العدوان.. حبلُ الكذب “طويل”
فهد شاكر أبو راس
إن من المعروف بين الناس والمألوف جِـدًّا في المجتمعات العربية هو أن حبلَ الكذب قصير، إلا في مجتمعنا اليمني كسر مرتزِقة العدوان وأبواقه المأجورة هذه القاعدة الأَسَاسية في إثبات حقيقة الكذب وتبين مداه القصير من خلال أكاذيبهم وحبالها الطويلة جِـدًّا والتي ليس لها نهاية.
سبع سنوات من العدوان على شعبنا اليمني أرضاً وإنساناً، سبع سنوات من الكذب المُستمرّ والمتجدد مع كُـلّ حدث وطارئ.
فهم من جاءوا بالعدوان وهم من صفقوا له بأيديهم وأرجلهم في البداية فتارة قالوا “شكراً إمارات الخير” وأُخرى “شكراً سلمان” وإلى أن بدأ المكر السيء يحيق بهم وطردوا وهم صاغرين من عدن والمناطق الجنوبية وطالتهم بعضاً من النيران الصديقة، فورًا تحولت مصطلحاتهم الكاذبة والزائفة، ومن مصطلح “شكراً إمارات الخير” كان التحول إلى مصطلح “طرد الإمارات مطلب شعبي” وعلى قطر أن تعيد التدخل من جديد.
ومن مصطلح “شكراً سلمان” كان التحول إلى مصطلح “التحالف يدعم الحوثي” وعلى إثر كُـلّ ذلك التحول في المصطلحات، أَيْـضاً “نريد تحالفاً جديدًا تقوده تركيا”.
جماعة هي من أرذل وأحقر ما أنجبت البلدة الطيبة ليس لها موقف ثابت ولا مصطلح دائم متناقضة في كُـلّ مواقفها ومصطلحاتها، وما تمليه عليها المصلحة المادية للجماعة تلبسه بلباس الدين وتقدمه كواجب ديني وفرض من الله على عباده، لم يسبق لها وأن وقفت في ذات يوم مع الوطن ولو بالصدفة أبداً.
جماعة هُمُّها الشاغل هو ما تحقّقه من عائداتٍ مادية، نشأت منذ البداية على الارتزاق والخيانة، ورضعت من ثدي الكذب على الله وعلى الناس، تلبست بلباس الدين وتمظهرت بالوطنية وحب الشعب والسعي إلى خلاصة، وما إن وصلت إلى السلطة نبذت الوطنية وراء ظهرها وباعت الشعب والثورة والثوار، وإلى أن دق ناقوس الخطر على سلطتها في الـ21 من سبتمبر للعام 2014م باعت الدين وباعت الوطن أرضاً وإنساناً.
وهَـا هي اليوم وبعد سبعة أعوام من الكذب والفشل والتخبط بين ضربات الخصم وصفعات الصديق، وبعد أن أحاط بها المكر السيء من كُـلّ حدب وصوب، باتت اليوم عاجزة أمام استيعاب ما يجري من متغيرات وآخرها ضبط السفينة العسكرية روابي التابعة لدويلة الإمارات وأسرها واغتنامها من قبل القوات البحرية اليمنية في إنجاز عسكري هو الأول من نوعه أذهل العالم من أقصاه إلى أقصاه.
بدت هذه الجماعة مصدومة مما حدث وكالعادة سبقت الجميع في هرطقاتها محاولة تقديم ما حصل لسفينة روابي الإماراتية كدليل للناس على صدق سخافاتها وأقوالها غير المنطقية أن الإمارات تدعم أنصار الله بعد أن صفقت هي للإمارات من البداية بأيديها وأرجلها.