيْمَـان الذي مهما كانت الأحداث إنما تزيد من يحملون هذه الصفات ثباتاً وعزةً وتمكيناً وعطاء وتضحية، هذه النعمة الكبيرة والفضل والرحمة من الله للمؤمنين، بينما من لا يمتلك هذه الصفات هزيل في مواقفة متنصل عن مسؤولياته الجهادية لا يقدم أي موقف أمام أعداء الله بل أصبح لا يمثل أي رقم أمامهم ولا يحسبون له أي حساب، هو عرف الحق ولكن الشيطان تمكّن منه ومن نفسيته وأصبح سلاحاً بيد أعداء الأُمَّــة لخلخلة الأُمَّــة الإسلامية من الداخل.
هؤلاء خسروا أنفسهم وخسروا المكانة العظيمة عند الله لو أنهم تحَرّكوا مع الحق وفي صف الحق وناصروا أنصار الحق وتحَرّكوا في مسيرة الله مسيرة الحق لكانوا هم الرابحون، من يتنصلون عن المسؤولية الجهادية ويعتقدون أنهم الأذكياء وأنه لم تحصل لهم أية مشاكل أَو شر وأنهم تحَرّكوا حسب المنهجية التي يريدون هم أن يسيروا عليها من البيت للجامع وما له حاجة لو يكون ما يكون، والأحداث قد بينت أن من تخلى عن مسؤولياته أمام الله هو من يتعرض للذل والعبودية ويقتل وهو في موقف الاستسلام، لنا في ما حدث في العراق وسوريا واليمن في المناطق المحتلّة وغيرها الكثير لو تحَرّك هؤلاء كان لتحَرّكهم فائدة لأنفسهم هم من يسلمون من بطش الأعداء من مكر الأعداء هم من يسلمون من عذاب الله وهم من ينالون رعايته إذَا تحَرّكوا في موقف الحق.
لذلك نحن في الشعب اليمني نواجه عدوان غاشم وظالم حشد كُـلّ قواته وحشد كُـلّ المنافقين في صفه، كُـلّ ذلك لإخضاع الشعب اليمني وإذلال الشعب اليمني واحتلال اليمن ونهب الثروات وتغيير الثقافة التي يحملها هذا الشعب المجاهد، لكن بفضل الله ورعايته خسر الرهان وسوف يخسر العدوان وأدوات العدوان الرهان، لن يساوم هذا الشعب وقيادته القرآنية بكرامته وشرفة وعزتة مهما كان ويكون، وليعلم العدوان وأدواته أن اليمن وشعب اليمن لا يقبل بدون الكرامة والعزة سبيلاً والنصر والحرية والاستقلال.
إما حياة بعزة وكرامة أَو الشهادة في ميادين القتال وهما خياران لا ثالث لهما.