إلى المتورِّطين في الخيانة
الشيخ موسى المعافى
واسمحوا لي أن أُخاطِبَ إخوانَنا اليمنيين -للأسف الشديد- أعني المنافقين والمرتزِقة وعباد الريالات والدولارات!!
كيف هانت عليكم أوطانكم!؟ كيف هانت عليكم دماؤكم!؟ ماذا دهاكم!؟ كم كان ثمن تعاسة طفل يتمتموه!؟ وآخر ذبحتموه!؟ وقلب أم أثكلتموه!؟ ماذا دهاكم!؟ أتبيعون الباقي بما هو فانٍ!؟ وتحرقون أرض يمنكم وتذبحون فيها الإنسان!؟
وتدكون منجزات وطنكم ومقدرات أجيالكم بطائرات تحالف العدوان! وترقصون على أشلاء الضحايا من بني جلدتكم مردّدين: شكراً سلمان!
لعمري: إن ما أجرمتموه بحق يمننا لا يجرؤ على فعله حتى الرجيم الشيطان!!
أحقاً قد نسيتم، أنكم على ثراها ولدتم! ومن خيراتها أكلتم! وَلمائها الزلال شربتم! وتحت سماواتها عشتم! وبجمالها الأخّاذ تمتعتم! وفي مدارسها وجامعاتها تعلمتم!
أحقاً نسيتم؟ أنسيتم أن حبها من الإيمان؟ وأن حبة رمل من ثراها أغلى من أرفع الأثمان! وأنها وطن للحكمة والفقه والإيمان، فهي لكل فضيلة عنوان!
أحقاً نسيتم أن لا جزاء لإحسانها إلَّا الإحسان!؟
بالأمس القريب صدعتم رؤوسنا (الوطن.. الوطنية.. السيادة. الاستقلال.. الشرف.. الكرامة.. الحرية…!!)
فأين ولت تلك الشعارات؟ وأين اختفت تلك العبارات؟ وما الذي ألمّ بتلك الخطابات!؟
ولكأني أراكم واحداً ناقصاً سيئاً رذيلاً باع دينه.. وأسخط ربه.. واختان أمته.. وسار مغرباً بينما سارت شعاراته مشرقة تطلب من أهل الله وخاصته.. من شرفاء اليمنيين العدل والإنصاف!
نعم ورب الخلق نعم: سارت مشرقة، وسار مغرباً!
شتان بين مشرق ومغرب!
اليوم يا هؤلاء لو أنصتم لسمعتم تراب وطنكم وأشجاره وأحجاره وسهوله وجباله وحتى أنعامه ومواشيه تنطق بلسان عربي مبين قائله: خسئتم يا أشباه الرجال ولا رجال! خسئتم يا أسوأ الأنذال! خسئتم يا بائعي الدين والوطن بحفنة من المال! خسئتم يا ذوي الرزايا ومسوقي الخبال!
وتخيلوا أنكم الآن على الله تعرضون، وعن كُـلّ جريمة بشعة تسألون، وبالموبقات التي اجترحتموها تؤخذون، وأن ذلك سيكون حقاً مثلما أنكم اليوم تنطقون!
واقرأوا إن شئتم في سورة الصافات، الآية ١٩ – ٢٦، إذ قال ربكم سبحانه: (فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ، وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ، هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ، احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ، وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ، مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ، بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ).
تحسنون تأويلها؟! نعم تحسنون! أبداً، لا أشك في ذلك!
فقولوا لي غداً (ما أنتم فاعلون)؟