كونوا مع الصادقين
محمد الضوراني
قال تعالى: (يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللَّه وَكُونُوا مِنْ الصَّادِقِينَ).
الله عز وجل توجيهاته فيها الخير للأُمَّـة والصلاح لواقعها، أوامر الله لم تأتِنا إلَّا من باب رحمته، هو يهدينا سبل الرشاد سبيل الصلاح والتوفيق من الله، لذلك الله أمرنا أن نكون مع الصادقين المتقين، تقوى وصدق؛ لأَنَّ الصفتين متلازمتين تقوى لله هذه التقوى تجعل من يمتلك هذه الصفة العظيمة صادقاً في القول والعمل، بعيداً عن النفاق بعيداً عن الكذب بعيداً عن كُـلّ الصفات التي لا يتصف بهاء المتقين الصادقين، نحن في مسيرة العمل لله وفي سبيل الله، لا بُـدَّ أن نعي أهميّة أن نكون من المتقين حقيقةً من المتقين الصادقين وأن نحمل كُـلّ صفات الإيمان والروحية الإيمانية والكمال الإيماني، من يبتعد عن التقوى والإخلاص والالتزام بتوجيهات الله وقسى قلبه وتعلق بالهواء وتعلق بالدنيا ولو يدعي الإيمان، فهو خاسر وظالم لنفسه قبل ظلمه للناس وللأُمَّـة ظالم لنفسه.
يقول السيد الشهيد حسين بن بدر الدين الحوثي: إذَا فلِنكون صادقين في إيماننا يجب أن يكون إيماناً واعياً بالشكل الذي يخلق لدينا هذه المقومات المهمة، ثقة بالله، اعتماداً على الله، حباً لله، استعانة بالله، توكلاً على الله، ألم يقل هو {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (آل عمران: من الآية122) {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (الطلاق: من الآية3) أليست هكذا الوعود الإلهية؟ وهي وعود أصبحنا في واقعنا -كباراً وصغاراً- لا نثق بها.
مواصفاتُ أولياء الله
من يمثلون أولياء الله حقاً في واقع إيمانهم وتقواهم لهم مواصفات في القرآن الكريم تتجلى في سلوكهم، مواصفات تعكس واقع نفسياتهم، تتجلى في أعمالهم في واقع الحياة.
ويستمر السيد القائد الشهيد حسين بن بدر الدين الحوثي، يتكلم عن صفات المتقين الصادقين: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} (الشورى:37) لاحظ كيف سلوكياتهم تكشف واقع نفسياتهم، التي ملؤها الإيمان الواعي، الإيمان الراسخ، الإيمان الذي لا ارتياب معه، هم يجتنبون كبائر الإثم حياء من الله، ولما لكبائر الإثم من أثر في جعلهم غير جديرين بتحقيق وعود الله على أيديهم ولهم.
{وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} لا يتجاوزون الحق، لديهم اهتمامات كبرى، لديهم حرص على رضى الله سبحانه وتعالى، فسيصفح وسيغفر لأخيه إذَا ما بدرت منه إساءة أَو زلة، هو لا يريد أن يغرق المجتمع في مشاكل ثانوية تصرفه عن القضايا المهمة التي يجب أن يعطيها كُـلّ اهتمامه، فهم عادةً إذَا ما غضبوا لا يدفعهم غضبهم إلى التجاوز، ولا إلى الباطل، بل يغفرون أَيْـضاً.
{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ} (الشورى: من الآية38)؛ لأَنَّهم مؤمنون بربهم فاستجابوا له في كُـلّ ما أرشدهم إليه، وكل ما أراد منهم، وطلبه منهم.
لذلك الإيمان شيء مهم في صلاح الأعمال وفي صلاح وإصلاح المجتمع المؤمن، مجتمع يحمل كُـلّ قيم الإيمان يقف المواقف الصحيحة التي أمرنا الله أن نقف بها في واقع الحياة، نتحَرّك مع المؤمنين في جهادهم وتضحياتهم ونقف مع الصادقين ونبتعد عن الكاذبين والمنافقين، مجتمع مؤمن صادق في إيمانه، إذَا خالفنا هذا التوجيه المهم من الله سوف نخسر، نحن عندما نصبح مجتمعاً مرائياً منافقاً يقف مع الكاذبين ويمشي حسب المصالح الشخصية ولا نعي أهميّة أن نكون أمة تحمل الوعي والبصيرة من خلال القرآن نبتعد عن النفاق والكذب والمجاملات والشللية.
الأُمَّــة الحقيقية هي التي تبني العلاقات فيما بينها البين من خلال توجيهات الله وتعليماته ومن خلال الروحية الإيمانية هي الأُمَّــة التي وعدها الله بالنصر والتأييد الإلهي، الخير والفوز بالجنة والنجاة من النار.