خطأ هامشي” أم كذبة القرن.. ما أشبهَ الليلة بالبارحة!
جبران سهيل
لو أنَّهم قومٌ يعقلون لعلموا جيِّدًا أن تدخُّلَهم وعدوانهم على اليمن هو كذلك خطأٌ ليس فقط هامشياً بل استراتيجيٌّ لا جدوى منه، سبع سنوات مرت واليمن يتعرَّضُ لحرب كونية وحصارٍ جائر من قبل تحالفٍ تقودُه أمريكا وتموِّلُه السعوديّةُ وَالإمارات تحت ذرائعَ مختلفةٍ ومتعددة غير مقنِعة حتى لمن يروِّجُها.
قبل أَيَّـام، جاء ناطقُ تحالف العدوان متباهياً في مؤتمر صحفي أمام خبرائهم الأجانب وضباطهم ليعلنَ أنهم يمتلكون أدلةً دامغة وفيديو يظهرُ مخازنَ للصواريخ الباليستية بميناء الحديدة اليمنية، لتدوِّيَ بعد هذا الإعلان فضيحةٌ من العيار الثقيل أن ما تم تقديمُه من قبل مالكي العدوان ليس إلَّا مقطع مجتزَأ من فيلم أمريكي أنتج بالعراق اسمه {Severe Clear}.
المالكي الذي لا يملِكُ من اسمِه ومن تحالفه ونظامه إلَّا ملكيتَهم الحَصريةَ للأمريكي والإسرائيلي لا يملكون قراراتِهم ولا ما الذي يقومون به وما الذي لا يقومون به إلَّا ما يمليه عليهم من أقحمهم في هذه الحرب العبثية التي أخزاهم الله فيها ونصر شعبنا عليهم رغم فارق الإمْكَانيات.
ثم جاء ناعقُ العدوان السخيف دونَ حياء أَو ذرة خجل في اليوم الثالث من هذه الفضيحة ليعلنَ أن ما حدث هو خطأ هامشي وهو تأكيدٌ منه ومن أسياده على عبثيتهم وإجرامهم في حق شعب يُقتَلُ ويُحاصَرُ ولا يعلم لِمَ يحدث هذا وما الجُرمُ الذي ارتكبه ولمَ العالم ملتزمٌ الصمتَ ولا يحرك ساكناً اتّجاه مَن يعتدي عليه ويحاصره دون مبرّر رغم أن فضائحَ هذا العدوان أتى بها اللهُ على لسانهم وهم من يقدم الدلائل على مظلومية اليمن!.
أمريكا هي اللاعبُ الرئيسي في العدوان وهي من تمسكُ بريموت هذه الحرب وتتحكمُ فيها وتوجّـهُ أدواتِها لكل شيء تريدُهم القيامَ به، وهي الشيطانُ الذي يأمُرُ السعوديَّ ويوجه الإماراتي لسفك دماء الشعب اليمني وتدمير مقوماته واستنزاف أموال وَثروات النظامَين السعوديّ والإماراتي، وهي من توقِعُهم في هذه الفضائح التي تتكشَّفُ بفضل الله وحكمة القيادة الثورية اليمنية وتضحيات الأحرار من أبناء اليمن.
يذكِّرُني ما قام به المالكي ناعقُ تحالف العدوان، بما قدّمه وزيرُ خارجية أمريكا السابق، كولن باول، من عرض درامي في مجلس الأمن، وعليه قامت أمريكا باحتلال العراق في عام 2003 مِمَّا أسماها حينذاك أدلةً تثبت امتلاكَ العراق لأسلحة دمار شامل، وبعد أن دمّـروا العراق وحقّقوا أهدافَهم من غزوه اتضح أن تلك الأدلةَ كانت غيرَ صحيحة، اعتذر بسَببِها كولن باول واصفاً ما قام به بالخطأ الرهيب الذي سيظلُّ -حسب قوله- مؤلماً حتى النهاية.. ووصف البعضُ ذلك بكذبة القرن التي جعلت باول يترُكُ منصبَه ويغادر الدنيا وكأن لا شيء حدث!