باب العفو العام لن يستمر مفتوحاً إلى ما لا نهاية وعلى المغرر بهم اغتنام الفرصة وسرعة العودة إلى صف الوطن
رئيس اللجنة الرئاسية لدعوة المتورطين في الخيانة بمحافظة صنعاء حسن الحوثي في حوار لـ “المسيرة”
المسيرة – حاوره منصور البكالي
دعا رئيس اللجنة الرئاسية لدعوة المغرر بهم بمحافظة صنعاء حسن الحوثي، أبناء المحافظة للعودة إلى صف الوطن واغتنام فرصة العفو العام، مؤكّـداً أن القيادة السياسية والثورية يولون ملف العائدين اهتماماً خاصاً لإخلاء المسؤولية أمام الله والشعب، مطالباً المغرر بهم إلى اغتنام الفرصة وسرعة العودة ومراجعة المواقف والحسابات الخاطئة.
وقال الحوثي في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة” إن العدوّ الأمريكي السعوديّ ركز في استقطابه على الأكاديميين والتربويين وعمل على تفريخ المجتمع بمعاهداته التي استمرت في نشر الثقافات المغلوطة والأفكار الخاطئة منذ عقود.
إلى نص الحوار:
– بداية نرحب بكم، ونأمل اطلاع الشعب والرأي العام على البرامج والخطط التي تعملون عليها لإعادة المغرر بهم من صفوف العدوان الأمريكي السعوديّ على شعبنا اليمن؟
من خلاْل دعم وتعزيز الحملة الوطنية لدعوة وإعادة المغرر بهم إلى حضن الوطن ومن هذا المنطلق وتحت هذا الشعار تم تشكيل لجان على مستوى المحافظات كمرحلة أولى قبل شهرين ونصف في اجتماع مركزي حضره الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي المشاط، وإعطاء في الاجتماع مهلة شهرين لعودة المغرر بهم بشكل طوعي وغير مشروط وفق تنسيق عبر العقال والمشايخ والوجاهات الاجتماعية والسياسية وعبر القنوات المقرة المتمثلة في الرقم الوطني بوزارة الدفاع (176) وَأَيْـضاً عبر أقسام الشرطة ومدراء المديريات والسلطات المحلية على مستوى المحافظات.
لقد كانت هذه المرحلة الأولى ودشّـنت بشكل كبير، وتم فيها إصدار بيانات المغرر بهم على مستوى المحافظات والمناطق، وتم خلالها تشخيص المغرر بهم، من ناحية إمْكَانية الاستجابة والتجاوب من عدمه، كما تم تداول المعلومات في الجهات المختصة؛ باعتبَارها المرحلة الأولى تهيئة لما بعدها من المراحل التي تم الانتقال حينه من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية بطريقة مباشرة والمتمثلة في النزول الميداني والتكتيكي على مستوى المحافظات لدعوة المغرر بهم من قبل جميع الجهات المختصة اجتماعياً ورسميًّا وقبلياً وفكرياً ومن جميع المجالات أكاديمياً وتربوياً وعلمائياً ومن جميع المجالات والتوجّـهات ومن جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية والجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني.
كما تم تشكيل لجان مركزية على مستوى المحافظة يليها تشكيل لجان وغرف متابعة على مستوى المديريات والعزل وهذه كانت تعتبر المرحلة الثانية واستمرت لأكثر من شهر يليها المرحلة الثالثة التي نحن الآن بصددها وهي إنزال لجان رئاسية عليا من كبار رجال الدولة تتكون اللجنة من عضو مجلس سياسي ونائب رئيس وزراء إن وجد أَو مجموعة من الوزراء إضافة إلى مجموعة من أعضاء مجلسي النواب والشورى وغيرهم من الشخصيات والوجاهات ذات التأثير والنفوذ الكبير في أوساط المجتمع على مستوى المحافظة، ومن ثم النزول وعقد لقاءات مع اللجنة المركزية في المحافظة وغرف العمليات المركزية المعنية بهذا الملف ثم النزول لعقد لقاءات على مستوى المديريات والعزل لإعطاء دافع قوي لهذا العمل وتحقيق تقدم بشكل كبير، كما هو لإخلاء المسؤولية أمام الله وأمام الشعب في أن الجيش واللجان الشعبيّة والمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني نسقوا العلاقة ويمهدون الطريق أمام من يرغب في العودة إلى حضن الوطن.
– هناك من يسأل عن كيفية تعامل الحكومة والشعب مع العائدين.. كيف سيتم التعامل معهم رسميًّا وشعبياً؟
تعاملنا واضح ومناسب وسليم ومعروف لدى كُـلّ أبناء الشعب وسبق أن عاد العديد من المغرر بهم إلى حضن الوطن وعرفوا تعاملنا العادل والمنصف معهم، وهو أن يعيش العائد في ظل هذه الحكومة وله ما لنا وعليه ما علينا، ويتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها كُـلّ أحرار شعبنا اليمني في المناطق الحرة من قوى الغزو والاحتلال وأدواتها.
ونحن هنا وعبر منبر صحيفة “المسيرة” نؤكّـد أننا بهذه الخطوات الثابتة قد فتحنا باب العودة بشكل أوسع أمام المغرر بهم ومن دوائر متعددة وبزخم كبير علمائي ومجتمعي وتربوي وأكاديمي وقبلي كبير لكي يكون هناك استجابة وثمرة لهذا العمل تلبي تطلعات كُـلّ مكونات الشعب، ونأمل أن لا يخسر المغرر بهم هذه الفرصة فقد لا يطول العفو العام وفتح هذا الباب أمام عودتهم فلا يضيعوها كما أضاعوها من قبل خلال الفترات السابقة.
– ما تقييمكم لأداء اللجان المركزية وغرف العمليات في المديريات؟
لله الحمد والفضل لقد حقّقت إنجازاً وتقدم جيد جِـدًّا وهي في مراحلها الأولى، كما لا ننكر جهود اللجان وغرف العمليات على الأعمال التي يقومون بها وبمتابعتها وهناك تقدم نسبي في بعض المديريات وهناك إخفاق في بعض المناطق.
– ذكرتم أن هناك نجاحاً بنسب متفاوتة من مديرية إلى أُخرى ومن محافظة لأُخرى.. ترى ما هي أسباب ذلك من وجهة نظركم وبحسب اطلاعكم وملامستكم لهذا الملف؟
نتيجة الظروف ومدى وعي المغرر بهم وكذا نتيجة لبعض التقصير في المتابعة من المعنيين على المستوى الميداني ومدى الجهود المبذولة في الواقع وهذا يمكن معالجته وتفاديه من خلال الاستمرار في التقييم والمتابعة والتعديل.
ونعتقد جازمين بأن معركتنا مع الأعداء هي معركة وعي بالدرجة الأولى وتتطلب جهود كبيرة ومضاعفة ومُستمرّة؛ لأَنَّ الاستمرارية تمثل القاعدة الأَسَاسية للنجاح في العمل وهذا ما نلمسه من خلال متابعتنا للإخوة في اللجان الفرعية ومتابعة رئاسة اللجنة المركزية لنا أَيْـضاً على مستوى مندوبي الفرق المركزية على مستوى المحافظات وعلى مستوى اللجان الرئاسية وكذا التوجيهات المباشرة عن أهميّة التغطية الإعلامية ومتابعة تفاصيل وتقارير العمل بشكل مُستمرّ وبشكل يومي.
– المغرر بهم وأسرهم عندما يفكرون بالعودة يتساءلون عن الضمانات التي تقدمونها لهم، فما هي هذه الضمانات؟
هناك استمارة تحتوي على مجموعة من البيانات من ضمنها (أن يعيش العائد باستقرار، وأن يتمتع بحريته كاملة كأي مواطن يمني دون أي تمييز أَو تهميش أَو إقصاء، كما أن لنا عليه بأن تكون سلوكياته طبيعية وخالية من المشكلات وافتعالها، وإن وجدت تحل في إطارها القانوني كأي مواطن لم يذهب للقتال مع العدوان، وهناك توجيهات للجهات الأمنية والاستخباراتية بأن أي عائد لم يصدر منه أي أعمال أَو تحَرّكات تخدم العدوان فلا يجب أن يتخذ بحقه أي إجراء وأن يتعامل معه الجميع تعامل طبيعي).
– من هي الجهات التي تعملون بالتنسيق والتعاون معها رسميًّا واجتماعياً؟
بالنسبة للجانب الاجتماعي نعتمد على المشايخ بالدرجة الأولى؛ لأَنَّهم يعرفون أبناء قبائلهم والطرق والقنوات المناسبة للتواصل بهم والتعامل معهم، وكذا الوجاهات القبيلة بما في ذلك أعضاء مجلسي النواب والشورى والمجالس المحلية وكل الوجاهات ذات الثقل الاجتماعي في الميدان.
– هناك من يسأل عن دور قيادات الأحزاب السياسية المؤيدة للعدوان ممن هي لا تزال في الداخل واتخذت مواقف السكوت والتفرج أَو التمويه في الفترة السابقة؟
في هذا الإطار نستطيع القول إننا في اللجان المركزية أشركنا هذه الجهات وهذه القيادات وهي من الجهات المعنية بتفعيل دور الحملة، كما أشركنا الأكاديميين والتربويين وخطباء الجوامع؛ كونهم من يحملون الرسالة إلى المجتمع وإلى أبناء وآباء وأُمهات وزوجات وإخوة وأخوات المغرر بهم، وبالتالي لم يقتصر العمل على شريحة أَو فئات بعينها، بل العمل تكاملي مع الجهات الرسمية في تسهيل هذه الأعمال ومتابعتها وتقييم أثرها في الميدان.
– ذكرتم التقييم والمتابعة لأهميتها في هذا العمل وفي هذا الظروف هل التقييم والمتابعة لما تحقّقه اللجان بشكل أسبوعي أَو شهري أَو دوري أَو سنوي؟
“هناك اجتماعات أسبوعية لكل اللجان على مستوى المديريات وهناك اجتماع أسبوعي مع اللجنة المركزية في المحافظة، وهناك نزول ميداني مشترك من اللجنة الرئاسية واللجنة المركزية على مستوى المحافظة للنزول إلى المديريات كُـلّ مديرية لمدة (15) يوماً، يترافق معها تقييم غرفة العمليات المركزية لغرف العمليات الميدانية من خلال التقارير وعدد الاستمارات للعائدين، ومن خلال التفاعل ومن خلال الاتصالات”.
أيضاً “نحن في محافظة صنعاء أجرينا بعض اللقاءات المشتركة ما بين أطراف العمل في الميدان لمعرفة ما هي الإيجابيات التي نجحت فيها اللجان لتعزيزها، ومعرفة ما هي السلبيات التي تواجه العمل سوى على مستوى التنسيق أَو على مستوى التفاهم أَو على مستوى الاتصال أَو على مستوى تحديد النطاق الجغرافي لإدارة العملية، وبالتالي عملنا لقاءات مكثّـفة شبه يومية مع مختلف اللجان من جميع الجهات لمعرفة ما هي الإيجابيات والسلبيات والعمل عليها”.
– ما مدى التجاوب والتفاعل معكم منذ بدأ العمل في لجان دعوة المغرر بهم واستقبال العائدين منهم على مستوى محافظة صنعاء؟
قبل الإجَابَة إذَا ما اطلعنا على التقييم على مستوى المحافظة فهذا سيحدث نوع من التنافس بين اللجان وغرف العمليات على مستوى كُـلّ مديرية، وأستطيع أن أقول كممثل للجنة الرئاسية لمحافظة صنعاء بأن نسبة العائدين جيدة جِـدًّا ونوعية؛ لأَنَّ الحشد الذي تم من محافظة صنعاء إلى صفوف العدوان الأمريكي السعوديّ كان حشداً نوعياً ولم يعتمد العدوّ فيه على استقطاب العامة بل كان تركيزه على شريحة الأكاديميين بالدرجة الأولى؛ لأَنَّه كان يوجد للعدو أكثر من أربعة معاهد تفريخ على مستوى المحافظة وهذا كان له أثر، وأكبر شريحة مستقطبة إلى جانب العدوّ في هذه المحافظة كانت من التربويين وكان هناك شغل عليهم في حدود (300) من إجمالي (1700) وَأَيْـضاً هناك إجمالي (280) وما يصل إلى 700 مما هو محشد من المحافظة.
– ما هي المشكلات والعراقيل التي تواجه عمل اللجنة الرئاسية لمحافظة صنعاء واللجان المركزية في المديريات؟
الإجَابَة على السؤال تتكون من شقين الشق الأول: يتمثل في كون النطاق الجغرافي لمحافظة صنعاء محادد لجبهات العدوّ وبالتالي لا تستخدم مديريات صنعاء لمُجَـرّد استقطاب العدوّ بل ولتهريب مرتزِقته المستقطبين من المحافظات الأُخرى في بعض الأجزاء خُصُوصاً التي هي باتّجاه الجهة الشرقية.
الشق الثاني: هناك مشاكل واجهت اللجان الميدانية متمثلة في طرق التهريب كما تعلمون أن مديرية صرواح محاددة لمديرية بني ضبيان ومديرية بني حشيش ومناطق من مديرية خولان الطيال، وهناك مديرية نهم كانت جبهة عسكرية في الفترة السابقة وهناك تم شق طرق فرعية وعرة غير خدمية للجانب المدني؛ باعتبَارها أنها كانت جبهات عسكرية حين تم فتح بعض الطرقات من جهة العدوّ، وتم فتح طرق من قبل الجيش واللجان الشعبيّة، والآن بعد تطهير هذه المناطق أصبحت هذه الطرق وسيلة تهريب، وبالتالي شكلنا فريق خاص من الجهات المختصة بما فيها الجهات الأمنية والاستخباراتية لتقييم هذه الطرق وإعطاءنا قائمة بالطرق الخدمية لإبقائها مفتوحة لكي يتم تقوية النقاط الأمنية فيها لمنع التهريب، وما هي الطرق التي لم تعد ذات جدوى وليس هناك داعٍ لوجودها ليتم سدها وإغلاقها لفترة مؤقته.
أيضاً من المشاكل الذي سمعناها من اللجان الميدانية، أن هناك بعض العائدين لديهم بعض المشاكل اجتماعية وأسرية سابقة، وبالتالي يكون لها أثر على العائدين خُصُوصاً إذَا كانت المنطقة التي ينتمي إليها المغرر به قد انطلق منها مجاهدين كثر للدفاع عن الوطن، ويكون في بعض الأحيان تحسس من مثل هذه القضايا، أما بعض الشخصيات التي هي عسكرية بحتة وظهرت بمظهر الحياد خلال الفترة السابقة وعندما جاء تفعيلها في الوقت الحاضر بمواقف ركيكة أصبح العين للمراقبة عليها أكثر من السابق مما جعلها تعيش بعض المواقف المهزوزة حين يأتي ليراجع في شخصية ما أَو في موضوع ما أَو في قضية ما ويكتشف أنه ما يزال “نظام سابق” أَو ما يزال يخدم أطرافاً خارجية تتبع العدوان.
واعتقد أن هذه المشاكل بسيطة ويمكن حلها من خلال اللجان الميدانية وسبق أن طرحنا مثل هذه المشاكل نصب أعين اللجنة الرئاسية لحلحلتها في الميدان.
– رسالة أخيرة؟
رسالتنا إلى المغرر بهم وإلى أهاليهم ندعوهم كإخوة يمنيين أن يعودوا إلى هنا وأن يغتنموا فترة العفو العام وحلم وصفح وسعة صدر القيادة القرآنية التي يرى الشعب أن فوق ما يستوجب، ولكن قيادتنا ذات الثقافة والمنهجية والأُسلُـوب القرآني الحكيم، لم يرى منها شعبنا إلا النقاء والتأييد والرعاية، وأدعوهم بدعوة الدين والقبيلة والعرف والأُخوة وبكل مبدأ حسن بأن يعودوا إلى هذا الوطن الذي هو متسع للجميع ويحميهم ويحمي وطنهم وقيمهم وحريتهم وكرامتهم، ويمنحهم الاستقلالية والحرية والعزة والكرامة، وهذا شرف عظيم، ليس فيه خسارة بل الخسارة عندما يكون الشخص مرتمياً عندما يكون الشخص مرتزِقاً، عندما يكون الشخص مبتذلاً، عندما يكون الشخص سلعة رخيصة للبيع والشراء في سوق الحرب العبثية، وجندياً في يد الغزاة والمحتلّين ولتنفيذ أجندة خارجية تصب في صالح أمريكا وإسرائيل بالدرجة الأولى.