دويلة الإمارات.. أمنت العقابَ فأساءت الأدب فوجب تأديبها
صدام حسين عمير
مبدأُ الثواب والعقاب مبدأٌ أقرته جميعُ الشرائع السماوية وعملت به وطبّقته جميعُ المجتمعات فيما بينها حتى يستقيمَ الوضع لها؛ لأَنَّ هناك نوعيةً من البشر غير الأسوياء في السلوك والخُلُق إذَا أمنت العقابَ تمادت وعاثت في الأرض فساداً.
وأفضلُ عينة لتلك النوعية من البشر هم حكام دويلة الإمارات، ذلك الكيان الناتج من اتّحاد إمارات ساحل عُمان والذي منذ نشأته بداية سبعينيات القرن الماضي بإشراف المستعمر القديم الإنجليزي ورعاية المستعمر الحديث الأمريكي وذلك كغيره من دويلات ومشيخات الخليج العربي وَبحيث تكون توجّـهات وسياسة ذلك الكيان متوافقة مع المصالح والسياسة الأمريكية والإنجليزية وإن لم تجاهر بذلك علناً مع إظهارها نفاقاً وقوفَها مع قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
ومع الطفرة المالية في دويلة الإمارات وخُصُوصاً في مشيخة أبوظبي والناتجة من ارتفاع أسعار النفط ومع استحواذ شيوخ ذلك الكيان بالنصيب الأكبر من عوائده وخُصُوصاً شيوخ أبوظبي، استغلوا تلك الثروة المالية الهائلة وسخّروها ضد مصالح الأمتين العربية والإسلامية وخدمة لأسيادهم الإنجليز والأمريكان وأقاموا علاقاتٍ وطيدةً مع أعداء الأُمَّــة من الصهاينة المعتدين، متخليين ومنسلخين بذلك عن كُـلّ قيم ومبادئ الأمة لتصبح دويلتُهم مرتعاً للفجور والمعصية.
توهَّمَ حكامُ الكيان المصطنع أن ثروتهم المالية الضخمة وَالمسخَّرة ضد الأُمَّــة ومصالحها سوف تصنع لهم سُمعةً وهيبةً وثقلاً في الساحة الإقليمية والعالمية فأنفقوا أموال الأُمَّــة في إشعال الفتن والحروب داخلها عن طريق إنشاء ودعم التنظيمات المسلحة المشكَّلة أصلاً من جماعات متطرفة ومِن لفيفٍ من شُذَّاذ الآفاق.
اليمنُ السعيدُ كانت من تلك الدول من تدخلت دويلة الإمارات في شؤونها، فشاركت في العدوان عليها الذي يشارف عامه السابع على الأفول واحتضنت بقايا نظام الهالك عفاش وأنشأت تشكيلاتٍ وتنظيماتٍ عُنصريةً تكفيريةً تنشُرُ الفوضى وتبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد كما فرضت سيطرتها على منابع الثروات النفطية والمعدنية في المناطق المحتلّة من اليمن، ناهيك عن سعيها إلى بسط نفوذها على الموانئ والجزر اليمنية، كُـلّ ذلك في إطار المشروع الصهيوني الأمريكي البريطاني الهادف إلى الهيمنة على الجزر اليمنية وإنشاء قواعدَ عسكرية فيها، حَيثُ يعتبر الكيان الإماراتي من الأدوات الرئيسية داخل المشروع.
توهم زنادقة مشيخة أبوظبي أن عمالتهم لأمريكا وللصهاينة مانعتُهم وأبراجهم الزجاجية من بأس أحفاد الأنصار ولم يَدُرْ في خلدهم أن أولي القوة والبأس كان تركيزهم على تأديب قرن الشيطان النجدي المتزعم للعدوان مع إعطاء فرصة لبقية دول العدوان الأُخرى ومنها الكيان الإماراتي لتصحيح أخطائها وكف أذاها عن اليمن وأهله، لكن غض الطرف عن الأوغاد جعلهم يتمادون في غيهم ويظهرون بحجمٍ أكبرَ من حجمهم فكان لزامًا تأديبُهم والذي بدأ أولى عملياته أمس الاثنين.