حرية اليمن السعيد
سند الصيادي
بدأت بشائرُ الحرية والعزة والكرامة تلوحُ رايتُها ومواكبُها في اليمن، وَبدا لأول مرة أن التحالُفَ المعتدي وناطقَه صدقوا أَو صدفوا في توصيف الحالة الراهنة لليمن خلافاً لما قصدوه في إعلانِهم لعمليتهم المزعومة، وَهم عنوانٌ عريضٌ لمفهوم الكذب وفضائحه، غير أن إرادَةَ الله شاءت أخيرًا أن تجهَرَ بفضائحهم على رؤوس الأشهاد بعد سنوات من التستر برداء النفاق الأممي.
من عاصفة الحزم التي أحالها اليمنيون إلى عواصفَ مرتدةٍ تهدّد حاضر ومستقبل هذه الأنظمة، مُرورًا بإعلانهم إعادة الأمل والتي دشّـن اليمنيون بعدها ملاحمَ عظمى قضت على ما بقي من خيوطٍ لآمالهم في الأرض اليمنية، وانتهاءً بالعملية الأخيرة، والتي تأتي متزامنةً مع وضع ميداني مُريحٍ وحالةٍ يمنية متأهبة لمعانقة النصر، وَاقتطاف ثمار التضحيات وحصاد الصمود.
مستعيناً بالمال والنفوذ، يزدادُ العدوان وأدواتُه تقزُّماً، فلا أفلحت العدة والعتاد ولا المسميات الورقية التي يرفعونها في إحداث أية مؤشرات تقلّل من أسهمهم المهرولة نحو المزيدِ من الخيبة، وَليس لها برسم الرجال المستعينين بالله من أثر، غير المزيد من البطولات وارتفاع وتيرة العزائم والمعنويات في الميدان.
وفيما المسيرةُ اليمانية تمضي بعزمٍ متصاعدٍ واندفاعٍ متعاظم، يتبادل المعتدون الأدوار، وبإيعاز الصهاينة الذين يتخذونهم جِداراً، تواصلُ أنظمةُ العمالة والارتهان الرمي بكل ما بقي من أوراقهم إلى المحارق التي أشعلوا هم جذوتها في البلاد، قبل أن يتلقَّفَها اليمني ويصنعَ منها مواقدَ لهم تتآكلُ فيه أدواتُهم ومخطّطاتُهم، كلما امتلأت انتظرت المزيد.
ولا يبدو أن خيوطَ اللهب التي أشعلها الإماراتي في شبوةَ ومناطقَ أُخرى مؤخّراً ستبقى حبيسةَ الأرض اليمنية، وقد يمتدُّ هذا التمادي إلى مُدُنِ الزجاج بعد فواصلَ من الصبر الاستراتيجي والتأنِّي الذي التَبَسَ على الحمقى فهمُه بالشكل الصحيح.
وَقبل أن يقعَ الفأسُ في الرأس ندعوهم إلى العودة إلى أرشيف التحذيراتِ التي أطلقها السيدُ القائد، وتبيان مضامينها بوعي المسؤولية، وبقناعاتٍ متقادمة مفادُها أن القدراتِ جاهزةٌ، والشعب يتلهَّفُ الرد، وبأن الصدقَ في القول والفعل أبرزُ صفات هذا العَلَم الرباني اليماني والإيماني الحكيم.