تصعيد إماراتي بأشلاء المرتزِقة.. نُــذُرٌ برَدٍّ أقسى
أكثر من 700 قتيل و1000 جريح بينهم قادةٌ ومئات المفقودين وتدمير وإعطاب أكثر من 100 آلية عسكرية
سلاح الجو والقوة الصاروخية تضاعف الخسائر بعمليات استباقية خاطفة نسفت صفوف الزحوفات الفاشلة
المسيرة: نوح جلّاس
فتح تحالُفُ العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي لمرتزِقته نفقاً مظلِماً في شبوةَ، لتكونَ مرتعاً للخسائر الهائلة على المستويين البشري والمادي، في جولة تصعيدية نخوضها الإمارات على أشلاء وجماجم المرتزِقة؛ بحثاً عن رقعة جغرافية ترد لها شيئاً من الاعتبار بعد توالي الهزائم في مختلف الجبهات الشرقية والغربية، وكذلك تسويقاً للأجنحة المرتزِقة الدخيلة التي ترتب أبوظبي والرياض لوضعها محل الإصلاح الذي خرج عن الخدمة بعد سبع سنوات من الارتزاق والارتهان والتبعية العمياء للاحتلال وانتهاك السيادة.
وخلال الثلاثة الأيّام الأخيرة من الأسبوع المنصرم، تكبدت الإمارات وأدواتها المرتزِقة خسائر مهولة في الأرواح والعتاد جراء 4 عمليات خاطفة لقواتنا المسلحة وأبطال اللجان الشعبيّة تنوعت بين الدفاع والهجوم والمباغتة ونصب الكمائن المتنوعة، لتنضم شبوة ومديرياتها المحرّرة –التي يحاول العدوّ اختراقها– إلى قائمة الميادين التي كانت بمثابة “برمودا اليمن” التي تلتهم عتاد الغزاة وعدتهم وعتادهم، على غرار جبهات الساحل التي وصفها قائد الثورة قبل ثلاث سنوات بأنها الميدان الأنسب للتنكيل بالغزاة وحصد مرتزِقتهم الوضيعة.
خسائرُ مهولة
المتحدثُ الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع، كان على الموعد مع كُـلّ عملية تكبد العدوّ وأدواته خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، ليؤكّـد للمحتفين بفقاعات الاختراقات في شبوة، أن “فشارهم” كان مبنياً على أشلاء الآلاف من المرتزِقة وحطام المئات من الآليات والمدرعات.
سريع أطل في الساعات الأولى ليوم الأربعاء الماضي، ببيان مقتضب، معلناً عن حصاد العملية الخاطفة الأولى التي طالت قوى الغزو وأدواتها المرتزِقة في شبوة، مؤكّـداً بأن قوات الجيش واللجان الشعبيّة تمكّنت بفضل الله من إلحاق خسائر كبيرة جِـدًّا في صفوف مرتزِقة ودواعش الإمارات في محافظة شبوة خلال الأيّام المنصرمة من ذات الأسبوع، موضحًا أن عدد القتلى بلغ أكثر من 515 قتيلاً بينهم قادة، فيما تجاوز عدد الجرحى 850 جريحاً وأكثر من 200 مفقود بحسب مصادر استخباراتية.
ونوّه العميد سريع إلى أن الخسائر المادية بلغت أكثر من 102 آلية ومدرعة بالإضافة إلى تدمير عدد من المدافع الكبيرة والمتطورة.
الكَمُّ الهائلُ من الخسائر المذكورة في بيان سريع، لم تكن حصيلة العملية الخاطفة الأولى فحسب، بل كانت أرقاماً دقيقة رصدتها المصادر الاستخبارية التابعة للجيش واللجان الشعبيّة، في حين أن الخسائر الأُخرى تجاوزت تلك الأعداد بكثير، حَيثُ أكّـد سريع أن مرتزِقة الإمارات ودواعشها تلقوا العديد من الضربات الصاروخية التي استهدفت تجمعاتهم وخلفت أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى في صفوفهم، منوِّهًا إلى أنه سيتم نشر تفاصيل الخسائر في تلك العمليات إلى حين استيفاء المصادر الاستخبارية للمعلومات المتبقية بكل دقة، في مشهد آخر يوضح مدى اختراق الجيش واللجان الشعبيّة الاستخباري لصفوف العدوان وداوته.
زحوفاتٌ مكثّـفة نحو الهلاك
ولفت العميد سريع فجر الأربعاء، إلى أن أبطال الجيش واللجان الشعبيّة مُستمرّون في تسطير الملاحم البطولية والجهادية حتى تدرك الإمارات أن جولتها التصعيدية ستكون وبالاً عليها، لتأتي ترجمة بيان سريع بعد أقل من 20 ساعة، على أرض الواقع بعملية مباغتة ثانية ضاعفت خسائر المرتزِقة البشرية والمادية، ففي مساء الأربعاء، أطل ببيان ثانٍ أكّـد فيه أن قواتنا –بفضل الله– تمكّنت من التصدي لزحف كبير لمرتزِقة ودواعش الإمارات باتّجاه مديريات عين بشبوة وحريب بمأرب استمر لعدة ساعات دون إحراز أي تقدم رغم الغطاء الجوي المكثّـف.
ونوّه العميد سريع إلى أنه تم تكبيد مرتزِقة ودواعش الإمارات خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، حَيثُ سقط منهم العشرات بين قتيل ومصاب، وذلك جراء التصدي المباغت للزحف عبر الكمائن الثابتة و”المتحَرّكة” المتمثلة في الإغارات الاستباقية لمراحل الزحف الإماراتي الداعشي الذي استمر طويلاً وبعدة دفعات، فيما واصلت المنظومةُ القتالية للجيش واللجان الشعبيّة عملياتها عبر أجنحتِها الصاروخية والجوية لتكبِّدَ الأعداء خسائرَ إضافيةً باستهداف تجمعاتهم بصاروخين بالستيين حقّقت إصابات دقيقة وخلفت أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى.
وقد أكّـد العميد سريع أنه تم مشاهدةُ سيارات الإسعاف وهي تهرع لنقلهم بعد الاستهداف، الذي خلف حالات كبيرة من الهلع والخوف والتذمر في صفوف المرتزِقة، وفتح باب الاتّهامات الخيانية بين فصائل المرتزِقة المتناحرين التابعين للرياض وأبو ظبي، الذين يخوضون معركة لحجز مكاناً للارتزاق والعمالة أحدهم على حساب الآخر.
ضربةٌ جوية خاطفة تنسف صفوف الزواحف
ومع استمرار الزخم القتالي للجيش واللجان الشعبيّة بجوانبه الهجومية والدفاعية المباغتة، انضم سلاحُ الجو المسيَّر إلى جانب القوة الصاروخية لمساندة الصفوف الدفاعية والاستخبارية للجيش واللجان الشعبيّة في العملية الثالثة، بضربات نوعية ضاعفت من أعداد القتلى والجرحى في صفوف العدوّ وأدواته من الدواعش والتكفيريين والمأجورين، حَيثُ نفذا عملية مشتركة ظهر أمس الأول الخميس، في ضربة استباقية نسفت صفوف العدوّ التي كانت تتأهب للزحف في عين شبوة.
وقد خرج المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع، ببيان أوضح فيه “أن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر تمكّنا من تنفيذ عملية هجومية ظهر الخميس على تجمعات كبيرة لدواعش ومرتزِقة الإمارات في شبوةَ أثناء تجمعهم؛ بهَدفِ محاولة الزحف باتّجاه مواقع قواتنا في مديرية عين وكانت الإصابة دقيقةً”.
وأكّـد العميد سريع أن العملية سقط على إثرها أعدادٌ كبيرة من القتلى والجرحى المرتزِقة وأثارت حالةَ رعب وإرباك كبيرَين في صفوفهم.
في حين لم تملك دول العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي شيئاً لتفعله جراء الضربات المتوالية الموجعة سوى تكثيف الغارات الهستيرية التي تؤكّـد مدى أوجاعها، حَيثُ شن على أعقاب العملية المشتركة لسلاح الجو والقوة الصاروخية أكثر من 43 غارة جوية حتى اللحظة التي خرج فيها العميد سريع ببيانه بشأن العملية الثالثة والأخيرة في اليوم الختامي لأسبوع التصعيد الإماراتي الفاشل.
استنتاجٌ.. زجاج الإمارات ليس ببعيد
ومع البيانات الثلاثة لمتحدث الجيش واللجان الشعبيّة، عمد العميد سريع إلى تكرار رسالته الأبرز التي أكّـد فيها أن “القوات المسلحة تؤكّـد جهوزيتها الكاملة للدفاع عن البلد والشعب ومواجهة التصعيد الكبير للعدو الإماراتي حتى يتحقّق النصر المبين لشعبنا”.
وجدد العميد سريع التأكيد على “أن عواقب هذا التصعيد الإماراتي ستكون كبيرة وعليهم تحمل نتائج تصعيدهم”، في رسالة قوية تنذر بعمليات خاطفة في العمق الإماراتي الذي يعتبر سهلَ المنال، حسب ما أكّـده سريع في مرات سابقة، وحدّ وصف العديد من المراقبين والخبراء.
ومع نتائج الخسائر المذكورة التي كانت حصاد ثلاثة أَيَّـام من التصعيد الإماراتي المعمد بدماء وأشلاء المرتزِقة، يؤكّـد مراقبون أن استمرارَ التصعيد الإماراتي سينعكس بشكل كبير على أبو ظبي، على هيئة خسائرَ مادية وبشرية واقتصادية يتكبدها العدوُّ الإماراتي في الداخل اليمني المحتلّ، وعمقه الجغرافي المليء بمنشآت النفط المفتوحة أمام أيادي اليمن الطولى، وأبراج الزجاج الهشة “سهلة المنال”.