عُمقُنا العربي
خالد أبو اياد جرادات*
آخرُ ما رشحت به قريحةُ مرتزِقة كازيات الخليج وأتباعهم في وطني فلسطين كي يدينوا القصف اليمني المبارك الذي طال مواقعَ حسَّاسَة في دويلة الإمارات – والذي سيتكرّر قريباً بإذن الله – هو مقولة (عُمقنا العربي).
حسنا، نحن مع توطيد علاقتنا بعمقنا العربي، لكن بعمقنا العربي الحقيقي وليس ذلك العمق الخائن المطبوع بنكهة صهيونية، عمقنا العربي الشامخ المقاوم للاستعمار وليس ذلك الذليل الذي يصفه أسياده بأنه مُجَـرّد بقرة حلوب، عمقنا العربي الذي يجيد الحديث بالعربية وليس أولئك الذين يرطنون كلاماً لا نفهم معظمه.
عمقنا العربي هو ذلك الذي يلتزم بقضية فلسطين وبوصلته تشير للقدس، لا عبيد أمريكا الذين قبلتهم تل أبيب.
عمقنا العربي الذي يجب أن نحافظ عليه ونوطد علاقتنا معه هو صنعاء العربية التي إذَا نزلت فيها وجدت كُـلّ شيء هناك يعرب بفصاحة عن عشقه لفلسطين، لا دبي التي لا تستطيع التسوق فيها إن لم تتقن لغة المستعمر ولا تجد فيها ما يشعرك بأنك نزلت عند أهل عروبة أَو دين.
عمقنا العربي موجود في ساحة السبعين بصنعاء، تلك الساحة التي تهتف لفلسطين بكل مناسبة وصرختها الموت للكيان، لا في ماخونات التطبيع بمدينة أبو ظبي.
عمقنا العربي مع اليمن الذي يعرض على النظام السعوديّ أن يفرج عن الأسرى الفلسطينيين من سجون السعوديّة مقابل أن يفرج عن طياريها المجرمين اللذين قصفا عاصمة الحضارة اليمنية.
عمقنا العربي في سوريا التي احتضنت وما زالت تحتضن المقاومة وتدعمها بالسلاح والسياسة والإعلام، لا مع أنظمة الغدر والخيانة في الخليج التي أنفقت عشرات المليارات لتدميرها بشهادة وزير خارجية قطر حمد بن جاسم.
عمقنا العربي في لبنان مع سيد العرب وحزب الرحمن هناك، الذين هزموا الكيان مرتين، فبات يعتبرهم خطرا وجوديا عليه. لا مع جعجع وغيره من مرتزِقة الخليج هناك الذين ليس لهم هدف ولا عمل ولا مسوغ وجود سوى نزع السلاح من أيدي المقاومين هناك.
عمقنا العربي في العراق مع يقاوم المحتلّ الأمريكي لا مع من يهادنه بضغط خليجي.
عمقنا العربي في كُـلّ قطر عربي مع كُـلّ حركة ومؤسّسة وفرد يرى التطبيع مع كيان العدوّ الصهيوني خيانة، وليس مع عرّابي التطبيع والنذالة والذل والخضوع والعبودية.
وأخيرا: نؤكّـد أن العلاقة بين عمقنا العربي والمقاومين من أبناء وطننا وطيدة جِـدًّا، وهذا ما يغيظ المطبعين من أبناء جلدتنا ووطننا.
* كاتب فلسطيني