مأساة الحي الليبي بصنعاء.. إفلاسٌ أمريكي سعوديّ إماراتي كبير
المروني: اثنان من المسعفين استشهدا جراء الغارة الثانية التي استهدفت الحي الليبي بصنعاء
الرفيق: العدوان ألقى قنابلَ عنقودية على الحي الليبي بصنعاء
مفتاح: القصاص من القتلة أهمُّ رادع لكل من تسوّل له نفسُه استرخاصَ دماء الأبرياء
المسيرة | أيمن قائد – محمد حتروش
يواصلُ السفاحُ السعوديُّ والإماراتي بضوءٍ أخضرَ أمريكيٍّ مسيرةَ سفكِ الدماء وقتل الأبرياء من أطفال ونساء اليمن منذ أكثر من سبعة أعوام، مركِّزاً استهدافَه على الأحياء السكنية المكتظة بالسكان في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات “الحرة”.
وعادت مشاهد الدماء والأشلاء من تحت الأنقاض إلى الواجهة، لتدمي القلوب وتوجعها، وتزيدها ألماً على ألم، ومن بين هذه الفواجع هذه ما حدث من جريمة مؤلمة لأسرة بيت الجنيد في العاصمة صنعاء، وكذلك القصف المتوحش للسجن الاحتياطي بصعدة، وقصف مبنى الاتصالات بمحافظة الحديدة، والذي نتج عنه كذلك تدمير البوابة اليمنية للإنترنت وعزل اليمن عن العالم.
وتكشف جريمة استهداف بيت الجنيد في الحي الليبي بصنعاء عن مدى الحقد الدفين لهذا العدوّ، ووحشيته، وإفلاسه، وعدم ارتوائه من دماء اليمنيين الأبرياء على الرغم من مرور 7 سنوات من القصف المتواصل والمتوحش على بلادنا.
وفي واحدةٍ من أسوأ الجرائم التي حدثت في اليمن، عبَّر الكثيرُ من المواطنين عن ألمِهم وحُزنِهم، لما حَـلَّ بأسرة بيت الجنيد، وتعمد العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي الإسرائيلي إبادة هذه الأسرة، متجاهلاً النساء والأطفال، في ظل صمت مطبق مخيف عربي ودولي.
ويقول القائمُ بأعمال وزير حقوق الإنسان، علي الديلمي: إن جريمة استهداف بيت الجنيد في الحي الليبي بصنعاء تضاف إلى سجلات دول العدوان بحق المدنيين الأبرياء، لافتاً إلى أن هذا هو سلوكهم الإجرامي؛ وَلأَنَّهم عاجزون في الجبهات وفاشلون في كافة تحَرّكاتهم فَـإنَّهم يعمدون للمدنيين حقداً ووحشية وتجاهلاً، لكافة المواثيق والاتّفاقيات الدولية بتغطية أمريكية وبضوءٍ أخضرَ منهم، محمِّلاً الولايات المتحدة الأمريكية والسعوديّة والإمارات، وكل أعضاء تحالف العدوان وتحالف الشر كافة المسؤولية، مؤكّـداً أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم.
ويضيف الديلمي أن رسالة الجيش والقوه الصاروخية واضحة في التزامهم بحماية المدنيين ومعاقبه كُـلّ من يجرؤ بحقهم، وأن استهدافَنا لهم لأهداف عسكريه وحيوية ووفق القانون الدولي عكس جرائمهم بحق أبناء شعبنا.
قنابلُ عنقودية
بدوره، يشير مدير مكتب الصحة بأمانة العاصمة، الدكتور مطهر المروني، إلى حجم الاستهداف الذي أَدَّى إلى إزهاق أرواح الأبرياء في حي الليبي، مؤكّـداً قيامَ سيارات الإسعاف والفرق الطبية والدفاع المدني والمواطنين بالمسارعة لإنقاذ الجرحى وانتشال الشهداء من تحت الأنقاض، وأنه تم إسعاف الجرحى إلى المستشفيات، وقد تم إدخَال بعضهم إلى العناية المركزة في حالة خطيرة، مُشيراً إلى استشهاد اثنين من المسعفين نتيجةَ الغارة الثانية بنفس المكان المستهدف.
وأدان الدكتور المروني جرائمَ العدوان الوحشية بحق المدنيين من النساء والأطفال، محملاً الأمم المتحدة ومجلس الأمن الراعي الرسمي للعدوان على اليمن كامل المسؤولية على الجرائم الذي يرتكبها تحالف العدوان في اليمن والذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال أدواتها السعوديّة والإمارات.
من جانبه، يوضح ناطق وزارة حقوق الإنسان، حميد الرفيق، أن العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي شن غارتين تحملان قنابلَ عنقودية على الحي الليبي بالعاصمة، مُشيراً إلى أن هذه الجريمة تأتي ضمن سلاسل الجرائم التي يرتكبها العدوان في مختلف المحافظات.
ويؤكّـد الرفيق أن هذه الجريمة مخالفة للقانون الإنساني الذي أوجب على كافة الصراعات المسلحة تجنُّبَ استهداف المدنيين، متبعاً أن العدوان يستهدفُ أعياناً مدنية دون تمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية الهدف مدني مكتمل الأركان.
القِصاصُ مطلبُنا
ونتيجةً لتراكم التوحُّش الأمريكي الصهيوني السعوديّ على المدنيين في اليمن، فَـإنَّ مسارَ السلام لن يكون وارداً على الإطلاق، كما أن الردَّ اليماني سيكون قادماً لا محالة، وبطريقة أقوى وأعنف من ذي قبل.
ويقول مستشارُ رئيس المجلس السياسي الأعلى، الأُستاذ محمد أحمد مفتاح: إن استهدافَ منزل العميد عبد الله قاسم الجنيد وبداخله النساء والأطفال منح الطيرانَ المُسَيَّر والقوة الصاروخية حق الرد بالمثل على من أصدر الأوامر ومن قام بتنفيذ الجريمة أَو ساعد على تنفيذها.
ويضيف مفتاح: “لقد استشهد العميد عبد الله الجنيد وغريمه واضح كما استشهد معه ابنه العريس قبل عدة أشهر ماجد عبدالله قاسم الجنيد وزوجته كما استشهد معهم الطالب/ محمد إسماعيل الجنيد، والطالب/ مازن إسماعيل الجنيد، والطالب أكرم عبدالله الوجيه؛ الذين كانوا يسكنون لديه لمواصلة تعليمهم، كما استشهد وجرح مجموعة من نساء العائلة
1- إيناس السقاف
2- مروة مصطفى الجنيد
3- د. سارة أحمد الجنيد بنت أخيه
4- د. مروة أحمد الجنيد بنت اخيه
5- صفاء أحمد الجنيد بنت اخيه
و١٣ شخصاً، استشهدوا من هذه العائلة، غير الجرحى من العاملين بالمنزل والجيران.
ويدعو العلامة مفتاح القيادةَ الحكيمة والشجاعة للتوجيه بسرعة معاقبة الجناة؛ كَون الجريمة واضحةً والجاني واضحاً وسيكون الله في عونهم (ومن قُتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سُلطاناً)، مؤكّـداً أن القصاص من القتلة أهم رادع لكل من تسول له نفسُه استرخاصَ دماء الأبرياء وإزهاق أرواحهم استكبارا وعلواً وغطرسة.
ويستمرُّ مسلسلُ العدوان الدموي في سفك المزيد من دماء الأبرياء ليرتفع سقف الجرائم ومستوى المجازر، وليعلم العالَمُ أنه ليس لديهم أهداف سوى الأطفال والنساء والمواطنين الأبرياء.
ويقولُ جار الضحية الجنيد، حسين حمود شرف الدين: إن هذه العدوان القذر الذي لا يستهدف سوى الأعيان المدنية من منازل ومستشفيات وطرق ومدارس وبنى تحتية تحاول دول العدوان أن تخضع أَو تركع أَو ترهب الشعب اليمني عبر قتل المدنيين وهم في منازلهم.
ويؤكّـد شرف الدين أن هذه الجرائم لن تزيدنا إلا ثباتاً وإصراراً على مواجهته وهي تؤكّـد بما لا يدعُ مجالاً للشك على همجية وقذارة وقبح هذا العدوان لمن لا يزال متردّداً من أخذ موقف تجاه مواجهة العدوان.
بدوره، يرى حسين أبو طالب أن هذا الاستهداف هو متعمَّدٌ وَمخطَّطٌ له مسبقًا عبر شرائح العملاء لمنزل فيه أسرة عبد الله الجنيد بكل أفرادها أطفال ونساء وكبار وصغار، مُضيفاً: سيدفعون ثمن هذا الإجرام المتجدد بلا حسب فقد اختلفت المعادلات.
أما القيادي السلفي محمد الشرفي فيقول: إن تحالف العدوان يكشف بعد كُـلّ انتصار للجيش واللجان الشعبيّة عن الوجه البشع الذي تخبِّئُه عن العالم والحقد الدفين الذي تكنه تجاهَ اليمنيين رجالاً وأطفالاً ونساءً ولا تستثني منهم أحداً، متبعاً أنه في الوقت الذي يتحدث فيه العدوان عن عملية اليمن السعيد، وما جريمة استهداف حي سكني بمنطقة الستين- صنعاء وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها إلا خير شاهد، لتضاف إلى عشرات الآلاف من الجرائم المتلاحقة التي ارتكبتها بحق اليمنيين المدنيين.
ويضيف: “من العجيب أن نشهد العديد من المفارقات في عالم منافق تقوده الأمم المتحدة والذي تدين في الضحية وتبرأ الجلاد، حَيثُ شهدنا إداناتٍ واسعةً لاستهداف منشئات اقتصادية وعسكرية في السعوديّة والإمارات نفذها الجيش واللجان الشعبيّة بعيدًا عن الأحياء السعوديّة، لكننا لا نسمع تلك الإدانات حين يتعرض شعب بأكمله للقصف والدمار والحصار والتجويع، بل تحرص الأمم المتحدة ودول النفاق معها إلى تبرير تلك الجرائم والتغطية عليها وتجاهلها رغم التقارير والتحذيرات التي تصدرها منظمات حقوقية وإنسانية تابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية أُخرى فيما يخص الوضع الإنساني الكارثي الذي لحق باليمنيين والجرائم التي ترتكب في حقهم.
ويواصِلُ الشرفي تعليقه قائلاً: “حينما نتكلم عن الدور الإجرامي للأم المتحدة والمجتمع الدولي ليس مِن أجلِ الاستغاثة بهم، أَو التعويل عليهم، ولكن مِن أجلِ توضيح حقيقة، أما الشعب اليمني فلن يعول إلا على العدالة الإلهية، وعدالة قضيته التي لن يساوم فيها ولن يتنازل عنها.