ناطق العدوان كمسعر حرب في شبوة.. الرهانُ على عمليات “فاشلة”
محاولة جديدة لغسل وجه العدوان الإجرامي والدموي
المسيرة | عباس القاعدي
ظهر ناطقُ العدوان الأمريكي السعوديّ، تركي المالكي، في مدينة عتق بمحافظة شبوة مؤخّراً متباهياً بتحقيق “نصر” مزعوم ومقلِّلاً من شأن فضيحة “الفيلم المسروق”، واصفاً إياها بـ “الخطأ الهامشي” من المصادر، وهو اعترافٌ ضمني بفشل استخباراتي ذريع، وغطّى الفضيحة والفشل بالإعلان عن عملية عسكرية جديدة عنوانها “حرية اليمن السعيد”.
ويقول الخبير العسكري زين العابدين عثمان: إن الزيارةَ المفاجِئةَ التي قام بها ناطق العدوان إلى محافظة شبوة بعد فضيحته المدويةِ تأتي لإشغال الرأي العام، وَمحاولة التخفيف من صدمة الفضائح الكبرى التي علَّقَ فيها المالكي بخصوص ادِّعاءاته الزائفة بملف سفينة “روابي” وميناء الحديدة والتي سرعانَ ما سقطت بحقائقَ مجلجلة أثبتها الإعلام الحربي اليمني والقوات المسلحة، فالمالكي كان يريد من خلال الزيارة تمرير الفضائح بطريقة مخادعة وتبريرها بنصف اعترافات غوغائية حتى يمكنه من حرف أنظار سخرية العالم من حوله ومن حول تحالف العدوان، بالإضافة إلى تهويل وتضخيم المحاولات الفاشلة والانتصارات المزعومة لمرتزِقة ودواعش الإمارات، في بعض مناطق شبوة، ومحاولة إشغال الرأي العام وإيهامه بانتصارات فراغية لا تتعدى في واقعها العسكري والاستراتيجي اختراقات تكتيكية هشة غير مؤمنة.
ويؤكّـد عُثمانُ في تصريح لصحيفة “المسيرة” أن زيارةَ ناطق العدوان تأتي لتغطيةِ حجم الخسائر والمحرقة الجماعية التي تلتهم مرتزِقة الإمارات خلال الأسبوعين الماضيين، بصورةٍ كارثية والتي وصلت إلى مستوى مهول في الجانب البشري والعسكري، فهناك خسائرُ بشرية وصلت إلى مصرعِ الآلاف من المرتزِقة ومجموعةٍ من أبرز وأهم قياداتهم العسكرية بالميدان، فالزيارةُ ضرورةٌ لتغطية هذه المحرقة الهائلة ومحاولة لإنعاش معنويات من تبقى من المرتزِقة الذين دخلوا في حالة ذعر ويأس وإحباط نفسي كبير.
وفيما يخص إعلان تركي المالكي ناطق العدوان الأمريكي السعوديّ عما سماه عملية “حرية اليمن السعيد”، يؤكّـد الخبير العسكري عثمان أن هذه العملية جزء آخر من حرب المصطلحات التي تديرها قوى العدوان الأمريكي، والتي من أبرز أهدافها محاولة مواجهة عمليات التحرير التي ينفذها مجاهدو الجيش واللجان الشعبيّة على الأرض والذي لاقت صدى استراتيجياً وعسكريًّا كَبيراً وترحيباً وتفاعلاً شعبيًّا غير مسبوق من أبناء المناطق المحتلّة خُصُوصاً في مأرب وشبوة، معتبرًا ما يسمى بعملية “حرية اليمن السعيد” محاولة جديدة لغسل وجه العدوان الدموي والإجرامي لدى المجتمعات التي يسيطر عليها واستعطاف العقول السطحية والغبية وإيهامها بأن المعركةَ التي تدار في شبوة هي للتحرير وأنها تأتي للنماء والازدهار الحضاري والإنساني، فالعدوان الأمريكي السعوديّ يريد أن يضعَ لنفسه موطئ قدم في نفوس هذه المجتمعات التي باتت في الواقع غير قابلة له ولا لجماعاته من المرتزِقة والتنظيمات الإرهابية داعش والقاعدة التي ارتكبت فيهم أبشع الجرائم الإنسانية.
حَــرْفُ الأنظار عن الفضيحة
بدوره، يقولُ الناشطُ السياسي علي جسار: إن زيارةَ ناطِـق العدوان الأمريكي السعوديّ إلى شبوةَ تأتي في إطار إبعاد الأنظار عن الفضيحة المدوية التي تم كشفُها وفضحُها والمتمثلة فيما يسمى صواريخ الحديدة والفيلم الأمريكي، وكذلك رفع معنويات المرتزِقة الذين تلقوا ضرباتٍ قاتلة، حَيثُ تعبر زيارتُه عن فضيحة كبيرة بامتيَاز ودليل إفلاس وإشارة هزيمة إضافية وسقوط أخلاقي وكل ما يمكن إسقاطُه على ما جرى.
ويشير جسار إلى أنه خلال سبع سنوات لم يحقّق العدوان الأمريكي البريطاني السعوديّ الإماراتي أي شيء برغم الإمْكَانيات الهائلة التي يمتلكها والحصار المُستمرّ على الشعب اليمني، مبينًا أن ما حقّقه العدوان أنه جعل المحافظات المحتلّة تفتقر إلى الأمن والأمان والاستقرار والحرية، وانعدام التنمية ويسودها التضخم وسقوط وانهيار قيمة العملة الوطنية نتيجة الطباعة دون تغطية وزيادة في معدلات الفقر والمجاعة وتدمير البنى التحتية والتطبيع مع الكيان الصهيوني.
ولأن ما يسمى بعملية “حرية اليمن السعيد” والتي جاءت على لسان ناطق العدوان المالكي لا تختلف كَثيراً عن سابقاتها “عاصفة الحزم” وَ”إعادة الأمل” والتي جاءت على لسان الناطق السابق لدول العدوان “العسيري”، يؤكّـد الناشط السياسي جسار، أن جميع العمليات التي أعلن عنها العدوان تهدف إلى تركيع اليمنيين وضم اليمن إلى قائمة المطبعين مع الكيان الصهيوني، وهو الأمر الذي لم ولن يحدث أبداً في اليمن، في ظل القيادة الحكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- ولا مكان للخنوع والخضوع والتبعية ولا وجود لها في قاموس اليمنيين.
وبحسب جسار، فَـإنَّ تصعيد العدوان الأمريكي قد وصل إلى نهايته العظمى ولم يحقّق هدفه من وراء هذا التصعيد وهو الوصول إلى محافظة مأرب التي باتت قاب قوسيين أَو أدنى، رغم أن أعداد الأفراد المتواجدين في كُـلّ مديريات شبوة كانت بالمئات فقط ولم يصل إجمالي عددها إلى ألف مقاتل، ولهذا فَـإنَّ اللعبة انتهت.
هزائم وانكسارات
من جانبه، يقول رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الحشد، سند الصيادي: إن زيارةَ المالكي ناطق العدوان إلى شبوة محاولةٌ فاشلةٌ للتغطية على فضيحة المقطع المفبرك المتجزَأ من الفيلم الأمريكي، والذي ساقه هذا الناطقُ والتحالُفُ كدليل يبرّر لهم استهدافُ ميناء الحديدة، مؤكّـداً أن انكشافَ الفضيحة أربكتهم، ودفعتهم للبحث عن انتصارات فقاعية في شبوة، بالإضافة إلى دوافعَ أُخرى تأتي على ذِمَّةِ الهزائم والانكسارات المتلاحقة التي يتلقاها هذا العدوان في أكثر من جبهة عسكرية وعلى مختلف المجالات السياسية والإنسانية والأخلاقية.
ولأن الهزائم المتواصلة تلاحق العدوان منذ سنوات دون تحقيق أية انتصار، يؤكّـد الصيادي أن العدوان أصبح يراهن على آخر أوراقه، وتفعيل ما تسمى بـ “ألوية العمالقة” التي هي في الأَسَاس العناصر الإرهابية المؤدلجة بفكر القاعدة وداعش، في معارك شبوة، التي تلقى المرتزِقة فيها ضربات موجعة وأصبحت محرقة لكل المرتزِقة الذين يدفع بهم العدوان إليها، وحتى يوهموا أنفسهم بالنصر بعد سبع سنوات أعلن ناطق العدوان ما سماه بـ “حرية اليمن السعيد”.
وبحسب رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الحشد، فَـإنَّ العدوان أضاف إلى روزنامة عناوين عدوانه على الشعب اليمني عنواناً آخرَ مفرغاً من مضمونه وفاعليته، بفضل الصمود اليمني الذي أفشل كُـلّ العناوين ومُرِّغَ عددُها وعتادها تحت أقدام المجاهدين البواسل الذين حقّقوا الملاحمَ العظيمة والانتصارات النوعية الأخيرة ضد مرتزِقة الإمارات في شبوة، والتي ألجمت دولَ العدوان الأمريكي وأعادته إلى مربع الإحباط والتخبط من جديد، ولهذا لا قلق ولا خوف، طالما نحن ماضون تحت منهجٍ إيماني خالص وقائدٍ رباني عظيم، والنصر وعدُنا والموعدُ محكومٌ بزيادة الاصطفاف الوطني والإيماني خلف هذه القيادة ورفد الجبهات بالمال والرجال.